tag:blogger.com,1999:blog-25424546179967700242024-03-13T10:24:22.386+02:00إخوانى.. أخواتىكما تكونوا.. يولّ عليكمMohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.comBlogger74125tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-28885986092124741442012-04-13T16:24:00.001+02:002012-04-13T16:26:26.942+02:00سيناريو شيطاني!!<p><strong><font size="3"><img style="margin: 0px 2px; display: inline; float: left" alt="" align="left" src="http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/398270_10150822465483593_524923592_11692767_1109084457_a.jpg" /> الأحداث المتلاحقة، والمتغيرات المتتابعة لا تعطي فرصة حقيقية لتحليل سليم، أو قراءة مبصرة، ولكنها قد تعطي فرصة للتحليق في الخيال، والتفكير خارج الصندوق؛ لمحاولة فهم ما يحدث.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">ونظراً لتبدل المواقف، وتغيرها بشكل عجيب من معظم الأطراف الفاعلة في الساحة المصرية؛ بما يعجز عن فهم مسببات المواقف، أو دلالاتها؛ إلا من زاويتين اثنين:</font></strong></p> <p><strong><font size="3">الأولى: "الخيبة الثقيلة"؛ التي تفسر مبدئياً هذه المواقف المبعثرة المتناقضة (المتغابية في كثير من الأحيان!!) لبعض هذه القوى.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">الثانية: "الشيطنة"؛ التي تفسر الحيل، والخدع التي تبدو ظاهراً متناقضة، وباطناً متكاملة؛ وهنا يبدو التناقض مسرحاً مكتمل الأدوات، والأركان، والوسائل، وما تلك المواقف المتباينة إلا ستار لنتائج أخرى يريدك الشيطان أن تندفع إليها اندفاعاً وراء غريزة، أو عاطفة!</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">أما "الخيبة الثقيلة" فلا حاجة لتحليلها، وفهم ما وراءها؛ فهي "خيبة ثقيلة" تودي بأصحابها إلى الانتقال الدائم من فشل إلى آخر دون عقل حاكم، ودون بصيرة نافذة!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">تبقى "الشيطنة" محيرة، ومربكة؛ لأنه يبقى من الصعب أن تفهم موقفاً يصمم لك لتندفع وراءه، لتحقق هدفاً يخطط له الشيطان بدقة، لتنفذه أنت بنفسك ظاناً أنك تجابه الشيطان، وتواجهه مواجهة حاسمة فاصلة!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وفي محاولتي لقراءة "الشيطنة" سأبني قراءتي على مجموعة من الافتراضات كمحاولة لتحجيم الخيال..</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">هذه الافتراضات (مجرد افتراضات) هي:</font></strong></p> <p><strong><font size="3">1- الإدارة الأمريكية لا تريد لمصر أن تغرق في الفوضى.. هي تريد لمصر في هذه المرحلة على الأقل مجرد فوضى جزئية، وحالة تخبط؛ فالموقع الاستراتيجي لمصر، وكثافتها السكانية العالية يمثلان حالة خطورة بالغة على الكيان الإسرائيلي في حالة فقد السيطرة التامة على الأمور من قبل السلطة حاكمة، وهو ما يفسر انتهاء الثورة المصرية سريعاً وحسمها بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية بعد 18 يوماً من محاولات الالتفات عليها.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">2- الإقصاء التام للإسلاميين من خلال الاعتقالات والتعذيب والحظر مستبعد في هذه المرحلة؛ لذا فإن البديل الحالي هو لمسارين متوازيين متكاملين هما "الاحتواء"، و"الحرق الشعبي".</font></strong></p> <p><strong><font size="3">3- النموذج التركي الديمقراطي (ما قبل العدالة والتنمية) هو الهدف والغاية للنموذج.. أي وصاية عسكرية تابعة متوازية مع إجراءات ديمقراطية مع سلطة قضائية قيّمة على الحياة السياسية.</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">وبناء على هذه الافتراضات؛ فإنني أتخيل أن سيناريوهات الإدارة في هذه المرحلة ستسير بالشكل التالي:</font></strong></p> <p><strong><font size="3">1- إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها دون تعطيل بشكل ديمقراطي تام (إلا في حدود بعض التزوير الناعم البسيط الذي قد يلعب في أرقام بالآلاف إن تقاربت النتائج).</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">2أ- تمرير تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية واستبعاد عمر سليمان وأحمد شفيق من الانتخابات، على أن يبقى ذلك تكئة للطعن في دستورية هذا القانون مستقبلاً ليبقى منصب الرئيس تحت رحمة المحكمة الدستورية العليا التي ستفصل أيضاً في دستورية قانون الانتخابات في مجلس الشعب، وبالتالي ستبقى ورقة بطلان انتخابات الرئاسة كما مجلس الشعب تحت رحمة محكمة عينها مبارك بكامل أعضائها (ملاحظة: تم تعديل قانون تشكيل المحكمة الدستورية العليا سراً قبل انعقاد مجلس الشعب مباشرة بحيث تعطي سلطة مطلقة لهيئة المحكمة وجمعيتها العمومية التي شكلها مبارك في اختيار رئيسها وأعضائها الجدد في المستقبل).</font></strong></p> <p><strong><font size="3">أو 2ب- تصدير المحكمة الدستورية العليا في الاعتراض على تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية، والدخول في جدل قانوني يسمح في النهاية بالإبقاء على عمر سليمان وأحمد شفيق، واستخدام ذلك في غطاء كثيف للهجوم على الإخوان والمرشحين الآخرين في عدم احترامهم للقانون والدستور، مع استخدام هذا الترشح في إحياء آمال أعضاء الحزب الوطني السابقين، وكذلك أصحاب المصالح السابقين الذين أضيروا كثيراً خلال الفترة الماضية، واستغلالهم في تشتيت الناس العاديين، والتأثير عليهم.</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">3أ- الإبقاء على الشيخ حازم أبو إسماعيل في دائرة المنافسة الانتخابية، والاكتفاء بالمبررات القانونية الإجرائية التي اعتمد عليها حكم القضاء الإداري، على أن يكون وجود الشيخ حازم مع م. خيرت فرصة كبرى لتفتيت الإسلاميين من خلال منافسة انتخابية قاسية، وستسخدم فيها كل أسلحة التشويش، والاتهام من خلال أطراف تغذي هذا الخلاف بما يشوه صورة الطرفين أمام الرأي العام كجزء من مسار "الحرق الشعبي"، وفي حالة نجاح الشيخ حازم فإن ملف جنسية والدته سيظل مفتوحاً تخرج منه المستندات الأصلية بالتدريج، والتي لم تقدم للمحاكمة إلا من خلال صور ضوئية لا قيمة لها، وبالتالي يبقى تحت رحمة اتهامه بالكذب بما يفقده شعبيته ومصداقيته وسلامة إجراءات انتخابه، وإبقاء احتمالية قيام المحكمة الدستورية العليا بالحكم ببطلان إجراءات انتخابه مستقبلاً إن خرج عن مسار الاحتواء، أو إن استطاع أن يقود الدولة بالفعل بعيداً عن العنتريات المتوقعة!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">أو 3ب- استبعاد الشيخ حازم من الانتخابات، بما يصحبه ذلك من قلاقل يثيرها أنصاره، ومن يندس بينهم بصورة قد تثير الفزع بين المصريين أولاً، وأمام العالم الخارجي ثانياً، وبما يشكك في مصداقية كل الإسلاميين، وإثبات تحايلهم على القانون، بما يصب في النهاية في صالح "عمرو موسى" في المنافسة الانتخابية.</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">4أ- الإبقاء على م. خيرت الشاطر في العملية الانتخابية، مع استخدام كل وسائل التشويه الإعلامي القانوني على شخصه وعلى جماعته سواء كان من المهيجين للسلفيين (في حالة بقاء الشيخ حازم)، أو من خلال تقارير يتم تسريبها عمداً لوسائل الإعلام حول ثروة خيرت الشاطر، وعلاقاته الخارجية، ومصادر تمويل الجماعة، وغيرها؛ بما يصب في النهاية في مسار "الحرق الشعبي" خاصة مع تكرار أخطاء الإخوان في إجراءات الجمعية التأسيسية، والتردد في طرح مرشح من عدمه، وضعف أداء مجلس الشعب، وتدهور الخدمات الأساسية في ظل وجود مجلس شعب لم يقدم شيئاً للناس، وبالتالي خسارته الانتخابات؛ أما في حالة نجاحه فسيتم إنهاك الإخوان (إن تمردوا على مسار الاحتواء)؛ لأنهم في هذه الحالة قد سيطروا على كل السلطات التنفيذية والتشريعية، وذلك من خلال فقد السيطرة الأمنية، وقلة موارد الدولة، وقلة الخدمات الأساسية، وبعض المشاكل الجوهرية الشعبية التي تتحكم فيها المخابرات بشكل غير مباشر، وكذلك تبقى قانونية الجماعة محل احتكاك مباشر من خلال السلطة القضائية بما يثبّت حلاً رسمياً للجماعة وربما لحزب الحرية والعدالة.. كما أن مساري "الجزرة / الاحتواء"، و"العصا / الحرق الشعبي" سيظلان متلازمين قبل حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان انتخابات مجلس الشعب، والرئاسة على التوالي (في حالة فشل الاحتواء)، أو أن تصل الأمور إلى حالة أزمة خدمية واجتماعية واقتصادية شاملة تجعل الجيش هو الملاذ الأخير للناس لضبط الأمور والكفر بكل السياسيين.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">أو 4ب- استبعاد خيرت الشاطر من الانتخابات، وهو ما سيضعف فرص محمد مرسي في الفوز في الانتخابات (إن لم تنعدم هذه الفرص بسبب أنه مجرد مرشح احتياطي)؛ وستكون هزيمة الإخوان حينئذ مقدمة قوية لفقد "الشعبية" التي يعتمد عليها الإخوان دائما في صراعاتهم السياسية، وتبرير مواقفهم الحركية؛ مع سهولة طرح الحل القضائي للجماعة (وربما الحزب) كسيف مسلط دائماً من أصحاب السلطة الفعلية (الوصاية العسكرية والقيمية القضائية).</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">5أ- يبقى الحل الأسلم للمجلس العسكري وللإدارة الأمريكية يتمثل في نجاح عمرو موسى نجاحاً شعبياً حقيقياً، فهو الأقدر بكاريزميته، ودبلوماسيته في تبرير كل إجراءات الوصاية العسكرية (التي ستكون في هذه الحالة من وراء ستار)، مع إعطائه فرصة حقيقية في إدارة ناجحة في بعض الملفات الخدمية والخارجية بما يرفع من شعبيته، مع استمرار مساري "الاحتواء" و"الحرق الشعبي" للإخوان ولمجلس الشعب.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">أو 5ب - في حالة نجاح أي مرشح خارج هذا الحل المثالي (للعسكر والإدارة الأمريكية) سيبقى سيف حكم المحكمة الدستورية مشرعاً في وجهي الرئيس، ومجلس الشعب، مع الاستمرار في الإنهاك الخدمي الشعبي، وفقدان السيطرة الأمنية، وإظهار الرئيس في موقف الضعيف الذي لا يستطيع إدارة البلد بشكل يسمح له بفرض شعبية حقيقية تدعمه في مواجهة العسكر وماكينة التبعية الأمريكية في مصر؛ بما يمهد لاستدعاء حامي الشعب المخلص، وعامود خيمته الأخير، والذي سيكون حينها قد أوفي بوعده بالخروج ظاهرياً من الساحة السياسية بعد أن أجرى انتخابات رئاسية نزيهة أتت بثوري هاجمه كثيراً أثناء المرحلة الانتقالية، وحينها يعود هذا الحام يبناء على رغبة شعبية.</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">تبقى هذه السيناريوهات افتراضية وشيطانية، ولكن ما حدث في العام الماضي يجعلنا أميل للخوف من تنفيذ هذه السيناريوهات الشيطانية، والحذر منها.</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> <p><strong><font size="3">كلمة أخيرة.. كل من يفكرون في تنفيذ هذه السيناريوهات (إن صحت) ينسون أمرين اثنين:</font></strong></p> <p><strong><font size="3">الأول: أن تدابير الله تعالى أعلى وأكبر مما يظنون، ويفكرون.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">الثاني: أن نجاح بعض سيناريوهاتهم السابقة هو بسبب آثام قوى سياسية، وأشخاص اعتمدوا على قواهم الذاتية، وأدواتهم البائسة، ولم يعتمدوا على قوى حية جديدة تتشكل، وإن كانتت في طور الإنشاء إلا أنها للشارع أقرب، وعن الممارسات السياسية التقليدية القديمة أبعد!!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">بعد كل هذه السيناريوهات الشيطانية، أقولها بملء فيّ: "إني واثق في أن المستقبل القريب لن يكون أبداً في صالح هؤلاء الشياطين، وأذنابهم، والسائرين في فلكهم.. المستقبل أفضل بإذن الله.. لا أشك في ذلك أبداً".</font></strong></p> <p><strong><font size="3"></font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com10tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-72750238782804504902012-03-27T02:24:00.001+02:002012-03-27T02:24:56.992+02:00اللجنة التأسيسية نموذجاً لأخطاء التيار الإسلامي<p><font size="4"><img style="display: inline; float: left" alt="" align="left" src="http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/558031_10150783486908593_524923592_11546826_1982492869_a.jpg" /></font></p> <p><font size="4"></font></p> <p><font size="4">تنص المادة 60 من الإعلان الدستوري والتي كانت من المواد المستفتى عليها مباشرة من الشعب على أن: "يجتمع الأعضاء غير المعينين لأول مجلسي شعب وشورى في اجتماع مشترك بدعوة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال ستة أشهر من انتخابهم لانتخاب جمعية تأسيسية من مائة عضو تتولى إعداد مشروع دستور جديد للبلاد في موعد غايته ستة أشهر من تاريخ تشكيلها ويُعرض المشروع ، خلال خمسة عشر يوماً من إعداده على الشعب لاستفتائه في شأنه ويعمل بالدستور من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه في الاستفتاء ."</font></p> <p><font size="4">هذه المادة أعطت المجتمع كله بقيادة الأعضاء المنتتخبين مهلة سنة كاملة لإقرار دستور جديد للبلاد، وقسمت هذه السنة إلى ستة أشهر لتشكيل لجنة الدستور نفسها، وستة أشهر أخرى لصياغة الدستور المقترح للاستفتاء.</font></p> <p><font size="4">كان الهدف من هاتين المدتين هو عمل حوار مجتمعي حقيقي، والتوصل لتوافق طبيعي يرتضيه الجميع حول أسماء المرشحين لهذه المهمة الجليلة أولاً، ثم ليمتد هذا الحوار مع اللجنة المشكلة للوصول إلى دستور معبر عن الأمة المصرية بكافة أطيافها، ومحافظ على هويتها، ومقر للعدالة الاجتماعية بين كافة أبنائها، ومدافع عن الحريات العامة لمواطنيها، ومقيم لتوازن بين سلطات دولتها تامة الاستقلال في إرادتها الوطنية.</font></p> <p><font size="4">كان من المنتظر من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى أن يقدموا للأمة حالة مثالية - هم الأحق بتقديمها - لتكون نموذجا مغايرا لنماذج اللجان المعينة من الأسرة الحاكمة قبل الخمسينات، ومن العسكريين قبل ثورة يناير.</font></p> <p><font size="4">كما أن فلسفة هذه التعديلات كانت قائمة في الأساس - كما أكد على ذلك المستشار البشري أكثر من مرة - على صياغة الدستور في ظل سلطة تشريعية (برلمان) وتنفيذية (رئيس وحكومة) منتخبين حتى يبتعد العسكر بقوتهم ونفوذهم عن التأثير في هذه اللجنة، وفي الحوار المجتمعي الدائر حول عملها.</font></p> <p><font size="4">ثم جرت أمور مجهلة بين قوى متداخلة، وصدرت تصريحات متضاربة تسحب أولاً فكرة الرئيس قبل الدستور، بل وتلح على عدم قانونيتها، أو وجاهتها، ثم تحررت هذه النقطة قليلاً تحت الضغط الثوري المطالب بسرعة إجراء انتخابات الرئاسة.</font></p> <p><font size="4">عند ذلك جرت أمور أخرى أكثر تجهيلاً بين تلك القوى، بحتمية انتهاء صياغة الدستور قبل، أو مع انتهاء انتخابات الرئاسة، وهو ما يعني عملياً أن يتم سلق الدستور في مدة تزيد قليلاً عن الشهرين بما يشمله ذلك من تشكيل للجنة التأسيسية، ثم صياغة الدستور، ثم الاستفتاء عليه.</font></p> <p><font size="4">وعند ذلك مربط الفرس، ولب المشكلة التي أدت إلى هذه اللجنة المختلف عليها القابلة للانفجار، والتي قد تؤدي إلى دستور أكثر عجباً وقابل للانهيار.</font></p> <p><font size="4">لقد ألزمت هذه القوى نفسها بالانتهاء من تشكيل اللجنة التأسيسية لسبب مجهول (أو هكذا يبدو) خلال أسبوعين اثنين، فحدث ارتباك، أدى إلى الأخطاء التالية:</font></p> <p><font size="4">1- لم يتم فتح أي حوار مجتمعي أو سياسي حول طريقة تشكيل اللجنة لتكون معبرة بحق عن كافة أطياف الأمة.</font></p> <p><font size="4">2- لم توضع أي معايير لاختيار أعضاء اللجنة، سواء تلك المتعلقة بالكفاءة، أو تلك المتعلقة بنسب التمثيل للنقابات، والهيئات، والمؤسسات، والفئات، والأطياف المشكلة للتنوع المصري الطبيعي، والمهني، والعرقي، والجغرافي، والديني.</font></p> <p><font size="4">3- لم تقم القوى المجتمعية بعرض مقترحاتها لتشكيل اللجنة على الرأي العام، وعلى البرلمان، مصحوبة بأسماء مقترحة بسير ذاتية وطنية ومهنية تشفع بانضمامها لتلك الكوكبة التي تعد لدستور مصر الحديثة.</font></p> <p><font size="4">4- تعاملت القوى السياسية بمنطق النسب الوزنية للقوى السياسية متناسين أن أطياف المجتمع ليست سياسية بالضرورة، وأن ممثلي العمال، والنقابات، والجامعات، والطوائف ليسوا سياسيين بالأساس؛ لذا فإننا صرنا نسمع نكتة أن الإسلاميين لا يمثلون إلا 48 % من أعضاء اللجنة المشكلة، وكأن القضاة، والعمال، والجامعيين الآخرين على طرف نقيض من مشروع القوى الإسلامية!</font></p> <p><font size="4">5- تعامل مجلس الشعب مع هذا الأمر الجلل كأنه "مأمورية" محددة الزمن؛ فرفض رئيسه كل محاولات النقاش حول الأسماء المقترحة من الأحزاب، والنقابات، والجامعات، والاتحادات، والهيئات، وغيرها والتي فاقت الألف وخمسمائة اسم؛ فصار لزاماً على النواب اختيار 100 اسم هكذا دفعة واحدة، دون معايير كفاءة، أو تمثيل نسبي، وصار الحل في الورقة المجهزة مسبقاً والتي ينقل منها العضو الأسماء التي اتفق عليها حزبه مع بعض الأحزاب الأخرى!</font></p> <p><font size="4">6- ثم خرجت نتيجة التصويت الموَجّه بهذه الصورة المرقعة التي أتت ببعض الشخصيات التي لا حضور لها في الواقع المجتمعي المصري، وأغفلت آخرين لهم حضور طاغ منذ الثورة، وحتى الآن.</font></p> <p><font size="4">7- بسبب غياب المعايير نسيت اللجنة، أو تناست وضع ممثلين رسميين مرشحين من الكنيسة والأزهر، وكذلك نقيب الأطباء.</font></p> <p><font size="4">8- تم اختيار أفراد ممثلين لقطاعات معينة بناء على معايير سياسية انتمائية، مثل طالب المنصورة الإخواني، ومثل رئيسي جامعة الإسكندرية والمنيا الإخوانيين، ومثل المدرسة المساعدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بنت عضو مكتب إرشاد الإخوان التي قدمت على أساتذتها في ذات الكلية ذوي الباع الطويل في الدراسات السياسية والعلمية، وكذلك الحركية الثورية، ومثل اختيار أستاذ حركي للاقتصاد الإسلامي، وأيضا مصرفي إسلامي ثان، والأمثلة تطول.</font></p> <p><font size="4">9- هناك إغفال متعمد للقوى الثورية الشبابية سواء الممثلة في البرلمان، أو خارج البرلمان، بحيث لم يتم اختيار إلا الشاب البطل أحمد حرارة، ورغم رمزيته بالغة الدلالة والضرورة، إلا أنه لم يكن من القيادات الشبابية المعروفة قبل إصابته في عينيه!</font></p> <p><font size="4">الغريب أن كل هذه الأخطاء لا يراها الإسلاميون، ويرون أن الاعتراض على تشكيل اللجنة ما هو إلا مناكفات علمانية صبيانية من قوى كارهة للإسلاميين، ومتواطئة مع العسكر ضد مصلحة الأمة!</font></p> <p><font size="4">أما الأكثر غرابة فإن هذه الأخطاء جاءت في ذات الوقت التي تحتاج فيه القوى الإسلامية لتكاتف كافة القوى الوطنية معها في مواجهة مباشرة مع العسكر قد (!) تنتقل من مرحلة البيانات إلى مرحلة الفعل الإقصائي الحقيقي من خلال أحكام قانونية جاهزة!</font></p> <p><font size="4">الحل في رأيي يكمن في تطبيق خريطة الطريق الشعبية التي طالما تغنى الإسلاميون بإلزاميتها، وهي أن يصاغ الدستور تحت مظلة منتخبة، وأن يجرى حوار مجتمعي كامل حول الدستور من خلال تشكيل لجنة المائة، ثم من خلال صياغة الدستور ذاته، وليأخذ دستور البلاد حقه الكامل في النقاش والحوار دون ضغط من بيادة، أو زناد!!، ودون حوارات مجهلة من أطراف تريدها أن تبقى مجهلة!</font></p> <p><font size="4">أظن أن هذه هي آخر فرص الإسلاميين في قلب الطاولة على العسكر، وإخضاعهم التام للسلطات المنتخبة، وليعيدوا النظر في الأمور المجهلة التي يريدوننا أن نسير في ركابها صامتين مدافعين مبررين.</font></p> <p><font size="4">والله المستعان على ما تصفون.</font></p> <p><font size="4"></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-56103156153177331522012-03-25T17:38:00.001+02:002012-03-25T17:38:50.304+02:00مشروع للوطن<p><font size="4"></font></p> <p><font size="4">أظن أن الكثرة الغالبة من المصريين تشعر بحيرة شديدة، وأزمة بالغة ما بعد ثورة 25 يناير؛ فما بين طموح علا سقفه بعد التنحي، إلى إحباط أسرف في اليأس بعد حادث بورسعيد؛ عاش المصريون عامهم الأخير.</font></p> <p><font size="4">فرغم سقف الحرية العالي، ورغم تنوع الأفكار، والاتجاهات السياسية؛ إلا أني أزعم أن المصريين لا زالوا يشعرون بغربة شديدة مع متصدري المشهد العام؛ فأرقام المنتسبين للأحزاب الجديدة وضآلتها، وحنق المصريين من ضعف أداء من انتخبوهم  تؤكد أن المصريين لا زالوا يراقبون من بعيد، قد يفوضون أحداً لتلبية مطالبهم في مرحلة ما، لكنهم لم يندمجوا معه، ولم يشعروا بأنه منهم، وأنهم منه.</font></p> <p><font size="4">القوى السياسية التقليدية المصرية الحالية لم تستطع مجتمعة أن تجمع المصريين حول حدث كبير، كما لم تستطع من قبل أن تدعوها لثورة، أو أن تحجمهم عنها، بل على العكس فإن هذه القوى كانت تلحق بالتحركات الشعبية العادية، وتنضم إليها تابعة لا قائدة، والمتابع لتطورات ثورة 25 يناير يدرك أن القوى السياسية التي التحقت بركب الحوارات السياسية مع عمر سليمان، ما ألجمها إلا الخوف من الشعب الذي لم يستطيعوا أن يقودوه إلى الثورة، كما لم يستطيعوا أن يقنعوه بالاكتفاء بلمام المطالب.</font></p> <p><font size="4">وأداء القوى السياسية التقليدية مع سيريالية المشهد المصري طوال العام الماضي يؤكد على أنها جزء من المشكلة، وأنها لم تكن أبداً - وأظنها لن تكون – جزء من الحل؛ لأنها تصر على أسلوبها القديم – الذي اضطرت لتغييره جزئياً أثناء جولة الثورة الأولى، والذي ينحصر في تقديم أولوياتها الخاصة على أولويات الوطن؛ ففي حين ظهر هؤلاء وانتفضوا في قضايا الدستور أولاً، أو الانتخابات أولاً، وقبلها معركة هوية الدولة، أو معركة نسبة الثلث والثلثين في مجلس الشعب، إلا أنهم كانوا وحيدين في تلك المعارك التي لم تجتذب أحداً إلا الأتباع، والمريدين؛ بما يؤكد أنهم ما زالوا بعيدين عن هذا الشعب، وعن أحلامه، وطموحاته.</font></p> <p><font size="4">إذن، مصر في حاجة إلى مشروع جديد يجذب إليه الناس دون أن يصطدم بهويتهم الوطنية، ويشركهم في تحقيق أحلامهم لا أن يطلب منهم تفويضاً بتحقيقها، ويتعامل معهم بشفافية لا باستغفال أو استهتار.</font></p> <p><font size="4">هذا المشروع الذي يرى مصر من خلال أهلها وناسها لا من خلال نخبتها وساستها، ومن خلال تيارها الأساسي لا من خلال أحزابها، وحركاتها السياسية أصبح من قبيل الواجب الذي لا يحتمل تأخيراً، وصار الأمل الذي يبعث الحياة في في الأرواح.</font></p> <p><font size="4">يتبقى أن مواصفات هذا التيار الجديد أو المشروع الوطني الجامع في حاجة إلى التبلور، والتجسد في كيان على الأرض حتى لا يظل فكرة في العقول، ومشاعر في القلوب، وحتى لا يظل الناس حبيسي ساحات الصراع التي سئموا منها، وما شعروا يوما بالانتماء إليها.</font></p> <p><font size="4">مصر والمصريون لا يعيشون معركة هوية؛ فهويتهم محسومة منذ أمد بعيد، والصراع موجود في مخيلة مشعليه فقط..</font></p> <p><font size="4">مصر والمصريون يريدون إرادة وطنية مستقلة حقيقية لا تخضع لهيمنة أجنبية، ولا لاحتلال وطني.. إرادة تجعل مصر رائدة لا خانعة، وقائدة لا تابعة.. إرادة تعيد عزتهم الوطنية، وكرامتهم القومية، كي يبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس.</font></p> <p><font size="4">مصر والمصريون يبحثون عن عدالة اجتماعية، وإنسانية تحفظ كرامتهم، وتضمن المساواة بينهم دون تمييز بسبب نفوذ، أو جنس، أو عرق، أو دين.</font></p> <p><font size="4">مصر والمصريون لا يبحثون عن شعارات يلقيها ساسة محترفون، ولا أصحاب وعود يلقونها وهم إليه مستمعون.. هم في حاجة إلى من يحترمهم، لا من يستعلي عليهم.. في حاجة إلى من يصارحهم بالآلام والأعمال، لا من يرميهم بالجهل، ويمن عليهم بالأفعال.. في حاجة إلى من يشركهم في البناء، لا من يرمي إليهم بالصدقة.</font></p> <p><font size="4">مصر في حاجة إلى مشروع جديد.. فهل صار قريباً، وهل من مشمر؟!</font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-9039400046793978112011-10-09T12:03:00.001+02:002011-10-09T12:08:55.091+02:00نصائح إخوانية – التربية<p><font size="4"><strong><u>ثانياً: التربية:</u></strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ما يميز الإخوان عن غيرهم من الجماعات أو الأحزاب هو عملية "التربية"؛ فالجماعة قائمة في الأساس على تربية "الفرد المسلم" تربية إسلامية صحيحة في ثلاث مسارات أساسية هي: الإيماني التعبدي، والأخلاقي السلوكي، والدعوي الحركي. <br />لذا فإن تميز الإخوان الفعلي هو في وجود "أفراد" متخلقين بأخلاق الإسلام، وعباداته، ومنهجه في كل تصرفاتهم اليومية الحياتية منها والدعوية. <br />وأغلب المنتمين إلى الإخوان انضموا للجماعة بسبب الارتباط المباشر بفرد من أفرادها، والتأثر المباشر بسلوكيات هذا الفرد قبل أ ن يكون هذا الارتباط فكرياً أو دعوياً.. <br />والناظر المتفحص في هذه الأيام لمنتج التربية عند الإخوان يشعر أن هناك خللا ما في جودة هذ المنتج، بما يؤثر على نظرة الناس للجماعة ككل، وعلى تقبل أو تفهم أفكارها، وخطابها السياسي أو الدعوي. <br />وهناك حاجة شديدة لمراجعة آليات التربية الموجودة حالياً لكي تراجع الجماعة منتجها من "الفرد المسلم" وهل هو متطابق حقاً مع أوصاف حسن البنا التي رآها لهذا الفرد وهي: <br />1- سليم العقيدة <br />2- صحيح العبادة <br />3- مجاهداً لنفسه <br />4- مثقف الفكر <br />5- قوي الجسم <br />6- متين الخلق <br />7- قادراً على الكسب <br />8- حريصاً على وقته <br />9- منظماً في شؤونه <br />10- نافعاً لغيره.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وسأحاول هنا أن أعرض بعض النصائح البسيطة لتطوير العملية التربوية داخل الجماعة من خلال وجهة نظري الشخصية وتجاربي العملية، مع قناعتي الشديدة أن العملية التربوية أكثر تعقيداً من أن تغيرها كلمات، أو تزينها حروف، أو تقيم عوجها مجموعة من الآليات؛ لأنها في النهاية مرتبطة بالنفس البشرية، وما يحيط بها من بيئة ومؤثرات داخلية وخارجية. "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها".</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وتتلخص نصائحي في الآتي:</strong></font></p> <p><strong><font size="4"></font></strong><font size="4"><strong> <br /><u>أ- إلغاء المناهج التربوية المغلقة والعودة إلى المناهج المفتوحة:</u></strong></font></p> <p><font size="4">منذ عدة سنوات فضل الإخوان الأخذ بأسلوب في التربية معتمد على كتاب موحد للمستوى التربوي الواحد، يتم في هذا الكتاب عرض الأهداف العامة والمرحلية المطلوب تحقيقها عند الشخص المراد تربيته، مع عرض محتوى نظري ملخص للمادة التعليمية المراد تطبيقها، أو معرفتها، وهذا هو الأسلوب المعتمد حالياً في وزارة التعليم المصرية في المراحل ما قبل الجامعية. <br />ولهذه الطريقة عدة مشاكل:</font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>من ناحية الشكل: <br /></strong>     * قد تكون طريقة صالحة للسن الصغيرة؛ لذا فهي مطبقة على المراحل ما قبل الجامعية فقط. <br />     * كما أنها طريقة تربوية مختلف في نجاعتها ونجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة؛ لذا فإن المناهج الأمريكية - في حدود علمي - لا تعتمد على هذه الطريقة في التربية والتعليم.</font></li> </ul> <p><strong><font size="4"></font></strong></p> <ul> <li><font size="4"><strong>من ناحية المضمون: <br /></strong>     * تحول المربِّي (القائم على عملية التربية) إلى مدرس تقليدي يهتم بترتيب الأفكار، وعرض المحتوى أكثر من اهتمامه بالغوص في المعاني، ودلالاتها التي تؤهله للإبداع مع أعضاء الحلقة في الاستنباط النظري، والتطبيق العملي لما يتم تدارسه. <br />     * تقدم محتوى نظرياً ضعيفاً يعتمد على التلخيص والتبويب؛ بما يفقد المعاني قوتها، وتأثيرها؛ فتلخيص كلمات صاحب الظلال في الكتب التربوية الحالية ما هو إلا تلخيص مخل يفقد الكلمة قوتها، والفكرة رونقها. <br />     * تؤصل لدى الأفراد ثقافة السطحية والقراءة السريعة "السندوتش" في تربية جيل أكثر ما يحتاجه هو العمق، والقراءة. <br />     * تؤصل لفكرة المصدر الواحد في التلقي التي تؤدي بدورها إلى الانغلاق، وعدم تقبل الرأي الآخر؛ فكتاب "الدولة العثمانية.. عوامل النهضة وأسباب السقوط" المقرر على أحد المستويات التربوية منحاز جداً لإبراز مناقب الدولة العثمانية وتعظيم كل أفعالها دون موازنة موضوعية، بينما هناك دراسات أخرى تظهر المثالب والعيوب، وكتب أخرى متوازنة؛ لذا فإن الاعتماد على كتاب واحد في التلقي يثبت نظرية واحدة، ويؤكد فكرة واحدة؛ بما يؤدي إلى ضيق الأفق، وضعف التحليل. <br />     * لا تراعي التباين الحقيقي بين الأفراد المنتسبين لنفس المستوى التربوي؛ فأستاذ الجامعة والعامل يدرسان نفس المنهج، وكذلك العالم الأزهري والملتحق بالمدارس الأجنبية، وأيضاً الشاب الصغير، والكهل العجوز، مع ما بين كل هؤلاء من تباينات شديدة في القدرة على التلقي، والاستيعاب، وكذلك في الاحتياجات التربوية والمعرفية لكل شريحة منهم. </font></li> </ul> <p><strong><font size="4">  </font></strong></p> <ul> <li><font size="4"><strong>من الناحية العملية: <br /></strong>     * أدت هذه الطريقة إلى انشغال الأفراد بمسمى المستوى التربوي الملتحقين به؛ مما أدى إلى بعض الحزازات النفسية، والمقارنات بين أشخاص موجودين في مستويات تربوية أعلى (إن صحت التسمية) مع عدم أهليتهم لهذا المستوى، وبين أشخاص آخرين على العكس من ذلك. <br />     * لم تقدم حلاً عملياً سليماً للتعامل مع من لم يتجاوزوا أهداف مرحلة ما، ولم ينتقلوا للمستوى التالي؛ لأنهم مضطرون لإعادة دراسة نفس المنهج مرة أخرى، مما يصيبهم بالإحباط، والضيق.</font></li> </ul> <p><strong><font size="4">ولهذه الأسباب فإني أرى أن يحتوى المنهج التربوي لكل مستوى تربوي على أفكار عامة دون التقيد بمحتوى نظري موحد مع تقديم مقترحات بكتب متعددة، مضافاً إليها وسائل عملية لتحقيق الأهداف المرجوة حرصاً على تعميق النظرة التربوية، وزيادة النواحي المعرفية مع إعطاء مساحة من الإبداع للمسئول التربوي ليتعامل فيها مع المستوى الفعلي للحلقة التربوية القائم على تربية أفرادها، والله أعلى وأعلم.</font></strong></p> <h6><font size="4"><u>ب- إعادة النظر في آليات التقييم التربوي:</u></font></h6> <h6><font size="4"><font style="font-weight: normal">يبقى التقييم التربوي الأساس الرئيس في ترميز فرد إخواني أو توليه مسئولية تربوية كانت أو إدارية، وضعف هذا التقييم قد يصعد بأناس يسيئون للجماعة أمام المجتمع، أو أمام أفراد الإخوان أنفسهم، وقد يُبعد أناساً لديهم من الكفاءة والقدرة ما ينهض بالجماعة والأمة كلها..</font> <br /><font style="font-weight: normal">والآليات الحالية - من وجهة نظري - بها بعض المثالب مثل:</font> <br /></font></h6> <ul> <li> <h6><font size="4">أنها آليات انطباعية شخصية أكثر منها موضوعية جماعية:</font></h6> </li> </ul> <h6><font size="4"><font style="font-weight: normal">فانطباع شخص مسئول يظل هو الفيصل في تقييم فرد سلباً أو إيجاباً، فيكفي أن يُتهم فرد بأنه متطلع أو محب للظهور أو أنه معجب برأيه لكي يتم تقييم هذا الفرد بشكل سلبي رغم أن هذه الصفات تحديدا (وهي الأكثر شيوعا) غير ملموسة، وغير مدركة لأنها صفات قلوب لا دليل ماديا عليها، إلا أنها تلقى استجابة من القائمين على عملية التقييم، وتكفي لإبعاد شخص، أو تأخيره، خاصة وأن هذه الصفات تلصق غالباً بمن يريدون المناقشة، أو التحليل، أو من ذوي المبادرة المسارعين إلى الأفعال دون قيود التراتبية التنظيمية فيوصمون بذلك بسهولة، والعكس بالعكس.</font> <br /></font> <ul></ul> <li><font size="4"><strong>أنها آليات نظرية منغلقة:</strong></font></li> </h6> <p><font size="4">حين جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ يشهد عنده فقال له عمر: ائتِ بمن يعرِّفك؛ فجاء برجل، فقال له: هل تزكِّيه؟ هل عرفته؟ قال: نعم، فقال عمر: وكيف عرفته؟ هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ومخرجه؟ قال: لا؛ قال عمر: هل عاملته بالدينار والدرهم اللذين تعرف بهما أمانة الرجال؟ قال: لا؛ فقال: هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال؟ قال: لا، فقال عمر بن الخطَّاب: فعلَّك رأيته في المسجد راكعاً ساجداً، فجئت تزكِّيه؟! قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ فقال له عمر بن الخطاب: اذهب فأنت لا تعرفه، ويا رجل ائتني برجل يعرفك فهذا لا يعرفك! <br />فالتقييم النظري المنغلق هو ما فعله هذا الرجل حين جاء يشهد لرجل بالصلاح، فقد رآه يصلي أو يحسن الركوع والسجود، وفي عصرنا أضف لها: أنه يحسن تنميق الكلام.. أنه يحفظ قدراً من القرآن.. أنه خدوم لإخوانه.. و... <br />لذا فكما فعل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فمن غير المقبول أن يُقيَّم شخص دون مراجعة سلوكياته العامة مع كل الناس، ومعاملاته المادية، والتزامه في عمله بتحري الحلال والحرام، ويكتفي بتقييمه ببنود نظرية (ورد المحاسبة، أو حفظ القرآن، أو الانضباط الإخواني، أو انطباق الأفكار مع الجماعة)، أو بتقييمه بشكل منغلق (أي بأدائه وسط الإخوان دون عامة الناس).. <br />لابد أن تكون هناك آلية صريحة لمراجعة سلوكيات الناس وأدائهم وسط عائلاتهم، وفي أعمالهم، ومع جيرانهم، وبين الناس حتى يتم تقييم الأفراد بشكل عملي إسلامي صحيح يبرز الأكثر إرضاء لله سبحانه وتعالى، والأكثر تطبيقاً لكتاب الله، والأكثر اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى تخرج الجماعة أفضل من فيها؛ لتنهض بالمجتمع وتقوده إلى الخير بإذن الله تعالى.</font></p> <h6><font size="4"></font></h6> <h6><font size="4"><u>ج- التوظيف الفعلي على مسار الحياة:</u></font></h6> <h6><font size="4"><font style="font-weight: normal">يغلب على أعمالنا الحياتية أن تكون خارج النطاق الجغرافي للشعبة الإخوانية التي نعيش فيها؛ كما أن معظم أوقاتنا نقضيها في هذا العمل الحياتي، وكذلك فإن معظم معاملاتنا اليومية تكون مع زملاء العمل، ورغم ذلك فإن طبيعة التركيبة الإدارية الحالية للعمل الإخواني لا تنشغل بهذا المسار المهم والرئيس لمجرد أنه خارج النطاق الجغرافي للشعبة الإخوانية، وتبقى معاملات كل واحد منا مندرجة تحت الاجتهادات الشخصية، والقدرات الفردية.</font> <br /><font style="font-weight: normal">كما أن أفراد الإخوان غالباً ما يشعرون بالتقصير في العمل الإخواني داخل الشعبة؛ لضيق أوقاتهم ولعدم قدرتهم على الاستمرارية في متابعة شخص ما دعوياً، أو الارتباط بأهل الحي في عمل خدمي نظراً لتأخرهم الدائم في عملهم، أو انشغالهم المستمر بأعمالهم الخاصة؛ وبذلك نبقى في الدائرة المفرغة من اتهام بالتقصير من المسؤولين، والدفاع من الأفراد نظرا لضيق الوقت وقلة المعارف، وينحصر العمل الدعوي كما هو حاصل في كثير من الأحيان في حضور لقاء، أو حضور مؤتمر، أو لصق أوراق، أو تنفيذ تكليفات بما يفرغ الدعوة من مفومها الأساس وهو التواصل المباشر مع الناس.</font> <br /><font style="font-weight: normal">كما أن عدم التوظيف في مسار الحياة يفقد المسؤول التربوي القدرة على المتابعة الحقيقية لأثر التربية الحقيقي والذي يظهر أكثر ما يظهر في المعاملات الحياتية أكثر مما يظهر في التجمل داخل اللقاءات الإخوانية التي غالباً ما تكون خارج الأطر الثلاثة التي أشار إليها عمر بن الخطاب في قبول التزكية لشخص ما من شخص آخر.</font> <br /><font style="font-weight: normal">ولحل هذه المشكلة لا بد للقائمين على العمل من أن تتسع آفاقهم أكثر، وأن يعلموا أن الدعوة أكبر من أن تنحصر في مكان جغرافي تتم متابعة الأفراد في تحقيق مستهدفاته، كما أنها أكبر من وظيفة نسأل عنها أمام مسؤولينا الدعويين.</font></font></h6> <h6><font size="4"></font></h6> <h6><font size="4"><u>د- الاشتراك الشهري:</u></font></h6> <h6><font size="4"><font style="font-weight: normal">يتميز الإخوان المسلمون عن غيرهم من كل القوى السياسية بل وحتى الدعوية في التزام كل فرد منهم تم توثيقه ليكون عضواً في جماعة الإخوان المسلمين بدفع اشتراك شهري منتظم ذي نسبة مئوية من الدخل الشهري الذي يتحصل عليه هذا الفرد. يدفعه أعضاء الإخوان المسلمين محتسبين فيه وجه الله سبحانه وتعالى - والله حسيبهم - وقناعة منهم بحسن إدارة جماعتهم لهذه الأموال في مناشط الجماعة المختلفة من سياسية وتربوية ودعوية وخيرية وغيرها.</font> <br /><font style="font-weight: normal">وهذا الاشتراك يختلف من آن لآخر، فقد يصل في بعض الأحيان إلى 10% أو يزيد في حالة وجود سهم للمعتقلين، وكذلك سهم لفلسطين، وقد يقل عن ذلك في حالة اختفاء مثل هذه الظروف.. وكذلك قد يطلب في بعض الأحيان تبرع مفتوح - له حد أدنى - في حالة الانتخابات أو غيرها من المناشط التي تتطلب مزيداً من الأموال.</font> <br /><font style="font-weight: normal">وهذا الاشتراك مدعاة للفخر من الجماعة ككيان، ومن الأعضاء بانتمائهم الصادق لجماعتهم وإنفاقهم على مناشطها التي يحتسبونها لوجه الله تعالى.</font> <br /><font style="font-weight: normal">ولكن مع وجود مثل هذه النسبة العالية التي يدفعها كل واحد من أفراد الإخوان توجد مجموعة من السلبيات هي التي دفعتني للتفكير في تطوير فكرة هذا الاشتراك والتعديل في طريقته، وتتلخص هذه السلبيات في الآتي:</font></font></h6> <font size="4"> <ol> <li>معظم أفراد الإخوان - وخاصة الطبقة الوسطى العليا والدنيا منهم والتي يتشكل منها معظم أفراد الجماعة - لا يشاركون في أية أعمال خيرية في محيطهم أو من خلال دائرتهم القريبة أو البعيدة اكتفاء منهم بما يدفعونه للجماعة، وظنا منهم أن الجماعة تكفيهم هذا الفعل الخيري، أو الدعوي، أو التنموي؛ لأن في الجماعة لجان تقوم على هذه المهام. وهذه نقطة تخصم كثيراً من رصيد الإخوان كأفراد في محيطهم الذي ينتمون إليه، فعند فتح باب التبرع لمسجد أو مدرسة أو مستشفى أو ...، يتأخر أفراد الإخوان لأنهم يقتطعون جزءا كبيراً من دخلهم كاشتراك للجماعة التي ينتظر منها أن تقوم نيابة عنه بالمساهمة في مثل هذه المناشط، وقد يحدث هذا بنسبة أو أخرى داخل المحيط العائلي أيضاً مما يضيع التأثير الدعوي الحقيقي داخل دوائر الدعوة الطبيعية، وذات الأولوية.</li> <li>نسبة معتبرة من أعضاء الإخوان لا يدفعون النسبة المطلوبة منهم (وقد لا يدفع بعضهم تماماً)، إما لحاجة خاصة، وإما لاستكثارهم النسبة المفروضة؛ مما يؤدي إلى تهربهم بشكل أو بآخر، أو لجوئهم لوسائل التورية وغيرها مما يكون له أثر سيء في المردود التربوي لقضية البذل، والعطاء.</li> <li>نيابة الجماعة عن الأفراد في كل الأعمال الدعوية (بما فيها المالية) تعطل فيهم قضية المبادرة إلى فعل الخير، وهي قضية تربوية خطيرة؛ لأن أصل المبادرة إلى الطاعات هو عمل فردي بالأساس، وتموت هذه الخصيصة الإسلامية الفريدة (المبادرة) بالتفويض المطلق الذي يعطيه أفراد الجماعة لإدارة جماعتهم في تفويضهم في كل ما ينتظره المجتمع من أفراده. <br />لذا فأنا أقترح مقترحاً بسيطاً يحفظ على الجماعة ما تمتاز به من سيولة مادية تمنحها الاستقلالية والقدرة على الفعل الجمعي الدعوي، كما يحفظ على الأفراد انتماءهم لجماعتهم وثقتهم فيها، وفي قادتها، وفي نفس الوقت يبقي للفرد مساحة من الحرية، والمبادرة الفردية في العمل الخيري أو التنموي في الدوائر الطبيعية المحيطة بأفراد الجماعة.</li> </ol> <p><strong>ويتلخص هذا المقترح في: <br />تقسيم الاشتراك الشهري للفرد إلى سهمين: سهم للجماعة تتصرف فيه وتنفق منه على كل مناشطها، وسهم للفرد نفسه ينفقه في أعمال الخير أو التنمية المتنوعة في محيطه الجغرافي أو العائلي أو المجتمعي بصفة عامة. <br />فإن كان الفرد يدفع 10% للجماعة، فليدفع في هذه الحالة 5 % للجماعة، و5% ينفقها بنفسه (في حالة المناصفة). <br />وليُتابَع أعضاء الإخوان في السهمين معاً: أي سهم الجماعة المسلَّم إليها من خلال مسئول الأسرة، وسهم الفرد نفسه المقدم للمجتمع بشكل مباشر ودون وسيط.</strong></p> <p> <br />والله الهادي إلى سواء السبيل.</p> </font> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-57091673671363433842011-09-19T08:52:00.001+02:002011-09-19T08:53:33.091+02:00نصائح إخوانية – العمل الطلابي الجامعي (2)<h6><font size="4"><u><font style="font-weight: normal">1 – 2 : العمل العام:</font></u></font></h6> <h6><font size="4"><u> <br /></u>العمل العام أو نشر الدعوة هو الثمرة الحقيقية للعمل التربوي؛ فتربية سليمة لا تعني فقط وجود أفراد ملتزمين دينياً أو متميزين أخلاقياً أو منضبطين تنظيمياً، ولكنها تعني انتشار هؤلاء الأفراد بسلوكياتهم وفكرتهم بين الناس؛ فيخدمونهم، ويرشدونهم ويتحملون أذى بعضهم - ويأخذون بأيدي البعض الآخر إلى طرق الخير المختلفة دونما طمع في مغرم، أو أجر إلا من الله سبحانه وتعالى.. <br />والفكرة الإسلامية أوضح مما نظن عند الناس؛ ولكنها تحتاج إلى من يطبقونها على الأرض في أنفسهم؛ فيقتدون بهم، ويسيرون على دربهم؛ فالشعارات والأقوال يجيدها كل أحد، أما الفعل والصبر والتضحية فلا يجيدها إلا المخلصون المتجردون؛ لذا فإن الملصقات واللافتات والمؤتمرات ليست هي المسار الأساس للعمل العام، فالمسار الأساس في حالة الدعوة الإسلامية ينطلق بداية من إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وفتح سبل الخير؛ فتنطق الفكرة ولو عجز اللسان عن بيانها، وتتجمع القلوب ولو حالت بينها الحواجز.. <br />ولتحويل هذا الأفكار إلى واقع معاش؛ فإنني أرى ما يلي: <br /></font></h6> <h6><font size="4"><u>أ- إلغاء الحملات المركزية:</u></font></h6> <h6><font size="4">كان العمل العام من خلال الحملات المركزية ثورة في وسائل العمل العام لاقت قبولاً واستحساناً عند معظم العاملين في مجال العمل الطلابي (مشرفين وطلاباً)؛ فقد أخرجت العمل من صورته التقليدية المعتمدة على الوسائل المتكررة كل عام وغير المهدفة بشكل جيد إلى أهداف واضحة المعالم محددة المقاصدة مركزة الفكرة. <br />وبعد مرور 7 سنوات على تطبيق هذه الفكرة، فهناك حاجة إلى النظر في مدى تحقق أهدافها، ومدى ملائمتها للمرحلة الراهنة بمستجداتها، ومتطلباتها المختلفة. <br />فمن وجهة نظري الشخصية أن هذه الحملات رغم مميزاتها العديدة قد ساهمت في تكون في عدة سلبيات رئيسة:</font></h6> <font size="4"> <ul> <li> <h6><font size="4">ضعف روح الابتكار والإبداع عند الطلاب؛ فالحملة المركزية يعدها قسم الطلاب (مشرفون خارجيون)؛ مما حول الطلاب إلى مجموعة من المنفذين الذين ينتظرون التكليفات لكي يطبقوها مما أفقدهم الثقة في أنفسهم، وفي قدرتهم على تقديم الطرح الذي يناسب جامعتهم، بالطريقة التي تناسب إمكاناتهم.</font></h6> </li> <li> <h6><font size="4">عدم ملائمة الحملات في أحيان كثيرة لجامعات مختلفة؛ فما قد يناسب جامعات القاهرة قد لا يناسب جامعات الأقاليم، وما قد يناسب جامعة القاهرة وعين شمس قد لا يناسب جامعة الأزهر، وما قد يناسب جامعات الدلتا قد لا يناسب جامعات الصعيد وهكذا؛ وأذكر أننا في جامعة الأزهر قد رفضنا تنفيذ حملة "ياللا نحب بجد" لأنها غير متناسبة مع مشاكل طلابنا الأزهريين.</font></h6> </li> <li> <h6><font size="4">عدم مشاركة عموم الطلاب في اختيار الحملة المناسبة لجامعتهم؛ بما يسمح بمشاركتهم في فعاليات الحملة التي أسهموا في اختيارها، وقد قامت جامعة عين شمس في إحدى السنوات بعمل استبيان لعشرة آلاف طالب لاختيار حملة العام من بين ثلاث خيارات مقترحة، وبالفعل اختاروا الحملة التي حازت على أعلى الأصوات مما ساهم في المشاركة الفعالة من عموم الطلاب في فعاليات الحملة، وقد رفضت جامعة عين شمس في هذا العام تنفيذ الحملة المركزية. <br /></font></h6> </li> </ul> <h6></h6> <font size="4">لذا فإنني أرى أن الحملات المركزية قد قامت بدورها المنشود في تعليم طلابنا كيفية تحويل الأهداف المنشودة لدعوتهم إلى حملة مركزة الوسائل والمناشط، وقد حان الدور على كل جامعة أن يقوم طلابها (لا مشرفوها) باستقراء واقع جامعتهم، وما تحتاجه من قيم، أو مناشط مع الاستعانة بعموم الطلاب للخروج بحملة تناسب واقعهم، ويشاركهم فيها زملاؤهم من غير الإخوان؛ مما سيكون له أثر كبير في التفاعل، والاستفادة من أهداف الحملة بإذن الله، كما أنه سيفجر الطاقات الطلابية في الابتكار والتصميم والتنفيذ بما يعود بالنفع على الدعوة خاصة والأمة عامة في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى.</font></font> <h6> <br /><font size="4"><u>ب- عدم الاكتفاء بأسرة الإخوان الطلابية الموجودة في الكلية:</u></font></h6> <h6><font size="4">أحد مشاكل العمل العام الطلابي من طلاب الإخوان هي ممارسة الدعوة "على الطلاب" وليس "مع الطلاب"؛ لأن مفهوم العمل الطلابي الإخواني كان قائماً على تقوقع طلاب الإخوان داخل كيان واحد - سواء كان رسمياً أو لا - والانطلاق من خلال هذا الكيان نحو الطلاب، فدائما ما تكون الأعمال كالتالي: "أسرة جيل النصر المنشود تدعوكم لحفل كذا، أو لمهرجان كذا، أو لمسيرة كذا" مما يجعل عموم الطلاب دائماً في صف المتفرج أو المشاهد لا الفاعل، أو المشارك، مما يفقد الكلية أو الدعوة وبالتالي الأمة كثيرا من الطاقات التي لا تستطيع الاندماج في العمل التنظيمي، ولكنها تحمل خيراً كثيراً. <br />لذا فأنا أنصح إخواني الطلاب بألا يكتفوا بالانتماء إلى أسرتهم الطلابية، بل يسارعو لإنشاء، أو الاشتراك في أسر طلابية أخرى، على أن يكونوا فاعلين بها ذاتياً، وأن تكون هذه المشاركة قائمة على التعاون في الخير دون رفع راية، أو إبراز اسم الإخوان مع عدم تخلي الفرد نفسه عن انتمائه الشخصي.. منتوين في ذلك التجرد لله تعالى، والمساهمة في نشر الخير بين الناس، وإرشاد الناس لسبل الخير؛ فشاب واحد واعٍ فاهم لدينه ودعوته قادر على أن يحرك خلقاً كثيراً بإذن الله.. وأقترح هنا أن تكون تلك النشاطات في شؤون الندوات العلمية، ودورات التنمية البشرية، وتطوير العملية التعليمية، والنظافة، وغيرها؛ لنقدم للناس نموذجاً راقياً لأصحاب دعوة نقية صافية تبحث عن الخير أياً ما كان.</font></h6> <h6> <br /><font size="4"><u>ج- إنشاء لجان نوعية متخصصة:</u></font></h6> <h6><font size="4">كانت أكبر مشاكل العمل الطلابي الإخواني هي العمل بطريقة "اليوم بيومه"؛ فعندما يتم تحديد موعد عمل ما (مظاهرة أو مؤتمر أو مهرجان) بعد يوم أو يومين أو حتى أسبوع، يجتمع مسئولوا العمل العام في الكليات لبيحثوا في الآليات، والوسائل، والأشخاص المقترحين لتنفيذ هذه الوسائل، وبعدها يبدأ التجهيز؛ مما يخرج العمل بطريقة تقليدية متكررة لا إبداع فيها، وتحدث المشاكل المتكررة أيضاً بسبب "اللهوجة"، وعدم التخطيط الجيد، كما يتم إغفال مواهب كثيرة كانت قادرة على إنجاز ما هو أفضل.. <br />لذا فإن وجود لجان نوعية دائمة مثل: الفنية، والإعلامية، والخطابة، والطباعة والتصميم، والأدبية، ومن الممكن أن يضاف إليها في ظروف الانفتاح الجديدة: العلمية، والجوالة، والسياسية، وغيرها.. <br />هذه اللجان يكون لها انعقاد دوري ثابت، ولها برنامج عمل (خطة) يتضمن رفع كفاءة المنضمين إليها، وتنفيذ الأعمال المطلوبة منها (الطارئة وغير الطارئة) بكافة الصلاحيات.. <br />على أن يكون لحضور هذه اللجان (التي تساعد في اكتشاف الموهوبين وتوظيفهم) أولوية على ما عداها من أعمال، ولا تمنع كلية من الكليات أحداً من أفرادها من الانتظام في مناشطها التحضيرية أو التأهيلية أو التنفيذية. <br />ومطلوب أيضاً من هذه اللجان ابتكار وسائل عامة غير تقليدية تستغل الانفتاح العام الموجود مثل عمل جريدة أو مجلة أسبوعية (بأيدي الطلاب فقط)، وعمل معارض فنية (لوحات - كاريكاتير - ...)، وندوات شعرية طلابية عامة، وغيرها. <br /></font></h6> <h6><font size="4"><u>د- الالتزام بقانونية الأعمال، ومطابقتها للأخلاق الإسلامية العامة:</u></font></h6> <h6><font size="4">نحن نريد أن نؤسس دولة قانون يخضع فيها الجميع لهذا القانون، ويلتزم به الجميع أيضاً؛ لذا فلا حاجة للقيام بأعمال دون الحصول على التراخيص القانونية المطلوبة لها، مع استخدام كل الوسائل المختلفة في الحصول على هذه التراخيص (الإقناع والتفاوض والضغط وتغيير اللوائح وغيرها)، كما يراعى في ذلك التعاون مع اتحاد الطلاب أيا كان توجهه لإعلاء قيمة التعاون، والحرص على المصلحة العامة، كما يمكن إنشاء أسر طلابية على مستوى الجامعة غير الأسر الطلابية المحصورة في الكليات للقيام بالأعمال العامة على مستوى الجامعة، وهذا الالتزام القانوني يرفع من شأن الدعوة، والقائمين عليها أمام أعين الإدارة وزملائهم من الطلاب. <br />أما بالنسبة للالتزام بالأخلاق الإسلامية فأقصد به عدم تعطيل المحاضرات، أو تشويه الجدران، أو رفع أصوات مكبرات الصوت بما يعطل الدراسة، أو التعامل بشكل يحمل صورة من صور عدم الاحترام نحو الموظفين، أو العمال، وبالأحرى أعضاء هيئة التدريس.. <br />كل هذه الأشياء رغم بساطتها إلا أن لها أثراً كبيراً في فتح القلوب المغلقة، وتقبل العقول الناقدة أو الناقمة.</font></h6> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-86941768063167779162011-09-15T06:51:00.001+02:002011-09-19T08:55:22.588+02:00نصائح إخوانية - العمل الطلابي الجامعي (1)<p><font size="4"><strong>تظل الحياة الجامعية هي المعين الأول لتكون الملامح الشخصية لأي فرد منا؛ فما يتعلمه الإنسان في هذه الفترة من خبرات مهارية، وتزكية نفسية، ومعاملات إنسانية هو الأكبر في حياة كل واحد منا؛ لذا فإن هذه الفترة تظل الأخصب في حياتنا العامة. <br />ورغم ابتعادي الطوعي عن العمل التنظيمي حتى الفرقة الثانية من كلية الهندسة؛ إلا أني لا أزلت أدين لهذه الفترة من حياتي بما تعلمته، وما تربيت عليه داخل الإخوان؛ فلا زلت أسترجع كل حين روحاً شفافة، وأخوة صادقة، وبساطة مذهلة لا زلت مفتقداً لها حتى الآن.. لا زلت متذكراً لأول أسرة تربوية التحقت بها في الجامعة، ومدى الحب الذي غمرني من مسئولها وإخواني المتواجدين فيها، ولا زلت أذكر الروح الإيمانية لأول كتيبة حضرتها والتي أستشعر نسيمها حتى الآن.. كما أذكر أول معسكر حضرته (والذي دعيت إليه رغم عدم انتمائي التنظيمي وقت إقامته).. أتذكر نظامه ودقته، وانضباطه وجديته، وسمو روح من فيه، ودفء المشاعر والألفة البسيطة غير المتصنعة. <br />أردت البدء بهذه المقدمة للتأكيد على أن الطلاب هم العمود الفقري الفعلي لهذه الأمة، وأن غياب تأثيرهم عن الساحة بسبب ضعفهم الإيماني او المعرفي أو الحركي هو تأخير لهذه الأمة، وانتقاص من رصيدها البشري. <br />زادت قناعتي بما أقول بعد التحاقي بالعمل الإشرافي بجامعة الأزهر في العام 2002، والذي زادني قرباً من دولاب العمل، وآلياته، ووسائله، والتي استطعت من خلالها وبالتدريج إدراك مظاهر القوة والضعف لهذا العمل الذي كان يسمى برأس الحربة للعمل الإخواني بصفة عامة، ولكي أبتعد عن الروح النقدية التي أتمتع بها فإني سأذكر نصائحي سريعة وموجزة لكيفية تطوير هذا العمل بما يحتويه من طاقة بشرية هائلة تستطيع أن تكون في مقدمة الركب.. ركب الحضارة والنهضة بإذن الله. <br /></strong></font></p> <p><font size="4"><strong><u>1-1: الإشراف <br /></u></strong></font></p> <p><font size="4"><strong><u>أ- تحجيم دور المشرف وقصره فقط على العملية التربوية، ونقل الخبرات، والتنسيق مع الجماعة، مع نقل كل الصلاحيات التنفيذية للطلاب:</u></strong></font></p> <p><font size="4"><strong>اتسع دور المشرف جداً خلال الفترة الماضية وأصبح المسئول الفعلي عن كل ما يتعلق بالأمور الطلابية؛ فهو الذي يختار الطلاب المسئولين، وهو الذي يعتمد أو يمنع كل الآليات، والوسائل المقترحة من الطلاب (أذكر أننا من حددنا للطلاب من ينتخبون لاتحاد الطلاب الحر)؛ مما جعل المشرف بمثابة عنق زجاجة لكل آليات العمل الطلابي، مما قلل من فرص التعلم الذاتي للطلاب، وأضعف من قدراتهم القيادية مما أفرز طلاباً جنوداً (إن صح التعبير) يتبعون لا قادة يقودون ويبدعون، وتأكيداً على هذه النقطة أذكر أنني حين توليت مسئولية العمل العام طلبت من مسئولي الكليات قبل بداية العام الدراسي مقترحات مبتكرة للتعامل مع 3 ملفات متكررة كل عام وهي: (استقبال بداية العام الدراسي - الاستبعاد الأمني من المدينة - انتخابات اتحاد الطلاب) وكانت المفاجأة أني لم أتلق أي اقتراح حول هذه الأمور التقليدية المتكررة كل عام؛ لأن الطلبة اعتادوا على تكرار نفس الآليات كل عام دون ابتكار أو تجديد (المظاهرات - الاعتصام - ...)، أو انتظار تنفيذ ما يقترحه المشرفون الخارجيون!!! <br /></strong></font></p> <p><font size="4"><strong><u>ب- التدقيق في اختيار المشرف:</u></strong></font></p> <p><font size="4"><strong>نظراً لحساسية دور المشرف (حتى لو اقتصر دوره على الاقتراح الأول)؛ فإن عملية اختياره لا بد أن تخضع لمعايير عديدة ومحددة وغير قابلة للتغاضي عنها، منها على الأقل: القرب السني من الطلاب (على ألا تقل مثلاً عن 3 سنوات وألا تزيد عن 7 سنوات)، والكاريزما القيادية، والقدرة على الاحتواء، والثقافة العالية، والانضباطية الشديدة، والأخلاق الرفيعة، بالإضافة إلى القدرة على الإقناع، والحوار، مع الفهم المعرفي لطبيعة المرحلة السنية وتقلباتها الطبيعية.. فآلية اختيار الخريجين المتميزين دون مراجعة هذه الصفات تؤدي إلى كوارث عدة خاصة مع تواجد خريجين (أصبحوا في موقع الإشراف) نشؤوا في ظل ظروف أمنية شديدة، وسطوة إشرافية أفرزت جنوداً لا قادة (كما أشرت في النقطة السابقة)</strong></font></p> <h6><font size="4"> <br /></font></h6> <p><font size="4"><strong><u>ج- اكتشاف المواهب والطاقات وإيجاد مسارات مناسبة لاحتوائها:</u></strong></font></p> <h6><font size="4">لو لم يكن للمشرف من دور إلا اكتشاف المواهب والطاقات من طلابه لكفاه؛ فالمرحلة السنية الجامعية والتي تلي مرحلة المراهقة مباشرة تتفتح فيها العقول، وتظهر فيها المواهب والطاقات بكافة أنواعها؛ وإن لم تجد هذه المواهب والطاقات من ينميها وينضجها ويبرزها لأفلت وانزوت، أو ابتعدت، أو انحرفت عن مسارها المرتجى.. وقد أستطيع أن <br />أقول أن إهمال المواهب والطاقات لهو من خيانة الأمانة التي اؤتمن عليها المشرف؛ فتركها حتى تذبل أو تتفتح في مكان آخر.. <br />والملاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك نضوباً شديداً في المواهب بكل أنواعها: الفنية، والعلمية، والرياضية، واختفاء هذه المواهب لا يعني أن الأرحام قد عقمت ولكنه يعني أن الكشافين (المشرفين) لم يقوموا بدورهم المطلوب في إطلاق هذه الطاقات، ومساهمتها في نهضة الأمة. <br />وللأسف فإن التركيز ينصب بصورة كبيرة على اكتشاف الطاقات الحركية، أي تلك التي تملك القدرة على التنفيذ والمتابعة والجري (الحركة) يمينا ويساراً؛ لأن المشرف غالباً ما يكون مشغولاً بمن يقود إخوانه، وليس مشغولاً بالصورة الأكبر للأمة، وحاجتها لهؤلاء؛ فقد يهتم بموهوب في الرسم؛ لأنه سيصمم غلاف مذكرة الامتحانات، ولكنه لا يبحث عن كاتب، أو باحث، أو مبدع لا يستطيع توظيفه في مسار كليته (أو هكذا يظن). <br />كما أن هناك سبباً آخر هو أن التعامل مع المبدعين أو الموهوبين يحتاج إلى حساسية شديدة في التعامل؛ فقد يكون أكثر جرأة في النقاش، وأكثر رغبة في الاقتناع، وهو مما لا يجيده كل أحد فيؤثر السلامة، ويهتم بهؤلاء الحركيين القابلين - بحكم طبيعتهم - على التنفيذ الجيد، وعلى السمع الطاعة دون نقاش.</font></h6> <h6> <br /><font size="4"><u>د- تفرغ المشرف:</u></font></h6> <h6><font size="4">مهام المشرف من تربية، وتنسيق، ونقل خبرات تحتاج إلى مشرف متفرغ تماماً من كافة الأعمال الأخرى؛ فمن أخطائي وقت أن كنت مشرفاً على كلية الهندسة أني كنت مكلفاً بأعمال أخرى في الجامعة وفي الشعبة مما أثر على تواصلي الكامل مع الطلاب؛ مما جعله مقتصراً على اللقاءات التنظيمية فقط (مرتين في الأسبوع أو أقل في أحيان أخرى).. بينما ينتظر الطالب من المشرف أن يجده وقت حاجته إليه، وأن يأخذ بيديه إلى كل خير يأمله، كما أن وجود المشرف مع طلابه فترة أطول ينقل الخبرات بشكل سلس، ويشعر الطلاب بالأمان، كما يجيبهم أو يساعدهم فيما يطرأ عليهم من أسئلة أو مشاكل، كما يعطي ذلك المشرف مساحة من الحرية في زيارة طلابه في مسكنهم أو دعوتهم إلى بيته وتفقدهم ورعايتهم، وقد أبلغنا م. خيرت الشاطر ذات مرة أن أ. صبري عرفة (مشرفهم، وعضو مكتب الإرشاد السابق) كان يعطيهم ساعة كاملة أسبوعياً لكل واحد فيهم على حدة، مما كان له أبلغ الأثر في ارتباطهم به، وبالدعوة في السبعينات.. لذا فإن قبول مسئولية الإشراف مع وجود مهام أخرى له أثر سيء جداً على الطلاب، وعلى قيام المشرف بمهامه بالشكل المرضي.</font></h6> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-60205702622635249872011-09-15T06:42:00.001+02:002011-09-15T06:42:54.766+02:00نصائح إخوانية<h6><font size="4">عاتبني كثير من الإخوان الذين أعزهم وأعتز بصداقتهم في رمضان الماضي على ما أشير إليه في بعض الأحيان من انتقادات لبعض الإجراءات، أو بعض التصرفات من قيادة الجماعة أو من أفرادها؛ وذلك خوفاً على من أن أكون مفتاحاً لباب من أبواب الشر.. مغلاقاً لباب من أبواب الخير.. كما أني قد أبلغت من أخ أحبه، وأقدره بما سمعه من إشارات من بعض الإخوان تحمل سؤالاً استكارياً عما أقدمه الآن حتى أعطي لنفسي حق النقد، والتعليق.. وخروجاً من هذه الدائرة المفرغة من الرد والتبرير وشرح النوايا (التي سبق تقديمها) لما أقوم به من بعض النقد العلني الذي يلتزم بتعاليم الإسلام (قدر ما أستطيع وليغفر الله لي الزلل)، وكذلك رغبة في تقديم ما استفدته من خبرات خلال عملي في الجماعة في مجالات شتى؛ فإني أستأذن إخواني في محاولتي البسيطة في تقديم بعض النصح العملي الناشئ عن بعض الخبرات التي اكتسبتها، وذلك من وجهة نظري الشخصية الضعيفة؛ أملاً في أن يستفيد منها بعض العاملين (إن كان فيها الخير)، وأن ينقلها للقيادة من يقتنع بها ويرى فيها المصلحة والصواب مراعياً في ذلك - بإذن الله - قواعد الأمر بالمعروف (قدر استطاعتي) ومبتعداً عن النقد العنيف الذي يصرف النظر عن الفكرة ومدى صوابها والنفع بها من عدمه. والله هو الهادي إلى سواء السبيل.</font></h6> <p><strong><font size="4">أحب بداية أن أعرفكم بالمسئوليات التي قمت عليها خلال عملي بالجماعة الممتد خلال خمسة عشر عاماً مضت حتى يتعرف القارئ بداية على من يقدم له النصح، ومدى أهليته المبدئية لإلقاء هذا النصح..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">قد كلفت خلال عملي بالجماعة خلال الفترة الماضية بالآتي: <br />- مشرف التربية للقطاع النظري لطلاب جامعة الأزهر <br />- مسئول التربية لطلاب جامعة الأزهر <br />- مشرف كلية الهندسة بجامعة الأزهر <br />- مشرف قطاع بجامعة الأزهر (كليات التربية والتجارة وأصول الدين واللغة العربية والدراسات الإسلامية) <br />- مسئول اللجنة الإعلامية بجامعة الأزهر <br />- مسئول العمل العام بجامعة الأزهر <br />- مسئول التربية لشعبة زهراء مدينة نصر <br />- عضو منتخب في مجلس شورى منطقة مدينة نصر <br />- عضو منتخب في مجلس شورى منطقة القاهرة الجديدة <br />- عضو لجنة الخطة بمكتب إداري شرق القاهرة (ممثلاً عن جامعة الأزهر) <br /></font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما حصلت على: <br />- دورة إعداد المدربين (TOT) <br />- دورة المشرفين التربويين لقطاع القاهرة الكبرى</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-88702124180068586792011-06-29T00:35:00.001+02:002011-06-29T01:09:41.567+02:00أحزاب الواقع، وأحزاب الخيال<p><font size="4"><a href="http://lh3.ggpht.com/-wyN3mVXPIu0/TgpXF-NBAyI/AAAAAAAAAjE/O95mHN4ILZM/s1600-h/cyber_what_vr%25255B17%25255D.jpg"><img style="background-image: none; border-bottom: 0px; border-left: 0px; margin: 0px 0px 5px; padding-left: 0px; padding-right: 0px; display: inline; float: left; border-top: 0px; border-right: 0px; padding-top: 0px" title="cyber_what_vr" border="0" alt="cyber_what_vr" align="left" src="http://lh3.ggpht.com/-LbAH2aFRMWs/TgpXGWC3luI/AAAAAAAAAjI/oTzs0EE1Ejg/cyber_what_vr_thumb%25255B15%25255D.jpg?imgmax=800" width="133" height="197" /></a><strong>كانت السياسة في مصر قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير عملية افتراضية (virtual) لا وجود لها على أرض الواقع إلا من خلال الافتراضات التي توهمها المشاركون فيها في مخيلتهم، وعلى أرضهم الخاصة البعيدة عن دنيا الناس، وعن حياتهم، وتطلعاتهم، وواقعهم المعاش.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>فالنظام الحاكم <em>افترض</em> – غشاً وتضليلاً – أن عملية سياسية تجري في ربوع البلاد؛ فتحدث عن ملايين الأعضاء، وعن "من أجلك أنت"، وعن "أزهى عصور الديمقراطية"، وعن "التغيير" – قطعاً إلى الأسوأ.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وأحزاب المعارضة الرسمية <em>افترضت</em> – تواطئاً وتدليساً – أن لها برامج سياسية، وأن لها شعبية، وأنها معبرة عن جموع المواطنين، وأنها مضطهدة من النظام الحاكم بتزوير الانتخابات مما يمنعها من تطبيق برامجها المفترضة في أرض الخيال، وفي أحلام المتوهمين!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>والإسلاميون – المعارضة غير الرسمية – <em>يفترضون</em> أنهم يدافعون عن هوية الأمة، وعن مشروعها الحضاري مقابل تيار العلمنة، والتغريب، وأذناب أمريكا، في معركة لا ناقة للناس فيها ولا جمل!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>والنخبة – الإعلامية والثقافية – <em>تفترض</em> أنها في معركة حماية الدولة المصرية من الوهابيين الظلاميين أتباع إيران، والمشروع الرجعي!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>و"ليلى" التي يدعي الجميع وصلاً بها كانت مشغولة بلقمة عيش، وشربة ماء، وكسوة عيال، وسقف وأربعة جدران تحفظ بها نفسها وأولادها من طمع الطامعين، وغدر الغادرين.</strong></font></p> <p><font size="4"><a href="http://lh3.ggpht.com/-CwasOG9y7dU/TgpXHNTk0tI/AAAAAAAAAjM/ad0Uqa1X2Pc/s1600-h/2large_16_3_2011_9_9%25255B5%25255D.jpg"><strong><img style="margin: 0px 0px 5px; display: inline; float: left" title="2large_16_3_2011_9_9" alt="2large_16_3_2011_9_9" align="left" src="http://lh3.ggpht.com/-6_hgPK_895s/TgpXHlouqSI/AAAAAAAAAjQ/BnUJiJrvcJI/2large_16_3_2011_9_9_thumb%25255B3%25255D.jpg?imgmax=800" width="163" height="108" /></strong></a><strong>تُرى وقد استدعى القدر "ليلى" لتختار بنفسها حقيقة – لا افتراضاً - من يوفر لها تلك الحدود الدنيا من مطالب الحياة مع أملٍ في أحلام أعرض لحياة مستقبلية كريمة.. فمن تختار من بين هؤلاء؟ وأيهم ينجح في جذب قلبها، وعقلها؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>هل تختار من سرقها، وقتل أحلامها من الفلول؟!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أم تفوض من يرفع شعار الهوية والمرجعية والقضايا الكبرى من الإسلاميين - رغم أنها لم تتنازل عن تلك الهوية يوماً؟!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أم تسلم نفسها لمن تواطأ قبل مع ناهبيها طمعاً في صورة، أو في دعم، أو حتى في وجاهة حزبية؟!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أم تحمي نفسها من عدو خيالي وهّابي إيراني شرير بركونها إلى نخبة الياقات البيضاء؟!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أم تتجه إلى أصحاب المال والتمويل، والنفوذ، والعلاقات الخارجية طمعاً في "قطعة شيكولاتة"، أو "بواقي مائدة" ترمى في آخر عشاء عمل على شرف الوطن؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>سؤال بسيط على "ليلى"، لكنه عسير – وللأسف – على من يخطبون ودها..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>فـ "ليلى" لم تنقد يوماً – حين تنتزع حق الاختيار – إلا لمن انشغل بها، وبقضاياها، وأمنها.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ذكاء "ليلى"، وفطنتها، وحضارتها أوعى من أن يخدعها كاذب، أو لص، أو قاتل، أو محتال.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>"ليلى" لا يشغلها معارك النخبة الوهمية – حزبية كانت أو إعلامية – حول مدنية الدولة؛ لأنها بطبيعتها، وتاريخها، وسماحتها كانت مدنية، وستظل مدنية بعيداً عن ظلم عسكر، أو تجبر طاغية.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>هوية "ليلى" يعرفها كل من جاورها، واقترب منها؛ فلا حاجة بها لشعارات تثبتها، أو معارك تؤكدها.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>لن تنصرف "ليلى" إلى من يحسبون حساباتهم الخاصة – حتى ولو كانت صادقة – ما داموا بعيدين عنها، وعن آلامها، وعن أحلام أولادها.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>تحتاج "ليلى" إلى من يسمع إليها، ويقدرها.. </strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وتحتاج إلى من تشكو إليه حالها، ويأخذ بيدها..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وتحتاج من يشاركها اللقمة، والسكنى..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وتحتاج من يهتم بها حباً فيها، لا لها..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>تحب المتواضع العطوف.. وباذل العَرَق حارّ الدموع..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وتلفظ المُتعالي المغرور.. والواهم المشغول..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>تُرى أي أحزاب الواقع الجديد مهموم بما يهم مصر الجديدة؟ وأيها منصرف إلى العالم الافتراضي لمصر القديمة؟!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>تُرى أي الأحزاب قادر على تجاوز أوهام الماضي، والتعامل مع وقائع الحاضر، والتخطيط لأحلام المستقبل بعيداً عن شعارات "الأيديولوجيا" الحالمة، وعن حسابات الماضي الضيقة؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>لو أخلص حزب في فعل ذلك لنال حب مصر، وأهلها، ولبارك الله عمله، وأيده..</strong></font></p> <p><font size="4"><em><strong>إخواني.. أخواتي</strong></em></font></p> <p><font size="4"><strong>كان "أردوغان" بائع سميط انشغل بآلام "تركيا"، ونظافتها، وصرفها الصحي؛ فقادها إلى مصاف أكبر 20 اقتصاد عالمي، وجعلها قوة إقليمية كبرى في محيطها الجغرافي.. فقد نجح "أردوغان"؛ لأنه لم يكن يوماً خومينياً يعمل على تصدير ثورة، أو رفع شعارات!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وكان "لولا دي سيلفا" إسكافياً "جزمجياً" يجلس بين أرجل الناس، ويسمع إليهم؛ فكانت "البرازيل" عاشر أقوى اقتصاد في العالم.. فقد نجح "لولا"؛ لأنه لم يكن منشغلاً بدفاع وهمي عن ليبرالية، أو اشتراكية، لكنه كان منشغلاً بالدفاع عن قضايا الفقراء، والمحتاجين!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>هدانا الله جميعاً إلى صلاح البلاد والعباد، ورزقنا العمل والإخلاص.. اللهم آمين.</strong></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-4929415317245541902011-05-27T00:22:00.001+02:002011-05-27T00:45:57.434+02:00محاولة للفهم<p><font size="4"><a href="http://lh3.ggpht.com/-1q0TBjmwAiU/Td7SnulmU8I/AAAAAAAAAis/HtKzXFpelEY/s1600-h/flight-recorder%25255B7%25255D.jpg"><strong><img style="background-image: none; border-right-width: 0px; margin: 0px auto 5px; padding-left: 0px; padding-right: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px; padding-top: 0px" title="flight-recorder" border="0" alt="flight-recorder" src="http://lh5.ggpht.com/-FamNXpSpzn8/Td7SpEbC5gI/AAAAAAAAAiw/_5y5PmgMgSA/flight-recorder_thumb%25255B5%25255D.jpg?imgmax=800" width="184" height="142" /></strong></a><strong>ستبقى تفاصيل وكواليس الأيام الأخيرة لحكم الرئيس السابق لغزاً سيكشفه التاريخ يوماً.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ولن يستطيع أحد أن يفتح الصندوق الأسود لهذه العملية إلا بإذن من كانوا في كابينة قيادة الطائرة الرئاسية السابقة قبل تفجيرها، وهبوط القادة الجدد منها قبل تحطمها مباشرة.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>كما أن قيادة الدول المستقرة ليست بالأمر الهين، فما بالك بقيادة دولة انهارت دعائمها، وتسلم واجهة قيادتها فجأة مجموعة من الضباط جاؤوا من معسكراتهم التي يأمرون فيها وينهوون بلا ضجيج، ولا طنين إلى ساحة سيولة سياسية يصرخ فيها الجميع ليسمع كل واحد فيهم صوته وليثبت للجميع أنه قادر على الصراخ والاعتراض، وليبحث له عن موطئ قدم تحت شمس القيادة الجديدة، وآخرون اكتفوا بما نالوه من مكاسب تعطيهم أرضاً جديدة لا يعلمون قدر رخاوتها، وعامة متخبطون بين هؤلاء وأولئك.</strong></font></p> <p><font size="4"><u><strong>إذن لدينا:</strong></u></font></p> <p><font size="4"><strong>صندوق أسود،</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وفوضى،</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وواجهة حكم قليلة الخبرة،</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وساحة سياسية كرنفالية لا عقل لها،</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومجموعة أخرى منشغلة بمكاسب آنية تفتح لهم أرضاً جديدة تعوضهم عن ظلم قد فات، وتغنيهم عن النظر فيما هو آت،</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وعامة تائهون.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وهناك من بعيد من يملكون المال، والسلاح، والخيوط، والرجال، والملفات الحساسة، والخبرات الجاهزة؛ فيضغطون تارة، ويغوون أخرى.. في إحدى اليدين سوط يلهب الظهر، وفي الأخرى جزرة تخاطب غريزة البقاء.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>مشهد يثير من الضباب بأكثر ما يثير من الشفافية..</strong><a href="http://lh5.ggpht.com/-GdnA-2aQnOY/Td7Sqh3YAwI/AAAAAAAAAi0/hfqwUQp5nmw/s1600-h/jigsaw_puzzle%25255B7%25255D.jpg"><strong><img style="background-image: none; border-right-width: 0px; margin: 0px 0px 5px; padding-left: 0px; padding-right: 0px; display: inline; float: left; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px; padding-top: 0px" title="jigsaw_puzzle" border="0" alt="jigsaw_puzzle" align="left" src="http://lh3.ggpht.com/-JYSPn1YE6Rw/Td7StL-k36I/AAAAAAAAAi4/UXKkBmhRFLc/jigsaw_puzzle_thumb%25255B5%25255D.jpg?imgmax=800" width="104" height="122" /></strong></a></font></p> <p><font size="4"><strong>صورة كبيرة مفككة تحتاج لماهر يفك طلاسمها، ويوصل ما انقطع منها..</strong></font></p> <p><font size="4"><u><strong>ونحاول أن نلعب مع هذه الصورة لعبة الاحتمالات:</strong></u></font></p> <p><font size="4"><strong>1- قد تكون الصورة بسيطة؛ والزمن البسيط القادم كفيل بإبراز ما خفي منها؛ فواجهة الحكم صادقة في أقوالها، وبريئة في أفعالها، ولكنها تتخبط لجهلها، وتعند أحياناً لتركيبتها، وتتجاهل أحياناً أخرى لأنها ملت الكلام، والاعتراض، وتخطئ أحياناً لأنها تعتمد على من لم يكونوا أهلاً للثقة. ولكننا متعجلون، ومتسرعون نثير غبار معارك لا محل لها، ونتهم نوايا من يتحملون ضغوطاً من عدو ينتظر الزلة، ويزيد عمق الحفرة.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>2- وقد تكون واجهة الحكم جزءاً مزيفاً من الصورة يخفي خلفه من يدبر، ويرتب، ويخطط؛ فالفوضى حينها متعمدة، والضبابية ستار، والصارخون وقود يستغل دخانه لكسر نموذج يخشى من تكونه على سرطان موجود في الجوار لا يستقر له حال إلا بفوضى تأكل الأخضر واليابس.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>3- وقد تكون الصورة مركبة تحمل الوجهين الأولين معاً.. بدأت بنوايا حسنة من واجهة الحكم، ولكنها نظراً للجهل الحادث منها، وللصراخ الصادر عنا، وللضغوط الواقعة عليها لجأت لخبرة الشيطان، وطلبت مال المرابي، واستعانت بقوة العدو؛ ونحن لا نتوقف عن طعنها من الظهر بجهل بعض، ومصالح آخر، وغفلة بعض، وعمالة بعض آخر. </strong></font></p> <p><font size="4"><u><strong>ترى أي صورة هي الأقرب للواقع؟</strong></u></font></p> <p><font size="4"><strong>وهل لدينا الرغبة والقدرة على تركيب صورة غالية علينا، وإن ازدادت طلاسمها؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أزعم أننا على خطر في الحالات الثلاثة، وأن كل حالة تحمل من بذور الخير بمثل ما تحمل من بذور الشر.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وأزعم أيضاً أننا نملك من الرغبة والقدرة ما نستطيع أن نتعامل به مع كل الاحتمالات.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>لكننا وللأسف منقسمون بين:</strong></font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>صارخين لا يكفون عن الزعيق بحثاً عن كسر خبز قد يرمى بين الفينة والأخرى لنفرح به، ونهلل له، وننشغل به عما سواه.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>وبين منتشين بحلم عاشوا به في السابق ويعيشون فيه في الحاضر؛ وهم لا يعلمون أن الأحلام تمر مر السحاب؛ ولكنها لا تشكل إلا لحظات من عمر الزمن، والمتشبث بحلمه مشغول عن واقعه، ولنا في خمسينيات القرن الماضي عبرة لمن يريد أن يعتبر.</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4"><u><strong>أليس فينا من يقول لنا: </strong></u></font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>توقفوا قليلاً، وانتبهوا لشر يراد بكم.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>ارفقوا بعامتكم فقد أصبحوا في حاجة إلى لقمة عيش تعز عليهم، وأنتم عنهم منشغلون.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>صراخكم قد يكون فتنة دبرت، وقد تكون شراكاً نصبت، وقد تكون مطية لراكب لا تعرفونه.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>صمتكم وانشغالكم بمشاريعكم الخاصة أيضاً قد يكون فتنة، وقد يكون أيضاً طعماً لضمان صمت مراد.</strong></font> </li> <li><font size="4"><font size="4"><strong>اعملوا، وانهضوا فالخير قادم بوحدتكم لا بصراخكم، وانشغالكم بأحلامكم..</strong></font></font> </li> <li><font size="4"><strong>…</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4"><em><strong>إخواني.. أخواتي</strong></em></font></p> <p><font size="4"><strong>ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.</strong></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-23638853526446731642011-03-14T08:54:00.001+02:002011-03-17T23:24:43.834+02:00الشعب يريد إسقاط الوصاية<p><font size="3"><strong>ظل الشعب المصري مبتلى دائماً بمن يعطون لأنفسهم حق الوصاية عليه..</strong></font></p> <p><strong><font size="3">حدث هذا بعد ثورة 1919م من الوفديين الذين أعطوا لأنفسهم حق الوصاية على شعب طلب الاستقلال التام مقابل الموت الزؤام؛ فتفاوضوا نيابة عنه على ديمقراطية شكلية مقابل بقاء الاحتلال.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وتكرر هذا مع الضباط الأحرار الذين حملهم الشعب على أعناقه بعد تفكيكهم لقلاع الملكية الفاسدة البغيضة؛ ففرضوا الوصاية عليه، وسمحوا لأنفسهم باختيار مسار الحياة الذي حددوه للمصريين، كما سمحوا لأنفسهم بأن يقسموا المصريين بين موال للثورة له الحق في الحياة، وبين عدو لها ليس له حق في استنشاق هوائها.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وكامتداد لثورة يوليو، استمرت الوصاية؛ ففرض كل رئيس على المصريين أن يعيشوا بالطريقة التي يحددها هو حال حياته، وأن يحدد لهم من يحكمهم بعد مماته.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وكما كانت هناك وصاية من العسكر أو من السياسيين، كانت وصاية المثقفين والإعلاميين القريبين من السلطة أكبر؛ فهم وإن كانوا لا يمسكون بزمام السلطة إلا أنهم يمسكون بالقلم، فهم – كما يظنون – درة العقد، ورمز العلم، والأدب؛ فقد قرؤوا ما لم يقرءه الشعب، وفهموا ما لم يفهمه العامة، وتواصلوا مع المدنية الحديثة؛ فباتوا بما يقرؤون ويكتبون ويفهمون أولى بالوصاية على شعب جاهل – من وجهة نظرهم – حتى ولوا نال كثير من أبنائه درجات علمية.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وكانت حجة جميع الأوصياء أن الشعب المصري غير مؤهل لحكم نفسه، أو أن قيم الديمقراطية وثقافتها، وقيم الحرية، وغايتها لم تتأصل بعد في نفوس المصريين، فاتفق الجميع ضمناً على عدم أهلية هذا الشعب في اختيار من يحكمه، أو حتى اختيار من يمثله في رقابة من يحكمه؛ فالشعب في نظرهم: جاهل ساذج، يخدع بالدين تارة، وبالمال تارة، وبالعصبية القبلية أو العائلية تارة أخرى.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وعندما جاءت ثورة 25 يناير لتقذف بمجموعة من الأوصياء بعيداً عن طريق الشعب المصري؛ ليستعيد الشعب زمام نفسه، وليتسلم الراية التي سلبت منه دهوراً عدة؛ فإذا بمن كانوا بالأمس يعارضون فرض الوصاية، ويتهمون العهد البائد باغتصاب السلطة من صاحبها الأصيل (الشعب).. إذا بهم يكررون نفس الكلمات، ونفس الترنيمات التي رددها الأوصياء السابقون، وإن كانت في صورة أكثر تنميقاً، وأبلغ تعبيراً؛ ولكن تبقى الغاية واحدة.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">فالأوصياء الجدد يرون أن الشعب – نظراً لجهله ولقصوره – سيعيد إلى الحكم من انتفض عليه، وسيسلم أمره مرة أخرى لقاء ورقة من الجنيهات، أو نظير ولاء لعصبية من العصبيات، أو تأثراً بشعار ديني يدغدغ مشاعره – وهو الساذج الغافل!!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">ولحرص هؤلاء الأوصياء على مسار الديمقراطية (!)، وخوفاً عليها ممن سيستغلونها، ويخطفونها (!)؛ فإنهم يدعون العسكر إلى البقاء في مواقعهم، أو تسليم الراية لعدد منهم (الأوصياء) حتى يحافظوا على الديمقراطية، وحتى يضمنوا ألا يسلم الشعب زمام حكمه بعيداً عمن يختاره الأوصياء ومن عاونهم.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وبالطبع يقف كالعادة مع الأوصياء الجدد من درجوا على تسمية أنفسهم بالمثقفين الواعين الفاهمين لما يجهله الدهماء من العامة، فكما كانوا قبلاً مع سلطة سقطت، فإنهم الآن يدافعون عن مكان لهم في ثنايا سلطة تريد أن تتشكل؛ ليبقوا دائماً في الصدارة يحللون، ويكتبون، ويطلون على الشاشات، ويملؤون الجيوب بما خف وزنه، وعلت قيمته.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">والغريب أن هؤلاء الأوصياء الجدد وتابعيهم لم يكونوا يوماً من ذوي الشعبية الجارفة، فكبيرهم عندما دعا إلى مطالب سبعة اتفق عليها الأولون والآخرون لم يوقع له على هذه المطالب على موقعه الإليكتروني الذي أنشأه أتباعه سوى ثمانين ألفاً فقط، بينما اقترب العدد من المليون على موقع آخر دعا إليه بعض ممن قاوموا الوصاية السابقة بين الناس ووسطهم، وليس من شاشات التليفزيون؛ أو من خلال الحوارات الصحفية؛ وهذا قد يفسرهم حرصهم الشديد على فرض وصاية جديدة تأتي بهم وحدهم دون غيرهم.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">إن أوصياء الإعلام الذين يدفعون دفعاً نحو فرض وصاية جديدة بأقطاب جديدة، هم أنفسهم من كانوا بالأمس القريب يتناولون ما لذ وطاب على موائد أركان نظام انهارت دعائمه - حتى وإن بدوا في صورة معارضة، وكانوا وقت الثورة يمسكون العصا من منتصفها؛ لأنهم بحكم المهنة يحاولون معرفة اتجاه الريح، فيميلون معها حتى لا تغرق المركب بهم، أو يسقطون منها إلى الأبد، فقد كانت كبيرتهم تهاجم قناة الجزيرة بضراوة وقت الثورة وتتهمها في مهنيتها – لأنها تنقل الحقيقة التي لا يريدون للناس رؤيتها إلا من زاوية مصالحهم، ولكنها في ذات الوقت تترك مقالاً أو اثنين لمن يهاجمون النظام بضراوة لعل الريح تذهب بالسفينة إلى اتجاه غير الذي كانت فيه، كما أن هذه الصحيفة المصرية التي تشن حملة دعائية ضارية حالياً في اتجاه واحد ضد التعديلات الدستورية هي نفسها من ادعت – كذباً – بعد خطاب العاطفة الثاني للرئيس السابق أن الإخوان منعوا الناس من الخروج من الميدان، وأنهم يعنفون كل من طرح هذه الفكرة في الميدان؛ لأن الرياح بدت وقتها في اتجاه النظام السابق.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">أدرك تماماً أن بعضاً ممن يدافعون عن سيناريو إطالة الفترة الانتقالية، وتأجيل الانتخابات البرلمانية، وإبقاء الجيش في السلطة، أو تشكيل مجلس رئاسة (وصاية) جديد إنما يفعلون ذلك حرصاً على بلدهم – من وجهة نظرهم التي يؤمنون بها؛ لذا فإني أذكرهم بأن الشعب العظيم الذي علّم العالم على مر الزمن، وقام بهذه الثورة الفارقة في تاريخه هو الوحيد المنوط به اختيار من يحكمه دون صنع "ديكتاتور" جديد حتى ولو بدا في صورة ديمقراطية، وأن التعجيل في ذلك هو الضمانة الوحيدة لعودة السلطة لأصحابها الأصليين، كما أني أدعو هؤلاء الخائفين على بلدهم والساعين لنهضته أن يثقوا في شعبهم الذي لم يأمن له يوماً حاكم ظالم؛ فزورت كل الانتخابات السابقة رغم الأموال، والعصبيات؛ لأنهم (الحكام السابقين) كانوا يدركون تماماً أن الشعب سيلفظهم في أية انتخابات سليمة؛ فلا معنى إذن للخوف البادي على وجوهكم من عودة هؤلاء الطواغيت مرة أخرى ما دام الأمر سيظل بيد الشعب دائماً وأبداً بإذن الله.</font></strong></p> <p><strong><font size="3"><em>إخواني.. أخواتي</em></font></strong></p> <p><strong><font size="3">أدعوا الناس جميعاً إلى التنبه أن نذر وصاية جديدة تفرض نفسها على المصريين بادية في التشكل، وأن من يدفعون نحو هذه الوصاية هم أناس يريدون أن يظلوا في الصدارة دائماً يساندهم كثير ممن لا يريدون الخير لهذا البلد، ولا يريدون له أن يحكم نفسه بنفسه، أو أن يختار الطريقة، والعقد الاجتماعي الذي يحكم به، وأظن أن السبيل الوحيد لذلك هو التعجيل بتسليم السلطة للشعب.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">والله الهادي إلى سواء السبيل.</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-17699616441770869512011-03-11T02:36:00.001+02:002011-03-11T02:36:32.816+02:00إطالة الفترة الانتقالية لمصلحة من؟!<p><font size="3"><strong><a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/TXluiwlfq5I/AAAAAAAAAik/QOTG9EL060c/s1600-h/72652649-tahrir-square%5B2%5D.jpg"><img style="background-image: none; border-bottom: 0px; border-left: 0px; margin: 0px auto 5px; padding-left: 0px; padding-right: 0px; display: block; float: none; border-top: 0px; border-right: 0px; padding-top: 0px" title="72652649-tahrir-square" border="0" alt="72652649-tahrir-square" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/TXlujx_JbuI/AAAAAAAAAio/-RyGhGe-DU4/72652649-tahrir-square_thumb.jpg?imgmax=800" width="244" height="156" /></a></strong></font></p> <p><font size="3"><strong>غير قادر حتى الآن على استيعاب مبررات طلب إطالة المرحلة الانتقالية، والإلحاح عليها بهذا الشكل الغريب من بعض السياسيين، والإعلاميين، والكتاب..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>لا أستوعب فكرة الإلحاح على إرجاء وجود مؤسسة تشريعية منتخبة تراقب عملية انتقال مؤسسية لدستور جديد..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ماذا تعني فكرة الإطالة؟ وماذا يراد من الإلحاح على هذا الإرجاء؟!</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>هل نريد أن يظل الجيش متورطاً في هذا الكم من التفاصيل اليومية لإدارة شئون البلاد، وألا يرجع لثكناته للقيام بمهمته الأساسية؟</strong></font></p> <p><strong><font size="3">هل نريد أن تطول فترة عدم الاستقرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي؟</font></strong></p> <p><font size="3"><strong>ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولأنني سأفترض – مضطراً – البراءة في أصحاب هذا الاقتراح العجيب؛ فسأحاول مناقشة هذه الفكرة، وتبيان وجهة نظري فيها..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong><u>فالاقتراحات المقدمة من أصحاب هذا الاتجاه هي:</u></strong></font></p> <p><font size="3"><strong>1- إقامة مجلس رئاسي مشترك من شخصيات مدنية وعسكرية يعمل من خلال إعلان دستوري مؤقت لإدارة الفترة الانتقالية.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>2- عمل دستور جديد للبلاد من خلال لجنة معينة من قبل المجلس الرئاسي، أو من خلال جمعية تأسيسية منتخبة (هناك تباين في الآراء حول هذه النقطة).</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>3- عمل انتخابات رئاسية وفقاً للدستور الجديد.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>4- يتولى الرئيس الجديد أمور البلاد، ويدعو لانتخابات تشريعية وفقاً للدستور الجديد.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>5- تستمر هذه الفترة الانتقالية 18 شهراً (أو أكثر)، على أن تتم الانتخابات الرئاسية خلال فترة تتراوح من 6 أشهر إلى 12 شهراً.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>أما المبررات المقدمة لقبول هذه الاقتراحات فهي:</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>1- سقوط الدستور كاملاً؛ فلا شرعية لدستور أسقطته الثورة.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>2- إعطاء الفرصة لتشكل قوى سياسية جديدة معبرة عن الثورة تستطيع الانتشار في الشارع المصري خوفاً من عودة فلول الحزب الوطني إلى الواجهة السياسية من خلال المال، أو سيطرة الإخوان على البرلمان لقدراتهم التنظيمية العالية؛ مما يعيدنا إلى المربع رقم صفر مرة أخرى.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وقد تبدو الاقتراحات ومبرراتها من الناحية الشكلية مقبولة، بل ومنطقية للوهلة الأولى؛ ولذا فلنناقشها بتمعن لنحاول أن نظهر ما بها من عوار، أو من خيال، أو أغراض قد تخفى على الكثيرين.</strong></font></p> <p><strong><font size="3"><u>وأوضح أفكاري حول هذه النقاط كالتالي:</u></font></strong></p> <p><strong><font size="3">1- المجلس الرئاسي:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">على أي أساس سيتم اختيار أعضائه؟ ومن سيختارهم؟ وهل سيحدث عليهم إجماع وطني (وهي كلمة خيالية في العمل السياسي)؟</font></strong></li> <li><strong><font size="3">هل سيحافظ المجلس على التوازن الطائفي (كما حدث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي)؟ أم على التوازن النوعي (رجال ونساء)؟ أم على التوازن السياسي؟</font></strong></li> <li><strong><font size="3">أي شرعية ستحصن قرارات المجلس؟ هل شرعية الثورة (التي لم تنتخبهم)؟ أم شرعية الجيش (الذي يراد له العودة إلى الثكنات)؟ أم القوة الأمنية مرة أخرى؟</font></strong></li> </ul> <p><strong><font size="3">2- الدستور الجديد:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">الدساتير توضع وفقاً للتوجهات، والأفكار السائدة، والقوى المؤثرة في عموم الشارع الذي يرتضي الدستور؛ فأين هذه القوى؟ ومن يحددها؟ وعلى أي أساس ستحدد؟</font></strong></li> <li><strong><font size="3">تعيين لجنة لوضع الدستور سيثير من المشاكل، وعدم التوافق على أشخاصه ومدى تعبيرهم عن قوى الشارع الحقيقية (غير المعرفة وفقاً لانتخابات) أكثر مما سيثار حول المواد وما تحتويه من نقاط، وألفاظ؛ مما يضيع الجهود في دائرة مفرغة من الاعتراضات، ومحاولات إثبات الوجود من قوى همشت في التمثيل، أو من قوى خائفة من توجهات اللجنة المعينة.</font></strong></li> <li><strong><font size="3">الانتخاب المباشر لجمعية تأسيسية سينسف مبرر الانتظار لحين تشكل قوى سياسية جديدة (!) كما أنه سيثير سؤالاً عن كيفية اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية بالانتخاب المباشر: فهل سننتخب أعضاء الجمعية مرة واحدة؟ فيختار الناخب مثلاً كل أعضاء الجمعية المائة أو الأكثر أو الأقل مرة واحدة (وهو شيء مستحيل عملياً)، أم سيتم الانتخاب جغرافياً؟ فيختار الناخب ممثلاً لمحافظته أو لدائرته، مما يحول الجمعية من جمعية تأسيسية فنية إلى جمعية سياسية قد تأتي أيضاً بأصحاب المال، أو القدرة على التنظيم مع خطورة ذلك في حالة اختيار من يشكلون دستوراً جديداً دائماً للدولة العصرية المرغوبة.</font></strong></li> </ul> <p><strong><font size="3">3- انتخابات رئاسية أولاً:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">هل يعقل أن توضع كل السلطات والآمال في جعبة شخص واحد (حتى ولو كان منتخباً) دون وجود أية سلطة تشريعية ورقابية منتخبة؟ فيستفرد بالسلطة لحين إجراء انتخابات تشريعية يراد لها أن تؤجل عاماً ونصف العام، أو عاماً بعد انتخاب الرئيس!!!!</font></strong></li> <li><strong><font size="3">هل سيختفي "بعبع" القوى المالية لرجال الأعمال (فلول الحزب الوطني)، أو "بعبع" القوى المنظمة في انتخابات الرئاسة؟ أم أن أثرهما سيكون أكثر في انتخابات تشمل البلاد عرضاً وطولاً، وفي انتخابات يزداد فيها تأثير الإعلام والقدرة على الإنفاق، من أية انتخابات تمثيلية أخرى!!!</font></strong></li> </ul> <p><strong><font size="3">4- انتخابات تشريعية بعد عام ونصف:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">من يضمن كفاية المدة المقترحة لتشكل هذه القوى السياسية؟ وإذا لم تكن كافية وبقي الإخوان على قوة تنظيمهم، ولم يختف أصحاب المال عن الساحة؛ فما العمل إذن؟ هل يؤجل الرئيس المنفرد بالسلطة الانتخابات خشية من سرقة الثورة؟ أم يمنع حينها هؤلاء وأولئك من الانتخابات خوفاً من انحراف المسار الديمقراطي!!</font></strong></li> <li><strong><font size="3">أين تتشكل هذه القوى؟ هل ستتشكل بالبرامج التليفزيونية و"التوك شو"، أم بالاعتصامات التحريرية؟ أم بالقدرات المالية والتنظيمية التي ستبرز من يستطيع الدفع الأكثر، والتنظيم الأعلى، ونعود حينها للصراخ من جديد أن القوى الجديدة اختطفت من أصحاب المال والتنظيم!!!</font></strong></li> <li><strong><font size="3">أليس هذا المبرر اتهاماً صريحاً للشعب المصري بعدم أهليته وجاهزيته لاختيار من ينوب عنه؟ وهو نفس مبرر عمر سليمان وأحمد نظيف سابقاً من غياب ثقافة الديمقراطية عن المجتمع المصري مما استدعى تزوير الانتخابات خوفاً على سرقة الديمقراطية!!!!</font></strong></li> <li><strong><font size="3">الانتخابات هي الآلية الوحيدة لإفراز قوى حية ترتبط بالمجتمع، وتلتحم به؛ لذا فإن الانتخابات الأولى ستشكل قطعاً قوى جديدة ستتعلم من أخطائها، وتعيد ترتيب أوراقها في أي انتخابات لاحقة؛ مما يفرز قوى طبيعية تختبر من خلال الأفعال لا الأقوال والخطب العصماء.</font></strong></li> </ul> <p><strong><font size="3">إن هذه النقاط وما تحتويها من أسباب لا تدع عندي مجالاً للشك في أن الطريق السليم لنجاح الثورة، وإقامة دولة ديمقراطية عصرية معبرة عن قوى المجتمع لا يكتمل إلا بالسير قدماً وبسرعة في:</font></strong></p> <p><strong><font size="3">1- انتقال سريع للسلطة من الجيش إلى مؤسسات منتخبة (برلمانية ورئاسية).</font></strong></p> <p><strong><font size="3">2- اعتماد مرجعية الشعب فقط في اختيار ممثليه وحكامه دون تفويض لأحد.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">3- تشكيل دستور جديد معبر عن الاتجاه الغالب والقوى المؤثرة في المجتمع من خلال فرز انتخابي لهذه القوى والأفكار ومدى تواجدها في الشارع.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">4- الثقة التامة في قدرة الشعب المصري العظيم الذي أزاح نظاماً "ديكتاتورياً" فاسداً على انتخاب من يعبر عنه، ويمثل طموحاته، والثقة أيضاً في قدرته على الإطاحة بمن لا يعبر عن هذه الطوحات، أو يؤدي هذه الأمانة.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">لذا فإنني أدعو الشعب المصري إلى الموافقة على التعديلات الدستورية المقترحة كمرحلة انتقالية تؤسس لمرجعية شعبية قادرة على بناء مصر الحديثة.</font></strong></p> <p><strong><font size="3">والله الهادي إلى سواء السبيل.</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-1977709982686582472010-12-12T00:57:00.001+02:002010-12-12T01:31:25.750+02:00كم "حُباباً" نحتاج<p><strong><font size="3">قد نعرف جميعاً الصحابي “الحباب بن المنذر” وما فعله يوم بدر حين أشار على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بتغيير المكان الذي اختاره كمنزل للمسلمين في ساحة القتال..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">قد نعرف الموقف جميعاً، ونـُطنب في الحديث عنه، وعن دلالاته، ودروسه العظيمة..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">ولكن..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">كم مرة قمنا فيها بدور “الحباب بن المنذر”؟!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">كم مرة شغلنا فيها أنفسنا بمحاولة اتخاذ رأي مسبق لرأي من يقودون المسير؟!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">كم مرة حاولنا فيها التحليل المستقل، وإعمال العقل، واستغلال الخبرات لتصحيح قرار شابه الخطأ؟!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">لم يكن “الحباب” من كبار الصحابة، ولم يكن من أهل الشورى؛ لأنه فوجئ بالمنزل الذي تم اختياره؛ فلم يمنعه ذلك من التعقيب على قرار الشورى الذي يرأس مجلسه نبي لا ينطق عن الهوى!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">لم يقل “الحباب” ذلك سراً، أو في الخفاء خوفاً على اهتزاز ثقة الجند في قادتهم؛ وإلا ما دُوِّن موقفه في كتب السِّيـَر..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">كان “الحباب” خبيراً بالمكان، وبالمعارك؛ فشجعه ذلك على الحديث، فتم الاستماع إليه، والأخذ برأيه؛ لأن الشورى لا يتساوى فيها أصحاب الخبرة مع فاقديها وإن علت منزلتهم..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">كان “الحباب” شجاعاً حين طالب بتغيير المكان، والوقت وقت تنفيذ لا وقت تخطيط؛ لأنه يعلم صواب رأيه، كما أنه لم يخش اتهاماً بالتثبيط، أو بخلخلة الصف!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">فعل “الحباب” ذلك لأن القائد كان “محمداً”، وأهل الشورى كانوا “أبا بكر وعمر وعلياً”..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">هل لو وجدنا “حباباً” أو أكثر بأخلاقه، وأدبه، سنجد من يقتدي بقادته “محمد” وصحبه؟!!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">لقد ربينا جنداً لا “حباب” فيهم؛ لأنهم اعتادوا انتظار رأي القادة حتى يؤيدوه، ويدافعوا عنه، بل ويهاجموا من يخالفه؛ لأنه فقط صادر عن القادة المُضحِين!!</font></strong></p> <p><strong><font size="3">كما ربينا قادة لا يسمعون “حباباً”؛ لأن الشورى لم تات بذلك الـ “حباب”..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وإن افتقدنا “حباباً” قبل الحرب؛ فهل من “حباب” بعدها؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وهل كانت شورانا التي لم تسكت “حباباً” من قبل سليمة حالياً؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وهل الشورى التي يسبقها توجيه وتأثير معنوي نحو رأي واحد سليمة حقاً؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وهل الشورى التي تسمح لأصحاب الرأي المٌوجَّه باستخدام آيات قرآنية تؤيد حتمية اتباع موقفهم، وتستخدم آيات أخرى تصف أصحاب الرأي الآخر بأنهم يدعون إلى التولي يوم الزحف، شورى سليمة؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وهل الشورى التي لا تعطي لأصحاب الرأيين المتعارضين نفس المساحة أمام أصحاب القرار سليمة فعلاً؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وهل الشورى التي تستدعي نفس أهل الثقة في السياسة، والدعوة، والاقتصاد، والاجتماع، وغيرها دونما خبرة عملية فيما يدلون برأيهم فيه سليمة حقاً؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وهل الشورى الانتقائية التي تتسع تارة، وتضيق أخرى سليمة فعلاً؟</font></strong></p> <p><strong><font color="#0000a0" size="3">إخواني.. أخواتي..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">إننا حين نلوم القادة على عدم اقتدائهم بمحمد – صلى الله عليه وسلم - وصحبه؛ فإننا نلوم أنفسنا على عدم اقتدائنا بـ “الحباب” ومن ساروا على دربه..</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com6tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-30999692894841706592010-10-25T19:06:00.000+02:002010-10-26T03:19:08.083+02:00الأهداف الكبرى<p><font size="3"><strong><a href="http://lh5.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/TMYkBF4iZzI/AAAAAAAAAiQ/Nct26tSIEGM/s1600-h/Goals%5B3%5D.jpg"><img style="background-image: none; border-right-width: 0px; margin: 0px auto 5px; padding-left: 0px; padding-right: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px; padding-top: 0px" title="Goals" border="0" alt="Goals" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/TMYkB9OAbZI/AAAAAAAAAiU/2nEynFOfEF0/Goals_thumb.jpg?imgmax=800" width="244" height="178" /></a></strong></font></p> <p><font size="3"><strong>لكل واحد منا أهدافه الكبرى التي يحلم بتحقيقها على المستوى الشخصي أو على المستوى العام..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ولكي تتحقق تلك الأهداف الكبرى (الاستراتيجية) لا بد لها من أهداف مرحلية تمهد لها الطريق، وتقرب إليها البعيد، وتذلل منها العسير.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وينبغي أن تكون الأهداف المرحلية واقعية، ومرنة كما ينبغي لها أن تكون محددة بوقت، وقابلة للتطبيق بعكس الأهداف الكبرى التي هي أقرب للأحلام منها للواقع؛ ونادراً ما ترتبط بوقت؛ لذا فإن الأهداف المرحلية هي الأكثر أثراً، والأكثر جهداً، والأكثر إنتاجاً.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وكما يندر من البشر من يضعون لأنفسهم أهدافاً كبرى، فإنه يندر من ذوي الأهداف الكبرى من يربطها بأهداف مرحلية، وكذلك يندر من هؤلاء من لا تشغله أحلامه (أهدافه الكبرى) عن واقعه (أهدافه المرحلية).</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وما ينطبق على الأفراد، ينطبق أيضاً على الأمم والجماعات..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>فالأمم والجماعات الحية تتفق على أهداف كبرى (المشروع القومي مثلاً) تحتاج لتحقيقها أهدافاً مرحلية واقعية تتسم بالمرونة وقابلية التطبيق..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ويفشل من هؤلاء، وأولئك من يعيش الحلم (الهدف الكبير) بكل كيانه، وأحاسيسه؛ فينسى الواقع وتعقيداته، ويتصلب فيما يحتاج المرونة، ويحاول تطبيق ما لا تتيحه الظروف، ويتشدد فيما يحتاج التيسير، وينشغل بالمرجوح عن الراجح، ويخلط الوسيلة بالهدف..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وغالباً ما يشغل الأعداء ذوي الأهداف – دون شعور منهم – بالقضايا الكبرى (الأهداف الكبرى)؛ ليغفلوهم عن التفاصيل والمراحل (الأهداف المرحلية)؛ فيستغرقهم الجهد في إثبات الوجود تارة، وفي الدفاع عن الفكرة تارة، وفي أهلية المشروع تارة، فيخرجون من هذه إلى تلك وهم مستنزفون مبتعدون عن أهدافهم المرحلية التي كانت حتماً طريقاً وحيداً لتحقيق الهدف الكبير.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>والناظر إلى حال الإخوان في الفترة الحالية يدرك أنهم قد وقعوا أسرى الانشغال بالحلم، فغفلوا عن الواقع.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>فإن كان هدف الإخوان الكبير هو إصلاح الأمة – كلها – وتحكيمها بشرع الله – الذي هو من حيث مقاصده حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، فستبقى أهداف ذلك المرحلية هي: إصلاح الفرد، والأسرة، والمجتمع.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وإذا أردنا أن نقيس مدى قرب الإخوان أو بعدهم عن إصلاح الأمة (الهدف الكبير)، فلا بد أن نقيس مدى القرب من تحقق إصلاح الفرد، والأسرة، والمجتمع (الأهداف المرحلية).</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>والناظر المدقق في السلوك الفعلي للإخوان (كقيادة، وكأفراد) يدرك أنهم مشغولون بالحديث عن والترتيب للقضايا الكبرى (الانتخابات العامة، والشعار، والإصلاح السياسي، والتنظيم، والانتخابات الداخلية، والصراع مع الأمن، و…) بينما ينحدر الفرد، والأسرة، والمجتمع نحو الحضيض القيمي، والأخلاقي، والاجتماعي..</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>فمن منا ينكر أن المجتمع المصري (وكل مكوناته الأصغر) قد صار أسوأ حالاً مقارنة بعشر سنوات مضت؟ </strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ومن منا ينكر أن التدين الحقيقي في طريقه للاختفاء، وأن التدين السطحي يحل محله بسرعة عجيبة؟ فيكثر النقاب، والجلباب، والسواك بينما تختفي المروءة، والشجاعة، والأمانة، والإحسان، ويكثر المصلون، وتنتشر الجرائم، ويكثر الحجاج والمعتمرون، ويكثر المرتشون والفاسدون، والغريب أن خلقاً كثيراً يجمع بين هذه المتناقضات؛ فتجد المصلي المهمل، والمعتمر المرتشي، والحاج الفاسد، وهكذا.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ومن منا ينكر انهيار التعليم، وضحالة الثقافة لمعظم الشباب؟ ونظرة واحدة على شباب الجامعات (المتدين وغير المتدين)، وعلى التعليقات التي تتذيل مقالات الرأي، وأخبار الصحف الإليكترونية تدلنا على مدى الجهل، والتخلف الذي يغمر شباب اليوم الضائعين التائهين المغيبين.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ومن منا ينكر تفسخ المنظومة الأسرية التي كانت حتى وقت قريب صمام الأمن للأسرة المصرية كلها؟ فمن شاب لا يستطيع الزواج إلى شاب لا يعرف ماهية الزواج، ومن زوج مسافر لطلب الرزق، إلى زوجة لم تشعر بالسكن كما أراده الله، ومن أسر تتزاوج لتتقارب فتتنافر، إلى …</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>ومن منا ينكر القسوة الزائدة لضباط الشرطة؟ ومن منا ينكر جشع أصحاب الأعمال (الصغير منهم والكبير)؟ ومن منا ينكر تلاشي إحساس المسئولين بالناس؟ ومن منا ينكر ضعف رجال العدل الجدد؟</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>أليس هؤلاء جميعاً نتاجاً لهذا المجتمع المتفكك يوماً بعد يوم؟</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>والإخوان في طريقهم ماضون؛ فلا يتوقفون لحظة ليراجعوا الدرب، وأهل الطريق!</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>وأهل الفساد يشغلونهم بالأضواء الباهرة، والأصوات الزاعقة، وهم في طريقم ماضون.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>أقفلوا في وجوههم المساجد.. شبابهم يبتعدون عن المساجدون.. وهم في طريقم ماضون.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>قل علماؤهم .. شبابهم لا يتفوقون، أفرادهم لا يقرؤون.. وهم في طريقهم ماضون.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>انشغلوا بالدنيا.. قلت أخلاقهم، وهم في طريقهم ماضون.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>انصرفوا إلى التنظيم.. ابتعدوا عن الناس، وهم في طريقهم ماضون.</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>أي طريق هذا؟ أهو حقاً صراط مستقيم؟</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>هل طريق ينحرف بأصحابه هو طريق الغاية فعلاً؟</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>هل طريق يبتعد برحله عن جيرانه.. عن أقربائه.. عن أبنائه.. عن إخوانه.. هو طريق لا يقبل المراجعة فعلاً؟</strong></font></p> <p><font size="3"><strong>يا قومنا أفيقوا.. يا قومنا أفيقوا..</strong></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com11tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-14834498547327269862010-06-20T12:14:00.001+02:002010-06-27T03:08:50.268+02:00الطريق إلى الفوضى (7) – عجز الثقة<p><strong><font size="3">يتوق جل المصريين إلى التغيير؛ فالنظام البائس، وأسياده، وأذنابه لم يتركوا قرية إلا أفسدوها، ولم يروا شعاع ضوء إلا أخمدوه..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وحيرة الناس (الواعين) لم تعد في الفساد وأهله؛ لأن الفساد قد صار مقرراً يومياً في حياة مصر وأهلها، ولكن الحيرة الأكبر تكمن فيمن يزعمون السعي إلى التغيير، وأين هم؟ وماذا يفعلون؟</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وكل العوامل الماضية التي أشارت إليها سلسلة المقالات تشير إلى الحاجة الملحة والعاجلة للتغيير؛ لأن التأخير في التغيير يعني المزيد من الانهيار، والتحرك البطيء يزيد من سرعة الاشتعال..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">والناظر إلى قوى التغيير الحقيقية – حالياً - في مصر يصاب بإحباط شديد؛ فهي:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">إما نخبة مثقفة تعيش في أبراج عاجية لا علاقة لها بالواقع الفعلي – وليس النظري – المعاش.. نخبة لم تستطع أن تجذب إليها المطحونين - وإن حاولت التحدث باسمهم.. نخبة تجيد التظاهر والظهور والمعارضة، بينما هي غير موجودة في حياة الناس التي تزعم السعي لتغيير حياتهم..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">وإما شباب غض يحلم بالتغيير، ويسعى إليه، ويكابد تارة مع "كفاية"، وأخرى مع "البرادعي".. لكنهم لا يجدون من من يأخذ بأيديهم إلى الطريق، ويدلهم عليه.. تأخذهم الحماسة في عالمهم الافتراضي، ويحاولون نقلها إلى العالم الحقيقي؛ فتصدمهم قسوة رجال الأمن, وقلة حيلة النخبة المزعومة..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">أما الفريق الثالث، وهو الأكثر عدداً، والأرجى قدرة على التغيير.. الفريق الموجود – تقريباً - في كل قرية، وحارة في ريف مصر، وحضرها.. الفريق الأكثر وضوحاً في الأهداف – العامة، والمتوافقة مع مزاج المصريين العام، وانتمائهم الحضاري.. الفريق الأكبر تجذراً في عمق التاريخ المصري الحديث، بما يمثله ذلك من تراكم للخبرات، وتنوع في الأعمار.. هذا الفريق – الإخوان المسلمون – يمثل حاله الآن علامة استفهام كبرى لكل الحالمين بالتغيير.</font></strong> </li> </ul> <p><strong><font size="3">فالإخوان المسلمون – رغم كل ما ذكر من ميزات يتفردون بها – إلا إنهم غير جادين في التغيير، وأقصد بالجدية هنا جدية التغيير العملية، وليست النظرية؛ فالحديث عن التغيير يختلف عن العمل نحوه، والغايات تحتاج إلى وضوح رؤية، وخطوات عملية، وهما ما تفتقدهما الجماعة حالياً..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">فالإخوان المسلمون – بوضعهم الحالي – منشغلون بالتنظيم مستغرقون في تفاصيله أكثر من انشغالهم بالشأن العام، ومشاكله، فالإخوان:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">يستهلكون طاقتهم في ترتيب تنظيم ضخم دون ظهور لأثر هذا التنظيم – إلا في الانتخابات، أو الجامعات مع ما يعتري ذلك من مشاكل تبعدهم عن المجتمع أكثر مما تقربهم.</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">نظراً للاهتمام بالتنظيم؛ فإن الإخوان صاروا أكثر ميلاً إلى تربية الجنود التي تسمع وتطيع، أكثر من اهتمامهم بتربية القادة الذين يحتاجهم المجتمع للتوجيه والريادة؛ فصار الإخوان ينتظرون التكليف في كل صغيرة وكبيرة.. فالجندي منفذ جيد، إلا أنه يحتاج دائماً إلى من يأمره، وإلى الأمر الذي يحركه، أما القائد فإنه ذاتي بطبعه يسارع (بالمفهوم القرآني للتسارع)، ولا يتباطئ.. تحركه دوافعه الإيمانية على الفعل العام قبل الخاص، وعلى إغاثة الملهوف دون ادعاء حكمة، أو خوف اندفاع..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">وقد أفرز هذا الاهتمام بالتنظيم قادة حركيين منغلقين، جعلوا من التنظيم هدفاً في حد ذاته؛ رغم أن التنظيم لم يوجد إلا للدعوة والانتشار، وللتغيير والنهوض، وأصبح جل هؤلاء القادة حاضرين عند الحديث عن التنظيم، وأهدافه، ولوائحه، ووسائله (راجع مقالاتهم في موقع إخوان أون لاين)، وغائبين عند الحديث عن المجتمع وهمومه ومشاكله؛ مما أثر في اهتمامات الجماعة وأولوياتها، وقراراتها.</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">يزدادون انغلاقاً على أنفسهم؛ فيكتفون – إلا من رحم ربك - بعلاقاتهم الداخلية الخاصة؛ فيعيشون عالماً منعزلاً – شعورياً – عن حياة الناس العامة؛ رغم أن أدبياتهم، وسير قادتهم السابقين – في عهدي التأسيس الأول والثاني – تخالف هذا السلوك الانغلاقي؛ إلا أن واقع الأفراد الحالي أكثر تدليلاً على هذا الانغلاق، وعلى هذه العزلة.</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">أدى هذا الانغلاق إلى الاقتراب فقط ممن يرجى ضمهم، أو جذبهم إلى التنظيم؛ مما أدى إلى مزيد من العزلة والاغتراب؛ فجل الناس لا يقدرون على العمل التنظيمي، وتبعاته، وقواعده، وأوامره ونواهيه؛ فأغلقوا على أنفسهم أبواباً كثيرة من الخير، وحرمتهم كثيراً من التعايش مع المجتمع الذين يسعون إلى إصلاحه!</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">كما أن الاهتمام بالتنظيم، والعزلة الشعورية، والقيادة الحركية تنفر من المبدعين، وتقيد حركتهم، فهم إما مقيدون داخل جدار التنظيم، مستهلكون في تفصيلاته، أو منزوون منسحبون؛ فينطفئ إبداعهم، ويخسرهم المجتمع، وإما هاربون من التنظيم؛ فيخسرهم التنظيم، والمجتمع أيضاً في أحيان كثيرة.</font></strong> </li> </ul> <p><strong><font size="3">قد يرى كثير من الإخوان في هذا الحديث غمطاً لحق الإخوان، وإهداراً لجهدهم، وابتلائهم؛ إلا أن النقد هنا هو للواقع الذي يحتاج إلى تغيير، وتصحيحاً لأوضاع تحتاج إلى وقفات ووقفات ممن يملكون أدوات التغيير، ويعطلونها في مجتمع تتسارع خطوات انهياره يوماً بعد يوم.. في مجتمع يحتاج إلى من يعيش همومه، ويقوده نحو التغيير..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">ولكي لا يكون الحديث عن الإخوان نقداً محضاً دون تقديم نصح أو بدائل، فسأحاول في نقاط محددة تقديم هذا النصح، لعله يشير إلى الخلل، أو يدل عليه..</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="3">فالإخوان في حاجة ماسة لأن يغيروا من وسائلهم التي تناطح السلطة أكثر مما تقترب من الناس؛ فالإصرار مثلاً على المشاركة في الانتخابات العامة في ظل هذا النظام الفاسد، وفي ظل هذا التزوير الفج يخصم من رصيد الإخوان أكثر مما يضيف إليهم، ويعطل طاقتهم، ويهدرها في تمثيلية ممجوجة يمارسها النظام بلا حياء؛ فقد صار الناس ينظرون إلى الإخوان بأنهم ساعون إلى السلطة – رغم عدم صحة ذلك، وأنهم جزء من المعادلة الفاسدة في مصر المظلومة. وعودة الإخوان إلى الدعوة، واستعلاؤهم على المنافسة السياسية، وبقاؤهم كمرجعية للأمة كلها لكفيل بعودة الصورة الصحيحة عن الإخوان، وعزل للنظام الفاسد، وفضح له..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">وعودة الإخوان إلى الدعوة – بكل مجالاتها – سيزيدهم قرباً من المجتمع، والتصاقاً به؛ فيعيشون همومه، ويساعدونه على النهوض، والتغيير المنشود، ويأخذون بيده لينتشلوه من مستنفع الفساد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي يعيش فيه؛ ويصيرون علامات يهتدي الناس بها في ظلمات الفوضي التي تحيط بهم من كل اتجاه..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">كما أن عودة الإخوان إلى الدعوة تربي الإخوان أنفسهم التربية الصحيحة التي توجه المجتمع ولا تنعزل عنه، وتخالطه ولا تتشرب منه سيء صفاته.. التربية التي تجعل السياسة جزءاً من الدعوة لا كل الدعوة.. التربية التي تعود بالإخوان إلى القرآن، والدعاء، كما تعلمهم الوقوف في وجه الظالم، ونصرة المظلوم.. التربية التي تقدم منهم القدوة الصالحة التي يفتقدها الناس في غمرة يأسهم بإمكانية التغيير..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">والإخوان في حاجة ماسة لأن ينفك عنهم قيد التنظيم؛ فيصبح التنظيم موجهاً لا محركاً، ومرشداً لا منظماً؛ فينطلقون في ساحات المجتمع، موجهين تارة، وتابعين تارة، واقفين في وجه الظلم تارة، وناصرين للمظلوم تارة أخرى، ويتخفف التنظيم من تبعات الحركة المنظمة التي تعيق الأعمال، وتقيد المنتمين، وتحفز الظالمين، وتزداد الذاتية عند الإخوان؛ فتزداد بالتبعية عند عموم الناس، ويقترب الإخوان أكثر من المجتمع بكل فئاته دون انتظار تكليف، كما يقتربون من الساعين إلى التغيير دون شبهة حسابات خاصة، أو اتهامات مرسلة..</font></strong> </li> <li><strong><font size="3">والإخوان في حاجة لأن يضيفوا إلى رصيد المجتمع من الطاقات؛ فيهتمون برعاية المبدعين من علماء، وأدباء، وفنانين، وخطباء، وقادة، وأن يقدموا لهم يد العون للتفرغ لإبداعهم، وتوفير المسارات التي تظهر إبداعهم، وتنميه دون حساسية الانتماء إلى تنظيم، أو اتجاه سياسي يعيق إبداعهم؛ فنماذج القرضاوي، ومحمد الغزالي، وسيد سابق، ونجيب الكيلاني، وتوفيق الشاوي، وحسان حتحوت، وخالد عودة، وغيرهم في حاجة إلى استنساخ يتلافى أخطاء الماضي التي أشار إليها هؤلاء المبدعون أنفسهم..</font></strong> </li> </ul> <p><strong><font size="3">هذه النصائح ما كنت لأتقدم بها إلا حرصاً على هذا البلد، وحرصاً أيضاً على القوة المنظمة الوحيدة – حتى الآن – والمالكة لآليات التغيير، والقادرة على قيادة المجتمع نحو هذا التغيير بمزيد من الجهد والمثابرة والإبداع والتعاون مع كل قوى المجتمع..</font></strong></p> <p><em><strong><font color="#000080" size="3">إخواني.. أخواتي</font></strong></em></p> <p><strong><font size="3">إن التاريخ لا يتوقف عند أحد مهما كان سابق جهده، وشأنه؛ فالله لا يحابي أحداً..</font></strong></p> <p><strong><font size="3">وللإخوان في نجم الدين أربكان عبرة أدعو الله أن يعتبروا منها..</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-29093602508516486142010-06-06T01:57:00.001+02:002010-06-09T12:43:34.892+02:00الطريق إلى الفوضى (6) – الدعاة الجدد<p><strong><font size="4"><a href="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/TArkUVA32hI/AAAAAAAAAiA/RLQj3VEvntU/s1600-h/az3410%5B3%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="az3410" border="0" alt="az3410" src="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/TArkVW9sICI/AAAAAAAAAiE/YvpN-3sIjMo/az3410_thumb%5B1%5D.jpg?imgmax=800" width="244" height="184" /></a> ظل الأزهر طوال طوال مئات من السنين المنبع المتفرد، والمسار الوحيد لتلقي علوم الدين في مصر، كما أنه ظل المدرسة الوحيدة التي تخرج العلماء، والدعاة، والوعاظ..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وفي بدايات القرن العشرين، ومع ظهور الحركات الإسلامية، ظهر دعاة غير معمَّمين، حملوا الإسلام إلى الناس خارج المساجد تارة بالممارسة العملية، وداخل المساجد تارة أخرى بالوعظ والإرشاد؛ ولكن بقيت العلوم الإسلامية، وتخصصاتها الفقهية والشرعية محصورة في رجال الأزهر حتى داخل الحركة الإسلامية الحديثة..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">واستمرت هذه الثنائية.. الدعوية المفتوحة، والتخصصية المحصورة – إلا فيما ندر – حتى نهايات القرن الماضي؛ فظلت المرجعية الفقهية والشرعية محصورة على رجال الأزهر، يستوي في ذلك الحركيون، وغيرهم..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وعندما انسحب الأزهر تدرجياً من الحياة العامة – بضعف خريجيه وارتباطه المباشر بالسلطة – بدأ نجم ما يسمى بالـ "الدعاة الجدد" في الظهور، والانتشار..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وهؤلاء "الدعاة الجدد" قسمان: </font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="4">قسم يخاطب الشباب بلغة عصرية، وبلهجة عامية تسويقية دون معرفة علمية، أو تخصص دقيق؛ فيخاطب المشاعر والوجدان، لا العقول والألباب، ويسرف في الحديث عن الأخلاق، والقيم، دون تأصيل، أو تمحيص، مخاطباً الفرد، لا الأمة، ومقدماً للدين كحلية تتوسط متع الدنيا دون تعب تخلية، أو تحلية، ودون مشقة زهد، أو ابتلاء مستغلاً في ذلك الوسائل التقنية الحديثة من اهتمام بالصورة، وإبهار في الإخراج، دون تدقيق في المحتوى، أو تقييم للأثر.. </font></strong></li> <li><strong><font size="4">أما القسم الآخر فعلى النقيض من ذلك؛ فهو متيم بالمعرفة، وحدودها، وشكلها.. مهتم بالحروف والمظهر، لا المعاني والجوهر.. يطلب من الناس الحنق على الدنيا وطيباتها.. يُزّهِّد الناس فيها، وفي خيراتها.. يحصر الخير – كل الخير – في اتباع من سلف دون سواهم، خوفاً من بدعة يضل بها أهل الدين.. ولا يفرق في ذلك بين جديد الدنيا، وبدعة الدين.. يجعل الدين طلاسم تحتاج دائماً لمن يفك شفرتها، ويحل ألغازها. </font></strong></li> </ul> <p><strong><font size="4">ورغم التناقض الظاهر بين الفريقين إلا أن نجومهما يشتركون في أمور عدة تتمثل في:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="4">غياب الدراسة العلمية المنهجية، والاعتماد على العامة في التقييم، والإنجاز؛ فإن كان الفريق الأول لا يدعي علماً، ولا فقهاً؛ إلا أنه يرى أن لا حاجة ماسة له في التزود بالعلم الشرعي المنهجي الذي يضبط الأداء ويقوم العوج، ما دامت علوم التسويق والإعلام كافية في ازدياد الأتباع، وكثرة المريدين.. بينما يرى الفريق الثاني العلم كتاباً يقرأ، أو حديثاً يحفظ، أو درساً يسمع من شيخ ذائع الصيت، ولا حاجة عندئذ للدراسة المنهجية، ولا للأبحاث المُقيَّمة، ما دام العامة يهتفون بحياتهم، ويشترون خطبهم المسجلة، وما داموا يُنعتون من هؤلاء العامة بأنهم أعلم أهل الأرض دون حاجة لمؤهل عملي، أو رسائل "ماجستير"، أو "دكتوراة"، أو حتى لكتب يقوم على نقدها المتخصصون؛ فالعلم في نظرهم ما هو إلا درس يلقى، وأذن تسمع! </font></strong></li> <li><strong><font size="4">الانسحاب من الحياة العامة؛ فقضايا البطالة، وحقوق العمال، والمال العام، والفساد، وتزوير الانتخابات، وغيرها من القضايا العامة هي بالنسبة للفريقين قضايا لا تستحق التعليق، أو النصح لأئمة المسلمين وعامتهم، وهي خارج دوائر الاهتمام؛ لأنها عند فريق عرَض لضياع الأخلاق، وهي عند الفريق الآخر أمور تخص ولي الأمر واجب الطاعة، ونصحه فيها يكون سراً لا علناً!!</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">السطحية الشديدة في الطرح؛ فرغم أن الظاهر يوحي بأن هذه التهمة هي للفريق الأول دون الثاني إلا أن التدقيق في الخطابين يؤكد أنهما يصبان في نفس الاتجاه، ألا وهو البعد عن العمق، والنواحي العملية في حل ما يحيط بالأمة من مشكلات؛ فالقضايا الكبرى للأمة يتجاهلها الأولون تماماً؛ لأنهم مشغولون بالبناء الفردي للشباب، والبنات، حيث لا وجود للضمير الجمعي في خطابهم الدعوي، أما الفريق الآخر فيرى أن العقيدة (النظرية)، والعلم المجرد هما المكونان الأساسيان لعودة الأمة، ولاسترداد أراضيها، ومقدساتها، ولا سبيل غير ذلك، وأذكر شريطاً مسجلاً سمعته لأحد هؤلاء في ذروة اقتحام القوات الأمريكية للأراضي الأفغانية عام 2001م، وهو يتحدث عن أحاديث الفتنة وآخر الزمان، وكيف أن الرسول أخبرنا بهذا، وأشار إلى ذلك، واستمرت الخطبة العصماء هكذا مخدِّرة في النفوس، داعية (ضمناً) إلى الاستسلام للمصير المحتوم؛ وسيأتي النصر لا محالة إذا ذهبنا إلى مساجدنا، واستمعنا لدروس علمائنا، وفهمنا عقيدتنا (النظرية)!!</font></strong> </li> </ul> <p><strong><font size="4">ومن المؤكد أن هناك تباينات أكثر، واختلافات أشد بين الفريقين من الدعاة غير المتخصصين؛ إلا أنهم يمثلون حالة الرمزية لعموم الناس، الذين يتردون في الأخلاق، والمعاملات، والضعف، والانكسار، والذل والهوان.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وأمام ذلك التردي لا يتوقف كلا الفريقين عن طريقه الذي اختاره؛ فيراجع نفسه، ويراجع حال أمته التي انهالت عليها السهام من كل صوب، بل إنهم راضون فرحون بأدائهم، وأتباعهم..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وصحيح أن المستفتين يتزايدون، وأن مقيمي الشعائر يتكاثرون، والمساجد في ازدياد؛ ولا شك أن لهؤلاء، وأولئك دور كبير في ذلك؛ إلا أن الأمراض الاجتماعية تتغول، والفساد ينهش، والفقراء يزدادون فقراً، والأغنياء يزدادون غنى، وهؤلاء وأولئك غافلون، ويحسبون أن كلماتهم المتناثرة هنا، أو هناك تعفيهم من مسئولية الأمانة التي حمّلوها لأنفسهم..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ففي سنى عمري الأولى لم يكن هناك هذا العدد من الدعاة، ولم تكن هناك كل هذه الوسائل السمعية والبصرية التي تنقل الدروس والخطب؛ وبالتبعية لا أذكر أنه قد كان هناك كل هذا العدد من المعتمرين، والمنتقبات، والملتحين؛ إلا أن الناس كانت وقتها أكثر تراحماً، وأقرب وداً، وأنقى قلباً..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كان وقتها الموظف المرتشي نادرة يتندر بها الناس، وكذلك المدرس البليد، والعامل الكسلان، ورغم أن الفقر كان موجوداً؛ إلا أن الرضا كان مقروناً به يخفف من ألمه، ومن عذاب العيش معه..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ويطرح هنا سؤال نفسه: ألم يكن مشروع هؤلاء صلاح الأخلاق؟ فأين هذه الأخلاق التي تم إصلاحها؟ وألم يكن مشروع أولئك هو تصحيح العقيدة؟ فأين ذلك الإحسان الذي تستوجبه العقيدة، وأين ذلك الرضا وهو من أركان العقيدة؟ وأين تلك الشجاعة في مواجهة الفساد والباطل، وهي من صلب بناء رجال العقيدة؟</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إن هؤلاء وأولئك ليجروننا إلى فوضى عظيمة، فوضى تخدير النفوس بكلمات تـُنقل إلى الأسماع، ولا تتحرك بها القلوب، أو تنفعل بها الأبدان.. كلمات جاء بها الدين ليوقظ النُّوَّم، ويستنهض الغافلين، لا ليغيب العقول، ويسترخي الأجساد..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إن ديننا عظيم، ولا يستحق حمل أمانته إلا من وعاه بقلبه قبل عقله، ومن مارسه بنفسه قبل دعوة غيره.. إن ديننا دين نهضة، ودين عزة، لا دين تخلف، وخذلان..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إننا بحاجة لدعاة عمل لا دعاة قول، وبحاجة لعلماء متخصصين منهجيين مجتهدين، ولسنا في حاجة إلى حفظة نقلة مُقلِّدين..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">والناظر المتجرد لأمر الدعوة، والعلوم الشرعية، ولحملتها في الفترة الحالية ليدرك تمام الإدراك أنها قد أصبحت جزءً من الفوضى الخلاقة التي تستهدف الأمة وكيانها، فهل نحن منتبهون؟</font></strong></p> <p><strong><em><font color="#000040" size="4">إخواني.. أخواتي</font></em></strong></p> <p><strong><font size="4">كما ترفضون أن يداويكم غير الطبيب المتخصص، فلترفضوا أيضاً أن تتلقوا علوم دينكم من غير المتخصص..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وأن تمارسوا الدعوة بأفعالكم؛ وأخلاقكم خير لكم من أن تتلقوها من أهل التسويق والإعلام..</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-89558547842022143332010-05-24T03:51:00.001+02:002010-05-24T03:51:33.536+02:00الطريق إلى الفوضى (5) – الفتنة الوطنية<p><strong><font size="4">الخواجة عزمي: تاجر الذهب، والقبطي الوحيد في مدينتي الصغيرة بمحافظة الدقهلية.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">لم أشعر بأي بغض، أو تمايز في طفولتي، أو في صباي نحو هذا الرجل - الذي مات منذ فترة قصيرة – ولم يحدثني أحد من أهل بيتي – المتدين منهم وغير المتدين – بسوء عنه، أو عن عائلته التي كانت تعيش معه. كذلك لم يمتنع أحد من أهل المدينة الصغيرة – الصالح منهم والطالح – عن التعامل معه، بحجة أن الشراء منه حرام، رغم أن تجاراً آخرين من المسلمين في نفس البلدة كانوا يتاجرون أيضاً في الذهب..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما أني أزهري منذ المرحلة الابتدائية عشت في صباي مع مسلمين فقط، ودرست مواد الدين الإسلامي المختلفة، ولم يغير ذلك من شعوري نحو ذلك الرجل المسيحي الوحيد في صباي.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ولم أر غضاضة أبداً – وحتى الآن - في الشراء من محل تاجر مسيحي، أو في التعامل مع مسيحي في علاقة زمالة، أو علاقة عمل عابرة كانت أم دائمة..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">نشأت على ذلك، وأعتقد ذلك رغم أني أحسب أني متدين متمسك بديني وعقيدتي..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إلا أن مخطط "الفوضى الخلاقة" لا يريد أن يبرز هذه الصورة، ولا أن يعممها؛ فهو يهدف إلى إبراز النماذج الشاذة، والمواقف السيئة حتى يتحقق المراد، وتشتعل النيران..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">فصرنا نسمع عن "</font></strong><a href="http://katibatibia.com/posts_details.php?id=65&cat=26&" target="_blank"><strong><font size="4">الأقلية المهانة</font></strong></a><strong><font size="4">"، ونقرأ توصية بـ "</font></strong><a href="http://katibatibia.com/posts_details.php?id=830&cat=24&" target="_blank"><strong><font size="4">رسالة إلى كل قبطي في مصر ـ حذاري من الأطباء المسلمين</font></strong></a><strong><font size="4">"؛ بما يشعرك أن دماء المسيحيين تسيل في مصر أنهاراً، وأن المسلمين يقتلون أطفال المسيحيين، ويستحون نساءهم، وأن المسيحيين لا يأمنون على أنفسهم، ولا على أولادهم، ولا يقدرون على أداء شعائرهم، أو الجهر بها!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ووازى ذلك حديث قديم جديد عن حتمية إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري – والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع؛ لأنها تهين الأقباط؛ لأن الدولة كيان اعتباري لا دين له (!!)، وكذلك الحديث عن حذف خانة الديانة من بطاقة الهوية؛ لأن الدولة المدنية علمانية بالأساس!! ولنا أن نسأل حينها "هل من شروط الوحدة الوطنية أن يكفر المسلمون بشريعتهم" كما يقول الشيخ الغزالي – رحمه الله – في كتابه: "قذائف الحق".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما استدعي ذلك طلب بإلغاء لكل مظاهر التدين – الإسلامي – من الحياة العامة؛ فاستحالت مقدمة كتاب مدرسي تبدأ بكلمة "بسم الله الرحمن الرحيم" إلى طعنة في قلب الوحدة الوطنية! وصارت إذاعة القرآن الكريم تمييزاً عنصرياً!، وأصبح الاستشهاد على القواعد اللغوية بآية قرآنية إجباراً على دخول الإسلام؛ رغم أن دليل اللغة العربية الأساس هو القرآن، وتناسى الجميع أن "الحوار والعيش الواحد في الوطن الواحد بين أهل الدينين، لا يستقيم بغير احترام الخصوصيات والمشاعر والرموز والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ولا يقتصر ذلك على سلوك أبناء كل من الدينين تجاه الآخر، وإنما يعبر عن نفسه كذلك في وقوف الطرفين معاً ضد أي امتهان لمقدسات أي منهما أيا كان مصدره" كما يذكر د/ محمد سليم العوا في كتابه: "للدين والوطن: فصول في علاقة المسلمين بغير المسلمين". </font></strong></p> <p><strong><font size="4">واستتبع ذلك بالضرورة حديث عن مصر القبطية لا العربية، وعن المصريين الأصليين من غير الغزاة العرب الذين أجبروا أهل مصر على دخول الإسلام، وساموهم سوء العذاب! </font></strong><strong><font size="4">وارتفعت أصوات - كانت هامسة – بأحقية الأقباط في مصر، وطرد الغزاة منها، واستدعاء النموذج الأندلسي في أسبانيا، أو الإسرائيلي في فلسطين، وهو ما يستدعي بالضرورة أن نتساءل مع الشيخ الغزالي: " لقد كانت مصر وثنية فى العصور القديمة، ثم تنصر أغلبها، فهل يقول الوثنيون المصريون لمن تنصر: إنك فقدت وطنك بتنصرك؟ <br />ثم أقبل الإسلام فدخل فيه جمهور المصريين، فهل يقال للمسلم: إنك فقدت وطنك بإسلامك؟"</font></strong></p> <p><strong><font size="4">واستلزم ذلك تزييف التاريخ، والتعمية على نقاطه المضيئة، والبحث بملاقط عن جملة هنا، أو مقطع هناك يتحدث عن اضطهاد يعيش في ظله المسيحيون منذ أربعة عشر قرناً من الزمان!! رغم أن التاريخ يقول – نقلاً عن كتاب "أهل الذمة في مصر" للدكتور/ قاسم عبده قاسم: "وبعد انتصار المسلمين استقدم عمرو بن العاص بنيامين وأمنه، فأخذ ذلك البطريرك – الذي قضى شطراً كبيراً من حياته – في نضال ضد البيزنطيين أعداء الأقباط المذهبيين – يعمل بلا كلل لتقوية الكنيسة اليعقوبية ويعيد تأسيس الأديرة والكنائس التي هدمت قبل الفتح الإسلامي، كما أرسل مطراناً جديداً إلى الحبشة، وكانت آخر أعماله تأسيس كنيسة جديدة للقديس مكاريوس في وادي النطرون (Butcher: The story of the Church of Egypt: vol. I, p. 383)".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما صارت هناك نغمة سائدة عالية الصوت عن حقوق الأقباط المهدرة في الوظائف العليا؛ وكأن هذه الوظائف متاحة في الأصل لغير الأقباط (!)؛ رغم علم الجميع أن المناصب في الدول الاستبدادية – وبلدنا واحدة منها – حكر على فئة واحدة من ذوي المصالح القريبين من دوائر الحكم، والخادمين له؛ فالمحافظ، والوزير، ورئيس الجامعة، وعميد الكلية، ومدير الأمن، والعمدة لا يتم اختيارهم إلا بمقاييس أمنية قاصرة قد ترى في المسلم الفاسد مصلحة عن المسيحي النافع، أو قد ترى في المسيحي الطالح مصلحة تقدمه على المسلم الصالح.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إلا أن "الفوضى الخلاقة" تحتاج إلى توزيع طائفي للمناصب، لا إلى اختيار حر ديمقراطي.. </font></strong><strong><font size="4">ولا مانع حينئذ من زيادة ابتزاز الدولة التي صارت ضعيفة أمام جماعات الضغط الداخلي المدعومة من ذوي النفوذ الخارجي حتى تصير "الكوتة" أمراً مسلماً به حين تصبح مصر "عراقاً جديداً"!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وتفرغت المنظمات الحقوقية القبطية المدعومة للدفاع عن الطائفة، لا للدفاع عن الوطن؛ وانصب جهدها في المطالبة بحقوق المسيحيين وحدهم رغم أن إخوانهم المسلمين محرومون من تلك الحقوق كذلك أو يزيد.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وجرت أقلام مسيحية ولا دينية هنا وهناك تطعن في الدين الإسلامي، وفي أهلية شريعته، وفي الطعن في ثوابته، وقيمه، بما يهيج العامة، ويزيد الاحتقان؛ فيزداد عمق الأخدود، وتعلو الطائفية حتى تحين ساعة الفوضى الموعودة!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وصار هناك حديث ملتبس عن تكفير المسلمين لغيرهم من أتباع الديانات الأخرى؛ وسار في درب هذا الحديث كل من لا يعرف ديناً، ولا يلتزم بشريعة؛ رغم أن "أهل كل دين يرون غير المؤمنين بدينهم كفاراً بل إن بعض أهل المذاهب والطوائف في الدين الواحد لا يقرون بالإيمان لبعض أهل الطوائف والمذاهب الأخرى داخل الدين نفسه. وهذه خصيصة من خصائص العقائد الدينية، تـَمِيعُ الحدود بين الأديان إذا فقدتها، ويغدو الإيمان بالعقيدة لا معنى له إذا اعتقد صاحبها أن أهل العقائد المغايرة لها على الحق كله، أو على نوع منه، على الرغم مما بينها وبين عقيدته هو ومن تناقض او تضاد" كما يذكر د/ محمد سليم العوا في كتابه سالف الذكر..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما علا الصوت – تبعاً لذلك - بأن المسلمين يستحلون دماء وأموال وأعراض الكفار من غير المسلمين، ليتم إلباس الحق بالباطل؛ فينخدع غير المسلمين؛ فيرون أن المشكلة في الإسلام ذاته لا في المسلمين الجهّال؛ مع أن كل من له دراية بسيطة بالدين يعلم أن "قضية الإيمان والكفر – هي قضية أخروية – لا يترتب عليها عداوة ولا إباحة دم ولا مال ولا عرض. نعم لو حاربنا قوم على الدين – أو على غيره – حاربناهم، ولو غزونا قاومناهم؛ لا بسبب اختلاف الدين بل بسبب العدوان. وشتان ما بين الأمرين أو الحالين." كما ذكر أيضاً د. محمد سليم العوا.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إنني لا أزعم أن الأمور على ما يرام، أو أن الطائفية تخرج أدرانها من طرف واحد فقط؛ ولكني أزعم أن حقوق الجميع منقوصة، وأن المتمسكين بالسلطة لا يشغلهم إلا البقاء في كراسيهم سواء كان ذلك على حساب هذه الجهة أو تلك..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما أني أزعم أن ليس للمسلمين جهة رسمية تتحدث باسمهم نستطيع أن نوجه لها اللوم في حديث هنا، أو حدث هناك؛ بعكس المسيحيين الذين تتحالف قيادتهم الرسمية مع النظام الفاسد في العلن في الانتخابات، بنفس القدر الذي تستغل ضعفه في الضغط عليه للحصول منه على مزيد من المكاسب الطائفية.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وإن كنت أزعم أن المفكرين الإسلاميين الكبار (أمثال أ. فهمي هويدي، والشيخ القرضاوي، ود. محمد سليم العوا، وغيرهم) ينتفضون حين يتم تسويق فكرة مغلوطة، أو ترتكب أعمال إجرامية في حق الأقباط؛ في حين أن كبار الكنيسة يزيدون البنزين على النار كما فعل الأنبا توماس عضو المجمع المقدس وأسقف "إبراشية القوصية" حين قال في محاضرة له بالولايات المتحدة الأمريكية: "أن أكبر معضلتين تواجهان المجتمع المسيحي في مصر هما "التعريب" و"الأسلمة"، وأن القبطي يشعر بالإهانةِ إذا قلت له إنك عربي، مضيفًا: "أننا لسنا عربًا ولكننا مصريون، وأنا سعيد لكوني مصريًّا وإن كنتُ أتكلم العربية، ومن الناحية السياسية فإنني أعيش في ظل دولةٍ تم تعريبها وتنتمي إلى جامعة الدول العربية، ولكن ذلك لا يجعلني عربيًّا"، ويقول أيضاً: "أن الأقباط المصريين يشعرون بالخيانةِ من إخوانهم في الوطن "؟"، كما أنهم أدركوا أن ثقافتهم ماتت، ووجدوا أن عليهم أن يحتضنوا هذه الثقافة ويحاربوا من أجلها، حتى يحين الوقت الذي يحدث فيه الانفتاح، وتعود الدولة إلى جذورها "القبطية"، وفي المناخ الراهن فإنه لا يمكن تدريس اللغة القبطية التي هي اللغة الأم لمصر في المدارس العامة، في حين تسمح نظم التعليم بتدريس أي لغةٍ أجنبية أخري." (نقلاً عن مقالة للأستاذ/ فهمي هويدي بجريدة الدستور عدد 22/7/2008).</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وأزعم أيضاً أن المسيحيين يزدادون اصطفافاً في خندق منفصل عن إخوانهم في الوطن؛ فصارت منتدياتهم، ونواديهم، ومسارحهم، واجتماعياتهم، وألعاب أولادهم كلها مرتبطة بالطائفة، وصاروا يتلقون الأوامر الصريحة من قادة كنيستهم فيمن ينتخبون، أو متى يتظاهرون، أو فيم يغضبون؛ حتى صارت جل دوائرهم طائفية تستغني عن الآخر، ولا تحتاج إليه!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">إن ما يحدث في مصر الآن من جهل بعض المسلمين بتعاليم دينهم؛ مما يؤدي إلى الإساءة لشركائهم في الوطن، وما تقوم به بعض جهات الطرف الآخر الداعمة لتكرار النموذج الأمريكي الطائفي في العراق بما يعيد إنتاجه في مصر لهو مقدمة واضحة للعيان للفوضى الخلاقة التي يراد لمصر أن تعيشها في الفترة القادمة..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ولا حل لإنقاذ مصر من هذا الخلل، ولحمايتها من هذا العبث، ولاستعادة حق كل مظلوم أياً كان دينه إلا بتطبيق القانون على الجميع سواء بسواء، وبالحرية الكاملة لأهل هذا البلد العظيم لإدارة وطنهم باختيارهم الحر المباشر بعيداً عن فساد الفاسدين، وبطش الظالمين، وبعيداً أيضاً عن أطماع الطامعين..</font></strong></p> <p><strong><em><font color="#000080" size="4">إخواني.. أخواتي</font></em></strong></p> <p><strong><font size="4">إن اشتراك البعض في مخطط تفتيت مصر، وتحويلها إلى دولة طائفية لخيانة عظمى تستدعي الأخذ على يد المشارك فيها متآمراً كان أما جاهلاً.</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com5tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-1869783282223151462010-05-18T09:37:00.001+02:002010-05-18T12:05:19.671+02:00الطريق إلى الفوضى (4) – العلمانيون السلطويون<p><strong><font size="4"><a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S_JDw-nyDrI/AAAAAAAAAh4/887yH_XNE0g/s1600-h/elmanyah%5B5%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="elmanyah" border="0" alt="elmanyah" src="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S_JDxr7-2aI/AAAAAAAAAh8/BJV2c1ivT2E/elmanyah_thumb%5B7%5D.jpg?imgmax=800" width="291" height="186" /></a> </font></strong><strong><font size="4">قسم </font></strong><a href="http://www.aladl.net/" target="_blank"><strong><font size="4">د. معتز عبد الله عبد الفتاح</font></strong></a><strong><font size="4"> في كتابه القيم "</font></strong><a href="http://www.shorouk.com/books/details.aspx?b=280008cd-96a7-4b42-8e18-38426566ac09" target="_blank"><strong><font size="4">المسلمون والديمقراطية: دراسة ميدانية</font></strong></a><strong><font size="4">" العلمانيين من زاوية تعاملهم مع الديمقراطية إلى قسمين هما: العلمانيون السلطويون، والعلمانيون الليبراليون.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ورغم أني لا أرى أملاً في نهضة هذه الأمة بالسير في طريق العلمانية ليبرالية كانت أم سلطوية؛ إلا أني لا أخفي احترامي للعلمانيين الليبراليين؛ لأنهم منسجمون، ومتسقون مع ما يؤمنون به من أفكار..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">فالعلمانيون الليبراليون – كما يرى د. معتز عبد الله عبد الفتاح – "يرفضون السماح بأية حدود على حق أي فرد في أن يكون جزءاً من التنافس السياسي. لذلك فإن هدف نقدهم ومعارضتهم الأول ليس الإسلاميين، ولكن معركتهم الأساسية مع قادة الدولة المستبدين سواء كانوا إسلاميين تقليديين أم علمانيين سلطويين".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">أما العلمانيون السلطويون فإنهم "يفضلون حكومة مركزية قوية تحمي وحدة الدولة، حتى لو لم تكن ديمقراطية."، كما أنهم يتبنون مقولة "إن الإبقاء على الوضع القائم مع أنه غير ديمقراطي، أفضل من خطر الديكتاتورية الدينية التي ستنتج من الثقة الساذجة في احترام الإسلاميين للديمقراطية".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ويؤكد الواقع أن هؤلاء العلمانيين السلطويين هم السبب الأساس في تخلف مصر (وباقي البلاد العربية والإسلامية)؛ فقد استلموا السلطة من الاحتلال الأجنبي، وسيطروا على كل منابع الثقافة، والإعلام الرسمية منها، وغير الرسمية، وعلى أيديهم درنا في دائرة تخلف سياسي، واقتصادي، وفكري، وعلمي، وثقافي؛ فلم نلحق بالغرب علمياً، ولم نحافظ على قيم الشرق اجتماعياً..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وهم دائماً جزء من تلك السلطة الغاشمة إما بالانتماء المباشر لها، أو بالتعمية عنها وعن جبروتها، أو بشغل الناس بمعارك وهمية لقضايا فرعية لا تشغل إلا عقولهم، وأدمغتهم الفارغة..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وهم يرون أن تركيا العلمانية المتخلفة تحت حكم العسكر أفضل بكثير من تركيا المتقدمة الديمقراطية المتسامحة مع الدين، وكذلك يرون أن أنهار الدماء التي سالت في الجزائر بسبب وقف الانتخابات خير من تسلم الإسلاميين للسلطة!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما أنهم لا يعترفون بهوية لهذه الأمة، ولا يرون أن لها امتداداً جغرافياً كان أو تاريخياً إلا مع الحجارة الفرعونية التي لا قوام حضارياً لها فكرياً، أو ثقافياً؛ إلا أنهم يؤكدون الانتماء إليها نكاية في أعدائهم الوحيدين الذين يرون هوية الأمة عربية إسلامية..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما يرى هؤلاء العلمانيون السلطويون أن التغريب هو المنهج الوحيد الصالح، كما قال كبيرهم </font></strong><a href="http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89" target="_blank"><strong><font size="4">سلامة موسى: "فلنولِّ وجهنا شطر أوروبا.. ونجعل فلسفتنا وفق فلسفته</font></strong></a><strong><font size="4">"، كما أنهم يرفضون الدين رفضاً قاطعاً (أو تركه في المنزل أو المسجد على أحسن تقدير): "</font></strong><a href="http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89" target="_blank"><strong><font size="4">ليس للإنسان في هذا الكون ما يعتمد عليه سوى عقله، وأن يأخذ الإنسان مصيره بيده ويتسلط على القدر بدلا من أن يخضع له</font></strong></a><strong><font size="4">".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وقد يشط بعضهم فيسرف في اتهام الدين، وصاحب رسالته بالكذب، والسرقة من الجد الفرعوني؛ فيقول أحدهم: "</font></strong><a href="http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=236382" target="_blank"><strong><font size="4">عرفت أن خالى.. ليس بخالى.. إنما هو راعى غنم.. خدعنى وكذب علىَّ حتى صدقته.. عرفت أن جدى.. هو أول من علم هذا الكذاب أن هناك حياة بعد هذه الحياة، وأن هناك عدالة اسمها ماعت، وأن هناك حساباً، وثواباً، وعقاباً... وأن هناك جنة وناراً، وكان هذا الخال الكاذب يؤمن بأن الأرواح تذهب إلى أرض الظلمات.. أرض «شيول». عرفت أن جدى كان أول من وضع قانوناً للأخلاق أسمى بكثير من قوانين هذا البدوى «برستد» كما أنه كان أول من وضع قانوناً لحقوق الإنسان «حور محب»</font></strong></a><strong><font size="4">".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">كما أن هؤلاء يرون في الانحراف الأخلاقي مستلزماً أساسياً من مستلزمات اللحاق بالغرب، والتبعية له، كما ينقل الشيخ الغزالي في كتابه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" عن جريدة "الأهرام" في رسالة نشرتها للدكتور/ مصطفى الديواني: "… لماذا لا نراجع أنفسنا وقوانيننا في حدود التطور العالمي الخلقي؟ فللشباب ثورته، ولا مفر من مهادنته بطرق محتشمة حتى يزهد في المرأة عندما يراها في متناول يده!".</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وهؤلاء السلطويون لا يستحون من التنقل بين الاشتراكية والرأسمالية، ومن الشمولية إلى الليبرالية، ما دام ذلك يبقيهم قريبين من السلطة، ومنافعها، وملذاتها؛ فقد كانوا في العهد الناصري اشتراكيين تقدميين، ثم صاروا في العهد الساداتي رأسماليين انفتاحيين، ثم هم الآن مع الاستقرار والجمود في عهد الاستقرار والجمود..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ينهلون دائماً من خير هذا البلد؛ فيتولون المناصب الثقافية، والصحافية، والإعلامية، ويحصلون على الجوائز التقديرية والتشجيعية؛ فيحصلون على الآلاف والملايين، والجاه، والشهرة؛ ثم يدعون أنهم قادة الثقافة والفكر لهذا المجتمع الجاهل المتخلف (!!) الذي لا يعرف مصلحته، ولا طريق نهضته.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وهم لا يشاركون أبداً في الهجوم على الاستبداد؛ بل لا يمانع بعضهم في مدح المستبدين؛ فقضيتهم الأساسية مهاجمة استبداد القرون الإسلامية الأولى (!!)، ولا يرون بأساً في السلطات الإلهية الممنوحة للحكام؛ لأنهم مشغولون بنقض الدولة الدينية المرسومة في أذهانهم، كما لا يهزهم إعدام مفكر أو معارض إسلامي بمحاكم استثنائية بدائية؛ لأنهم يبحثون في عدم صلاحية الشرع الإسلامي للدفاع عن الحرية الشخصية!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وتمكين المرأة هو قضيتهم الأساسية رغم أن لا حقوق في هذه البلاد للرجال ولا للنساء، ويحاربون الختان رغم أن مشروع إخصاء الأمة كلها يتقدم حيناً بعد آخر، ويدعون إلى حرية المرأة، رغم أن هذه المرأة لا تجد أصلاً من يسد رمقها ورمق عيالها!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">هم – في النهاية – معاول هدم مشغولة بالهدم لا بالبناء، وبالتخريب لا بالتعمير، وبالسفسطة لا بالعلم.. هم أذناب لمشروع غربي صهيوني لا يريد هذه الأمة إلا راكعة مكسورة، وخاضعة منهزمة؛ لتسير في الركب تنتظر الفتات لا في المقدمة قائدة للإنسانية..</font></strong></p> <p><strong><em><font color="#000080" size="4">إخواني.. أخواتي</font></em></strong></p> <p><strong><font size="4">إن نهضة الأمة تعتمد أساساً على اعتزازها بهويتها، والبناء على ثقافتها وتاريخها، ولن تقوم لنا قائمة، ولن نرى نهضة أبداً إلا انطلاقاً من هذه الهوية التي كنا بها يوماً قادة للعالم أجمع..</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-76846551711707899192010-05-16T08:31:00.001+02:002010-05-17T07:58:44.414+02:00الطريق إلى الفوضى (3) – توك شو<p><font size="4"><strong><a href="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S--ROxKfg5I/AAAAAAAAAhw/Rp6Cm3kSdMs/s1600-h/small5200961683712010703656%5B3%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="small5200961683712010703656" border="0" alt="small5200961683712010703656" src="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S--RPgM1RnI/AAAAAAAAAh0/ISm9n7H1O58/small5200961683712010703656_thumb%5B1%5D.jpg?imgmax=800" width="244" height="130" /></a> </strong></font><font size="4"><strong>استبشر كثير من الناس ببرامج استعراض الكلام "Talk Show". ورأوا فيها مساحة جديدة للحرية، والنقاش حول الهموم اليومية للمصريين.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وتنوعت هذه البرامج، وازداد عددها بشكل مطرد حتى أصبح لكل قناة مصرية برنامجاً يومياً خاصاً يغطي فترة السهرة، فيطرح مشاكل مصر، وأخبارها في شكل تقارير مصورة، أو مكالمات تليفونية، أو حوارات، أو مناظرات مباشرة.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ولكن الناظر المدقق لهذه البرامج بعد طول أمدها يجد أنها قد أصبحت صورة جديدة من صور الفوضى التي تعصف بالمواطن المصري منذ خروجه من بيته، مروراً بقضاء مصالحه، وأداء عمله، نهاية بعودته إلى منزله، وجلب تلك الفوضى إلى غرفة نومه من خلال برامج الرغي المباشر اليومية المسماة بالـ "توك شو".</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وقد برع أحد الكتاب في إيجاد تسمية حقيقية معبرة عن هذه البرامج؛ فأشار إليها بأنها </strong></font><a href="http://www.alarabiya.net/views/2009/05/20/73351.html" target="_blank"><font size="4"><strong>برامج "التوك توك شو"</strong></font></a><font size="4"><strong>؛ لما تتمتع بها من فوضى شبيهة بما تحدثه وسيلة النقل الحديثة (!) ثلاثية العجلات والمسماة بالـ "توك توك".</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ورغم السمو الظاهري لفكرة هذه البرامج من حيث أنها تعرض الصورة الحياتية لمشاكل الشارع المصري؛ إلا أن الممارسة الفعلية تؤكد أنها لم توجد إلا لتؤدي وظيفة جديدة في طريق المصريين إلى الفوضى، فهي:</strong></font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>برامج إعلانية – في البداية والنهاية – تستغل معاناة الناس في جلب مزيد من دقائق الإعلان، وأموالها إلى جيوب أصحاب القنوات، أو مموليها الحقيقيين.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تقدم الصور الشاذة الغريبة، وتسلط الضوء عليها بشكل مثير (مثل مهزلة شوبير – مرتضى، والكومي – العنزي، وهشام – سوزان، وغيرها).</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تثبت فساد النظام المصري بصورة جديدة مبتكرة؛ وذلك من خلال ادعاء الحياد في طرح قضايا الفساد، والاستبداد؛ فيظهر الفاسد في صورة جميلة منمقة مدافعاً عن نفسه، وعن فساده مقابلاً لمحامٍ، أو محترف للظهور الإعلامي؛ فيتناقشان، ويتناوشان عن قضية فساد ظاهرة للعيان، وذلك باعتبارها وجهات نظر. وبالطبع تتأصل هذه الصورة في ذهنية المشاهد في ظل غياب قسري للمعلومة الموثقة؛ فيصبح أمر الفساد حديثاً للتسلية، والترويح عن النفس (!!).</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تقدم مسكنات موضعية تحول طاقة الغضب الموجودة عند الناس إلى طاقة كلامية - فالطاقة لا تفنى - لا تقدم، ولا تؤخر.. ولا تصنع مستقبلاً أفضل، ولا تغير من واقع أسوأ.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تؤكد على أن السياسة في مصر ما هي إلا تفاصيل الحياة اليومية؛ فيكون النقاش حول الحصول على رغيف الخبز المدعم أولى من التحقيق الجدي حول تناقص المساحة المزروعة في مصر، واعتمادنا الكلي على استيراد القمح، ويكون الصراخ لغياب أسطوانة الغاز "البوتاجاز" أكثر أهمية من محاولة معرفة سر تصدير الغاز لعدونا الاستراتيجي (!) بسعر مدعم، وهكذا.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تصنع وتبرز نجوماً وهميين فارغين لا يقدمون قدوة حقيقية للمصريين؛ بما يعلي من قيم الفهلوة، والمحسوبية؛ فيصبح لاعبو الكرة، ورواد الملاهي، وصحفيو الأمن مفكري مصر، وقدواتها، ومحط أنظار أهلها.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تعمق السطحية الشديدة في مناقشة القضايا الحيوية والخطيرة التي تؤثر على الشارع المصري؛ فتغيب التحقيقات الجادة، والمناقشات الرصينة، وتظهر "الساندويتشات" سريعة التجهيز، و"الإفيهات" الركيكة؛ فقضية الفساد المنظم التي تقوض الحياة العامة في مصر تصبح مادة للرغي والرغي الآخر، وليس كما طرحها مثلاً </strong></font><a href="http://www.youtube.com/watch?v=_Lba_KDxeaw" target="_blank"><font size="4"><strong>د. عبد الخالق فاروق في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة</strong></font></a><font size="4"><strong>؛ من خلال وثائق وأرقام بما يستدعي محاولة الفهم، والمعرفة العلمية الدقيقة، وبما يفضح الفاسد، ويكشف ألاعيبه.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تقدم غوغائية شديدة في التعامل مع قضية الوطنية، والخلاف مع الآخر (العربي فقط)؛ فيتم إظهار قضايا اللهو، وأصحابها على أنها وأنهم ممثلو الوطنية الحصريون؛ فيصبح ركل الكرة، والتمثيل السينمائي قضايا وطنية تستدعي التعصب، والتشنج، وتستلزم قطع أواصر مئات السنين بيننا وبين إخوة لنا في الدين والقومية والجغرافيا، وما قضية الجزائر عنا ببعيد.</strong></font> </li> <li><font size="4"><strong>تصرف المصريين عن قضايا الأمة، وتعمق فيهم مبدأ "مصر أولاً"، مما يؤدي إلى تحقيق رغبة النظام المصري التابع في عزل مصر عن محيطها العربي والإسلامي الذي يضيف إليها ولا يخصم منها؛ فقضايا فلسطين والعراق والسودان والصومال وغيرها لا تعالج إلا من خلال ما يحدث للمصريين فيها – إن نوقشت - ولا تناقش من خلال أنها قضايا العمق، والبعد الاستراتيجي الحقيقي لمصر.</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4"><strong>قد يرى البعض مبالغة في هذه النقاط، وقد يراها مغرقة في نظرية المؤامرة؛ إلآ أني أتحدث هنا عن النتائج لا عن المقدمات..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>كما أننا نعرف جميعاً أن القنوات الخاصة المصرية مملوكة لرجال أعمال ترتبط مصالحهم بشكل مباشر بالنظام المصري، وأركانه؛ لذا فإن ادعاء البطولة، والاستقلالية وهم كبير قد يلهينا عما وراء الصورة وما تحويه من تفاصيل..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>إن هامش الحرية المزعوم ما هو إلا </strong></font><a href="http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=215158" target="_blank"><font size="4"><strong>حرية نباح</strong></font></a><font size="4"><strong>، محسوب الخطوات، ومحدد القسمات.. له دور مرسوم من أجهزة داخلية أو خارجية تلعب في عقول الفارغين الذين ينتظرون دائماً من يملأ عقولهم، ويلعب بعواطفهم..</strong></font></p> <p><strong><font color="#000080" size="4"><em>إخواني.. أخواتي</em></font></strong></p> <p><a href="http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=176414" target="_blank"><font size="4"><strong>اقرأوا</strong></font></a><font size="4"><strong> كي لا تكونوا مطية الساعين إلى الفوضى.</strong></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com6tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-26236884255267369862010-05-12T23:51:00.001+02:002010-05-13T00:20:48.196+02:00الطريق إلى الفوضى (2) – اختيار الأسوأ<p><font size="4"><strong><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="fasad" border="0" alt="fasad" src="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-si3USGAhI/AAAAAAAAAhs/RLWPt67_KdY/fasad%5B8%5D.jpg?imgmax=800" width="244" height="169" /><a href="http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=89217" target="_blank">سردت كتب الجاسوسية حكاية مشحونة بالدلالة تقول إن المخابرات المركزية الأمريكية جندت مسؤولا كبيرا في الاتحاد السوفيتي المنهار، كانت كل القرارات تنتهي إليه فيمررها أو يوقفها إلي الأبد، ولم تطلب منه أن يمدها بمعلومات أو خطط عسكرية، بل فقط أن يختار الأسوأ من بين كل قائمة تعرض عليه للمرشحين لشغل المناصب والمواقع القيادية والمهمة في البلاد، وبهذا سقطت الإمبراطورية التي كانت تمتد من ألاسكا إلي حدود اليابان، ومن القطب الشمالي حتي عمق القوقاز وآسيا الوسطي.</a></strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وقد نفهم فساد المسئولين السياسيين، وقد نستطيع أن نحلل أسباب اختيارهم؛ لأن الولاء المطلق في الأنظمة الشمولية – كما النظام المصري – هو المعيار الوحيد في اختيار المسئولين السياسيين.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وقد يفسد السياسيون، وتبقى الدولة قوية محافظة على هيبتها، ومتقدمة في مجالات عديدة علمية، أو ثقافية، أو رياضية، أو اقتصادية، أو غيرها – كما الحال في البلاد الشيوعية السابقة، وكما هو الحال في الصين حالياً؛ لأن معيار الكفاءة يبقى هو الأصل في عملية الاختيار للمسئوليات غير السياسية في مفاصل الدولة، وحركتها النهضوية (الجامعات، ومنابع الثقافة، والبحث العلمي، والمؤسسات المدنية، والدينية، و…).</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أما أن يكون الأسوأ (بأفعل التفضيل) هو الاختيار الأول في كل المجالات والمواقع السياسية، وغير السياسية؛ وأن يستمر ذلك عشرات السنين؛ حتي صار الأسوأ الحالي أسوأ من الأسوأ السابق؛ وهكذا؛ فإن هذا لدلالة خطيرة على قرب وقوع الفوضى التي يخطط لها أعداؤنا منذ زمن بعيد..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>لقد كان النظام الملكي في مصر فاسداً؛ بساسته، ومستشاريه، لكن لم يظهر هذا الفساد في الجامعات، أو المراكز البحثية، أو المعاهد العلمية، أو المؤسسات المدنية، والدينية؛ لأن قادتها كانوا الأكفأ؛ مما أثرى الحياة في مصر، وكون لها قاعدة صلبة من القادة، والعلماء، والمفكرين الذين حفظوا لها ريادتها (الناعمة على الأقل) بين الأمم..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ثم جاء النظام الناصري، وبدأت معايير الولاء والثقة تزيد عن معايير الاستقلالية والكفاءة، ثم تدهورت الأمور تدريجياً في العصرين التاليين حتى صار "كمال الشاذلي" رئيساً للمجالس القومية المتخصصة!! وصار رؤساء تحرير الصحف القومية من أمثال صاحب نظرية "</strong></font><a href="http://www.20at.com/masr/news/7548.html" target="_blank"><font size="4"><strong>طشة الملوخية</strong></font></a><font size="4"><strong>" في الخدمة القومية، وصاحب الغزل في "</strong></font><a href="http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=68301" target="_blank"><font size="4"><strong>لحم البعرور والبقلاوة بعجينة اللوز</strong></font></a><font size="4"><strong>" أثناء حرب لبنان 2006.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومسابقة الأسوأ لرؤساء الجامعات المصرية تصب قطعاً في مصلحة رؤساء العقد الأخير، وكذلك الحال في حالة عمداء الكليات، ورؤساء المراكز البحثية، والمناصب القضائية، والمؤسسات المدنية، والدينية، ومديري الإدارات التعليمية، وحتى المجالس المحلية، والعمد والمشايخ، وغيرها.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وحتى على مستوى رؤساء وقادة الأحزاب (المعارضة فرضاً) نجد أنك تنحدر من أمثال فؤاد سراج الدين، وخالد محي الدين، وإبراهيم شكري إلى زعامات جديدة مدجنة تفتقد الروح، والحياة، والشخصية..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وقد أشرت سابقاً إلى حديث </strong></font><a href="http://ikhwany.blogspot.com/2008/06/blog-post.html" target="_blank"><font size="4"><strong>د. جلال أمين عن شخصية رفعت المحجوب (رئيس مجلس الشعب السابق)، ورأيه فيه</strong></font></a><font size="4"><strong>؛ وكيف أنه تولى هذه المنصب؛ لأنه الأسوأ؛ إلا أن مقارنة سريعة بينه وبين خلفه صاحب النظرية الفذة في تقليل سنوات التعليم المصرية؛ وصاحب نظرية إدارة حضانة مجلس الشعب الحصرية، تؤكد لنا أن منحنى سوء الاختيار ينحدر بسرعة أشد مما نتخيل.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>إن الأنظمة الفاسدة الضعيفة تحمي نفسها دائماً بإحاطتها، وحماية مصالحها بأدنى الناس منزلة، وأعلاهم تملقاً؛ فهي لا تحتمل رؤية صاحب رأي؛ لأنها أضعف من أن تقنعه؛ وأخوف من أن تطمئن إلى استقلاليته؛ فتبحث عن المسوخ، وأصحاب العقول الفارغة؛ لأنهم يرون السلطة أعلى منهم، ومن قدراتهم؛ فيلتصقون بها، ويغترفون من كنوزها؛ فتصبح المصلحة متبادلة بين ضعيف، وأضعف منه، وفاسد، وأفسد منه، وغبي، وأغبى منه!!!</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ولكن هذه الأنظمة لا تدرك أنها بفعل ذلك تجر بلادها إلى طريق الفوضى؛ لكي تسلمها في النهاية طرية لينة ليد أعدائها..</strong></font></p> <p><strong><em><font color="#000080" size="4">إخواني.. أخواتي..</font></em></strong></p> <p><font size="4"><strong>فليحاول كل منا أن يرفض تولى الأسوأ زمام إدارته المباشرة؛ لأن الأشد سوءاً قادم لا محالة إن استسلمنا لأصحاب السوء أولئك..</strong></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-62152761642049631542010-05-10T03:20:00.001+02:002010-05-11T13:02:56.571+02:00الطريق إلى الفوضى (1) – نظام الـ "يوترن"<p><a href="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-dfFa9q4GI/AAAAAAAAAhU/R58xRWZgTFU/s1600-h/343px-U-turn_svg%5B3%5D.png"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="343px-U-turn_svg" border="0" alt="343px-U-turn_svg" src="http://lh5.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-dfGrOXV1I/AAAAAAAAAhY/k-CBxRLRpUU/343px-U-turn_svg_thumb%5B1%5D.png?imgmax=800" width="244" height="136" /></a> <strong><font size="4">"يو ترن"، أو "لف وارجع تاني" طريقة مرورية تستخدم على نطاق ضيق في العالم أجمع في الطرق السريعة، أو في طرق خاصة لا يمكن فيها استخدام إشارات المرور.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وشاءت العبقرية النظامية المصرية أن تستبدل تلك الطريقة ذات الاستخدام المحدود بطريقة إشارات المرور المعروفة عالمياً؛ وتعممها على كافة الطرق في جمهورية مصر العربية؛ ليكون ذلك تعبيرا دقيقاً عن واقع النظام المصري نحو الشعب الذي يتحكم فيه..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">فنظام الـ "يو ترن" المصري:</font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="4">لا يعترف بحقوق المشاة؛ فعلى المشاة دائماً نطق الشهادتين حين اتخاذ القرار الجريء بعبور الشارع للجهة المقابلة؛ وهم هنا يمثلون سكان مصر الأخرى الذين أهملهم النظام؛ فهم ينطقون بالشهادتين أيضاً حين دخولهم إلى مستشفى حكومي، أو قسم شرطة، أو حين يأكلون طعاماً مسرطناً لا بديل لهم عن ابتلاعه؛ لكي يعبروا سريعاً إلى الطريق المقابل (الدار الآخرة).</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">لا يعترف بفكرة إشارات المرور؛ فيعبر كل سائق سيارة طريقه <a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-dfIQLnRwI/AAAAAAAAAhc/g-gy-gmpVFk/s1600-h/49938%5B9%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: 0px; border-left-width: 0px; margin-right: 0px" title="49938" border="0" alt="49938" align="left" src="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-dfKiIpmMI/AAAAAAAAAhg/wb9HcVisf1o/49938_thumb%5B7%5D.jpg?imgmax=800" width="121" height="121" /></a> بالفهلوة، والتناحة، والتضييق على الآخرين؛ أي "كله ياخد حقه بدراعه"، وهو ما يعبر عنه النظام بتغييب القانون في كافة مناحي حياة المصريين؛ لكي تتحقق القاعدة الذهبية "مولد وصاحبه غايب".</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">يغني عن وجود رجال تطبيق القانون؛ فالـ "يو ترن" لا يحتاج إلى قانون، ولا إلى قواعد؛ فالكل ماشي، والكل راجع؛ مع العلم بأنهم يتواجدون بكثافة عند عبور شخصية مهمة؛ وهو عين فعل النظام مع المصريين؛ فترى الجحافل منهم عند تأمين موكب، أو قمع مسيرة، ولا تجد لهم أثراً عند حصول حريق، أو حدوث سرقة؛ فالشرطة ليست في خدمة الشعب، بل في خدمة النظام.</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">لا يحتاج إلى تكاليف كثيرة؛ فالقضية تنحصر في كسر رصيف (بعد إنشائه)، وتدوير حافته المكسورة؛ ولا حاجة حينئذ لأعمدة، وكاميرات، وإضاءات؛ فالنظام يحتاج هذه الأموال لتقسيمها على رجاله الأوفياء؛ و"القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود".</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">يحقق نظرية الفوضى المطلوبة بشدة لحماية النظام؛ فالشعب المنظم العارف لحقوقه خطر على أي نظام فاسد، وظالم.</font></strong> </li> </ul> <p><strong><font size="4">ورغم ما قلته سابقاً بأن قوى الاحتلال الغربي ما تركت بلادنا، إلا وهي مطمئنة على مصالحها في المنطقة؛ إلا أن اللعبة وقتها كانت تسمح بوجود أنظمة قوية تدير الشأن الاجتماعي للناس؛ فتوفر لهم المسكن، والملبس، والوظيفة.. أما الآن فإن مرحلة "الفوضى الخلاقة" تستدعي وجود أنظمة فارغة "يو ترنية"؛ فلا تحافظ للمجتمع على قيم، ولا ثوابت، ولا تقوم بمهمتها في رعاية مصالح الناس، أو الحفاظ عليها..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وهذا وللأسف هو عين الحقيقة للنظام الحاكم حالياً.. فهو نظام يحافظ على وجوده بكل قوة، ولا يقوم في المقابل بمهمته الأساسية  في تسيير شئون البلاد والعباد؛ حتى صار الأمر فعلاً أقرب ما يكون إلى الفوضى التي ستأكل الأخضر واليابس إن آجلاً، أو عاجلاً، إن استمر الحال على ما هو عليه..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">نظام "لف وارجع تاني" يدعي الحفاظ على الاستقرار في كل شيء.. </font></strong></p> <ul> <li><strong><font size="4">في السياسة الخارجية: فهو لا يريد حرباً، ولا يريد إغضاباً لمن بيدهم المعونة، وأوراق اللعبة. </font></strong></li> <li><strong><font size="4">في السياسة الداخلية: فهو لا يريد دكتاتورية صريحة، ولا ديمقراطية أيضاً؛ ولكنه يريد شيئاً أقرب للمسخ منه إلى الجسم <a href="http://lh5.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-dfUC2VgBI/AAAAAAAAAhk/fYK8wWXCtOc/s1600-h/shapeimage_2%5B4%5D.png"><img style="border-right-width: 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: 0px; border-left-width: 0px; margin-right: 0px" title="shapeimage_2" border="0" alt="shapeimage_2" align="left" src="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-dfXNQzdYI/AAAAAAAAAho/N9Md9b6FJBs/shapeimage_2_thumb%5B2%5D.png?imgmax=800" width="193" height="145" /></a>القابل للتوصيف، وهو يريد أن يحكم منفرداً، ولكنه أيضاً يريد أحزاب معارضة صنعها بنفسه، وهو لا يريد الإخوان، ولكنه أيضاً لا يعالج قانونية وجودهم، وهو يريد انتخابات، ولكنها تفصيل، وهكذا..</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">في الحفاظ على الموارد: يؤجل مناقشة مياه النيل؛ لأنه مشغول بما هو أهم!! وبيبع الغاز لعدونا الاستراتيجي بأرخص من ثمن بيعه للمصريين أنفسهم؛ لأنها اتفاقات قديمة تم اكتشافها فجأة!! ويبيع القطاع العام؛ لأنه معيق لعملية التنمية، ويستبدل به "المولات"، و "الهايبر ماركتس"!!</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">في التعليم: يترك من يشاء يفعل ما يشاء.. مدارس أمريكية، وبريطانية، وفرنسية، وألمانية، وتركية، و…، وهو في حالة احتيار بين إلغاء 6 ابتدائي، أو الابقاء عليها، وتطبيق نظام الثانوية القديم، أم الجديد، وتطبيق الكادر، أو إلغائه؛ أما التعليم نفسه، وتطويره والرقي به؛ فقضية تتعارض مع نظرية "اليو ترن"!!!</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">في الصناعة: تخصصنا في الصناعات المرفوضة غربياً كالأسمنت، والأسمدة، والحديد والصلب، والكيماويات، وغيرها؛ وهي مملوكة في معظمها لأجانب أيضاً! وفضلنا في الصناعات الخفيفة استيراد الصيني بدل من "وجع دماغ" التصنيع، أما التقنية فالدخول فيها شر لا يريد مواجهته..</font></strong> </li> <li><strong><font size="4">في الزراعة: كنا بلداً زراعياً وصرنا ولا فخراً بلداً مستورداً لمعظم طعامه، وكانت لدينا أرض زراعية خصبة، تحولت أيام الانتخابات إلى أراض تدخل كردون المباني!!</font></strong> </li> </ul> <p><strong><font size="4">هذا النظام فعلاً يجر مصر جراً عنيفاً إلى بداية طريق الفوضى، وأشك صراحة فيمن يعتمد نظام الـ "يو ترن" كمنهج حياة أن يستطيع وقاية مصر من شر هذا الطريق..</font></strong></p> <p><strong><font color="#000080" size="4"><em>إخواني.. أخواتي</em></font></strong></p> <p><strong><font size="4">التغيير هو الحل..</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-81656885804238350312010-05-08T12:19:00.001+02:002010-05-10T03:52:55.566+02:00الفوضى الخلاقة<p><font size="4"><strong><a href="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-U6lMXh78I/AAAAAAAAAhE/QjTmfA29b9Q/s1600-h/st_iraq_bombing_afp_gi_jpg_-1_-1%5B3%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="st_iraq_bombing_afp_gi_jpg_-1_-1" border="0" alt="st_iraq_bombing_afp_gi_jpg_-1_-1" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-U6l5n1RqI/AAAAAAAAAhI/QTwUpzHlL1s/st_iraq_bombing_afp_gi_jpg_-1_-1_thumb%5B1%5D.jpg?imgmax=800" width="244" height="184" /></a> </strong></font><font size="4"><strong>لم تكن كلمات "</strong></font><a href="http://islameiat.com/cms10/php/vision/show1.php?aid=130" target="_blank"><font size="4"><strong>كونداليزا رايس" عن "الفوضى الخلاقة"، وكلمات "روبرت ساتلوف" عن "اللاستقرار البناء"</strong></font></a><font size="4"><strong> مجرد كلمات عابرة، أو وجهة نظر تخص مطلقيها؛ ولكنها أصبحت منهجاً جديداً تبنته الإدارات الأمريكية، والغربية المتعاقبة في رؤيتها لشكل المنطقة في المرحلة القادمة بما يحافظ على المصالح الخاصة لهذه الدول.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وكما نجحت التجربة في العراق، وانطلقت في السودان، وكرة ثلجها تتحرك في اليمن؛ فإن إرهاصاتها، ومعاولها قد بدأت في </strong></font><a href="http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout&cid=1171897368380" target="_blank"><font size="4"><strong>مصر (الجائزة الكبرى)</strong></font></a><font size="4"><strong>.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>فالناظر إلى حال مصر سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وفكرياً يدرك تمام الإدراك أن أيدٍ تعبث في الخفاء لإيصال هذا البلد العظيم لمرحلة “العرقنة”.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>هذه "العرقنة" المصرية ما هي إلا "فوضى خلاقة" جديدة، ولكنها على نار هادئة..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>"فوضى خلاقة" ينفخ في رمادها، ولكن لا يسكب عليها "البنزين"؛ فالنار في المرحلة الحالية قد توقظ الغافل، وتلسع الجار "الاستراتيجي".</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>والخوف من يقظة قاهري التتار، وقاطعي دابر الصليبيين يستدعي التأني الشديد، والحذر الأشد؛ لذا فلتكن "فوضى" مصر ناراً تشتعل داخلياً، وتمور بفعل الأبناء لا الغرباء حتى يحين الموعد؛ فتكون القاصمة التي تنتهي بهأ آخر </strong></font><a href="http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-15-127399.htm" target="_blank"><font size="4"><strong>الحروب الصليبية</strong></font></a><font size="4"><strong>.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ورغم أني أدرك تماماً أن الاحتلال الأجنبي ما ترك بلادنا بقواته العسكرية؛ إلا وهو مطمئن تماماً أن الحكام "الوطنيين" الجدد سيحققون له مصالحه الاستراتيجية، إما "اتفاقاً" باختيارهم بشكل مباشر، بعد صناعتهم، وتلميعهم، أو "تغاضياً" بتمهيد الطريق أمام الأسوأ، والأجهل، والأظلم؛ فتتحقق المصالح أيضاً، ولكن بشكل غير مباشر..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>لذا فقد سمحت هذه السياسة في الخمسين سنة الماضية بانتهاك قوى هذه الشعوب، وامتصاص طاقتها بعد امتصاص ثرواتها.. فقد سمحت بتخلف البلاد والعباد، والانشغال بالسفاسف، والبعد عن الجادة؛ حتى صارت هذه الشعوب بحكامها كالعجينة الطرية في يد المحتلين القدامى؛ فتشكلها كيف تشاء، أو صارت مهلهلة لا تقوى على مقاومة محتل عسكري جديد كما في حالة العراق، أو الصومال، أو صارت تابعة لا تقوى على قول "لا" في وجه أفكار، أو توجهات تستلزمها مرحلة الخضوع الجديدة كما في حالة معظم البلدان الأخرى.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومصر (قلب المنطقة ورئتها الطبيعية) أصبحت من الفئة الثانية (التابعة)؛ فسار نظامها في الركب طوعاً بطول عمر، وضعف كفاءة، وقلة حيلة..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وصار أهلها باحثين عن لقمة عيش عزيزة أنستهم حرية أعز، وعن شربة ماء نظيفة ألهتهم عن أوساخ فساد قذر، وعن وظيفة تحفظ حياة أغفلتهم عن ذلة تدوس الجبين كما تدوس الأرض..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>فمن "إسرائيل" صديقنا "الحميم" الذي يعلن الحرب من قلب قاهرة المعز دون عتاب أو ملام.. إلى "</strong></font><a href="http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=249541" target="_blank"><font size="4"><strong>مصر أولا</strong></font></a><font size="4"><strong>" التي لا ترى في "القدس" عنواناً لمقدس، أو كرامة..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومن نواب "سميحة" إلى نواب "الكيف" إلى نواب "الهروب من التجنيد" إلى نواب "سب الدين" إلى نواب "الرصاص"..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومن حكومة رجال الأعمال مهربي المليارات، ومالكي الشواطئ<a href="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-U6mqlGdYI/AAAAAAAAAhM/lCIJupT2XCo/s1600-h/072119%5B4%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: 0px; border-left-width: 0px; margin-right: 0px" title="072119" border="0" alt="072119" align="left" src="http://lh5.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S-U6nTiybPI/AAAAAAAAAhQ/aepnZZm8N74/072119_thumb%5B2%5D.jpg?imgmax=800" width="177" height="135" /></a> والاستراحات، إلى الشركات المباعة بـ "الملاليم"، إلى حارقي القطارات، وقاتلي ركاب العبارات..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومن أصحاب الفتاوى الذين لم يتلقوا علماً منهجياً؛ فيفتون، ويلهون، ويخدرون إلى شعب الكنيسة وصاحبها رئيس دولة القبط الجديدة..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومن تعليم مخرب للعقول، مسبب للتياسة والبلادة، إلى تصدر الجهال، وتقديمهم على أصحاب الكفاءة والمهارة..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومن ماء ملوث، إلى زرع مسرطن، إلى هواء خانق، وأمراض فتاكة..</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>ومن … إلى …</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>يبقى السؤال:</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أين المصريون؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وهل يدركون حقاً ما يحاك بهم؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وهل يعلمون فعلاً مواطن الخلل، ويسعون لإزالتها؟</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>أم أننا كالذبيح الذي ينظر إلى السكين المسنونة تقترب من رقبته، وهو تائه.. ساهٍ.. غافل؟</strong></font></p> <p><em><font color="#000080" size="4"><strong>إخواني.. أخواتي</strong></font></em></p> <p><font size="4"><strong>فلنحاول أن نعلم ما يحاك بنا، وأن نبصر من حولنا بالخطر القريب جداَ منا؛ حتى نسعى إلى تغييره، ونحن على بصيرة، ونحن أقوى عزما، وأصلب عوداً؛ فالتاريخ لن يرحم؛ و{اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.</strong></font></p> <p><font size="4"><strong>وهذا ما سأحاول فعله في السلسلة القادمة إن شاء الله. </strong></font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com5tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-71618588750137877272010-03-31T01:27:00.001+02:002010-04-01T01:11:12.878+02:00رسائل إلى الدعاة - في الزواج<p><strong><font size="4"><a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S7KI4R8QRHI/AAAAAAAAAgs/WVvufK9Eo84/s1600-h/1_709571_1_34%5B4%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="1_709571_1_34" border="0" alt="1_709571_1_34" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S7KI5fdS8UI/AAAAAAAAAgw/E7g-H8YP3gU/1_709571_1_34_thumb%5B2%5D.jpg?imgmax=800" width="260" height="211" /></a> </font></strong><strong><font size="4">كانت بيوت الملتزمين (الدعاة) – أكثر البيوت المصرية استقراراً، وترابطاً؛ وذلك أولاً: للمعرفة الصحيحة بمتطلبات وغاية الزواج في الإسلام، وثانياً: لوحدة الهدف (إنشاء البيت المسلم) بين ركني البيت الأساسين (الزوج، والزوجة).</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وكان عامة الناس يتعجبون وقتها من بساطة زواج الملتزمين (الدعاة).. بساطة الاختيار، وبساطة الاتفاق، وبساطة الفرح، وبساطة البيت.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وخير معبر عن هذه البساطة الشديدة (الأقرب لروح الإسلام) ما ذكره د. إبراهيم الزعفراني في مذكراته الشخصية (</font></strong><a href="http://www.zafarany.com/" target="_blank"><strong><font size="4">مدونة الزعفراني</font></strong></a><strong><font size="4">)، عن </font></strong><a href="http://www.zafarany.com/2007/08/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%81%d8%a9-%d9%88%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%88%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%b3%d8%b1/60" target="_blank"><strong><font size="4">كيفية زواجه من أ. جيهان الحلفاوي</font></strong></a><strong><font size="4"> (جيل السبعينات)، و</font></strong><a href="http://www.zafarany.com/2007/06/%d8%b2%d9%88%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%aa%d9%89-%d8%ad%d9%81%d8%b5%d8%a9-%d9%88%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%aa%d9%89-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/34" target="_blank"><strong><font size="4">كيفية تزويجه لبناته</font></strong></a><strong><font size="4"> (جيل التسعينات)، وكان هذا النموذج مثالاً يتطلع إليه جل – إن لم يكن كل – الملتزمين..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ولكن ما أراه، وما أسمع عنه حالياً في أمر الزواج، يؤكد أن المجتمع هو الذي يجر الملتزمين إليه، بدلاً من أن يرتقي هؤلاء الدعاة بالمجتمع؛ ليقتربوا سوياً من روح، وتعاليم الإسلام في بناء لبنة المجتمع المسلم الأولى (البيت).</font></strong></p> <p><strong><font size="4">والخلل البادي لا يظهر في مرحلة واحدة من مراحل بناء هذا البيت (اللبنة)، بل صار متعدياً إلى كل المراحل.. بداية من الاختيار حتى العشرة، ونهاية حتى بالتسريح (الذي كان بإحسان).</font></strong></p> <p><strong><font size="4"><em>أولا: الاختيار:</em></font></strong></p> <p><a href="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S7KI6cP2NoI/AAAAAAAAAg0/gPN-EzCFcz0/s1600-h/Wedding_now%5B7%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="Wedding_now" border="0" alt="Wedding_now" src="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S7KI7XbkpmI/AAAAAAAAAg4/iX-XQ5bsOTs/Wedding_now_thumb%5B5%5D.jpg?imgmax=800" width="326" height="246" /></a> <strong><font size="4">صار شباب هذه الأيام (بنين وبنات) عند اختيار زوج المستقبل مصروعاً بأوهام الدنياً، ومتعلقاً بستائرها الواهية، وباحثاً عن سعادتها المفقودة، وسار في هذا الركب شباب الملتزمين، ولكن بمقاييس أكثر تعقيداً..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">فالشاب العادي يبحث عن جميلة الجميلات بنت الحسب والنسب؛ أما الشاب الملتزم فيبحث عن فائقة الجمال؛ لأنه يريد العفاف، وعن قوَّامة الليل صوَّامة النهار؛ لأنه يريد ذات الدين، وعن العاطفية (الرومانسية) الرقيقة؛ لأنه يريد السكن والمودة، وعن الخجولة الحيية المطيعة؛ لأنه يريد الرجولة المكتملة بالقوامة، وعن ربة المنزل الماهرة؛ لأنه يبحث عمن تخدمه، وتخدم أهله، وقد يزيد بعضهم فيبحث عن المرأة العاملة؛ لأنه يريد المساعدة..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ويكتمل المشهد قتامة حين يدخل صاحبنا في دائرة البحث عن الإبرة في كومة القش، فلا يجد؛ لأنه لا يعرف أصلاً – بحكم التزامه – شيئاً عن عالم النساء؛ فيظل يبحث عن “صاروخ” جمال لا يعرف أبعاده، ولا سرعة انطلاقه، وعن حياء لا يستطيع أن يفرق بينه وبين الخجل (الكسوف المصطنع)، وعن رقة وعاطفة لا يستطيع أن يميزها عن التلون، وتقعير الكلام..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">فأسمع من أستاذ في الجامعة يدخل بحكم سنه ومكانته في مشاريع زواج، عمن يضع مواصفاته في عروس المستقبل أن تكون شبيهة بـ “ليلى علوى”.. إي والله.. “ليلى علوي”!!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وأسمع عمن يشاهد، أو يدخل 10 أو 20 بيتاً؛ فلا يجد “الموديل” المناسبة التي تحقق أحلام “الفتى الطائر”.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وعلى الجانب الآخر، تبحث الفتاة - وإن كانت هي الطرف الأضعف في هذه المعادلة – عن فارس الأحلام.. الوسيم.. حامل مفاتيح السيارة، والشقة، والشاليه.. الخالي من منغصات الحموات والعمات.. المحب لأكل المطاعم عن طعام البيت.. وكذلك المتدين “المودرن” غير المعقد، والمتفتح؛ فترفض الجاد؛ لأنه متجهم، والبسيط؛ لأنه فلاح، والبار بأمه؛ لأنه “ابن أمه”، وهكذا..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ونتيجة هذه الدائرة الجهنمية تأخر في الزواج، واختلال في الاختيار، وتقويض لأسس بيت يرجى منه نهوض بأمة، وتغيير لمجتمع..</font></strong></p> <p><strong><font size="4"><em>ثانياً: مصاريف الزواج</em></font></strong></p> <p><strong><font size="4">معظم جيلي تزوج بمجمل تكاليف لا تزيد عن عشرة أو عشرين ألف جنيه، مع دين بسيط مقدور على السداد..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">أما الآن؛ فلقد أصبح هذا الرقم مضروباً في عشرة، وقد يزيد.. ما بين شبكة، وأثاث، وهدايا، وأجهزة، وتشطيبات، ومستلزمات، وقاعة، وزينة، و…</font></strong></p> <p><strong><font size="4">فرغم أن نِسب الزواج قد قلت، والظروف الاقتصادية قد ساءت إلا أن حب البذخ والمظهرة، والمبالغة في فرض الشروط، والاتفاقات قد زاد!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">أعرف شاباً لديه شقة (تمليك)، وخصص له والده مبلغاً معقولا من المال للشبكة، والزواج، وقد كان ذلك كافياً جداً لأن يتم زفافه بلا ديون، أو التزامات نحو الغير؛ إلا أن أهل العروس (الملتزمين) أبَوا إلا أن يبدأ صاحبنا حياته مَدِيناً مقتطعاً من راتبه الصغير ما يسد به الدَّين، ويرفع عن كاهله الحرج!!!</font></strong></p> <p><strong><font size="4">وقد صارت قاعات الأفراح والتي تُحجز بآلاف الجنيهات (رغم عدم يسار العريس) بنداً أساسياً من بنود الإرهاق، والعنت، والمشقة؛ لكي يكتمل التفاخر، ويرضى الأهلون.</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ويبقى الأصل في هذه الأشياء “لينفق ذو سعة من سعته”؛ أما أن نتداين، ونقترض، ونمد الأيادي، لنبدأ حياة جديدة ملؤها الضغط العصبي، والشعور بهَمِّ الليل، وذُلِّ النهار؛ فهو ما لايرضاه دين، ولا يباركه الخالق..</font></strong></p> <p><strong><font size="4"><em>ثالثاً: الحياة الزوجية</em></font></strong></p> <p><a href="http://lh5.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S7KI8Lpiz1I/AAAAAAAAAg8/abY149afAUo/s1600-h/After_Wedding%5B7%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: block; float: none; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: auto; border-left-width: 0px; margin-right: auto" title="After_Wedding" border="0" alt="After_Wedding" src="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/S7KI9EPRzpI/AAAAAAAAAhA/G0oJ5hQEJ70/After_Wedding_thumb%5B5%5D.jpg?imgmax=800" width="322" height="250" /></a> <strong><font size="4">ما كنت أسمع أبداً  في بداية التزامي عن حالة طلاق واحدة في بيت من بيوت الملتزمين، وما كنت بالتالي أسمع عن خلافات، واستدعاء للأهل، ولجان الصلح للإصلاح بين زوجين ملتزمين مختلفين..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ولكن الأيام قد دارت، وصرنا نسمع عن طلاق، وعن بيوت مخلخلة (وإن قلَّت)، وعن خلافات مادية، وعائلية لم يراع فيها لا سكن، ولا مودة، ولم يراع فيها ميثاق غليظ..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">أُخبَر عمن طلق زوجته وهو في سن الخمسين، وأسمع عمن يرفض زيارة أهل زوجته، وأسمع عمن يمنع زوجته من زيارة أهلها..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ونعلم عن بيوت غاب فيها الوفاق رغم استمرار الحياة خوفاً فقط على الأولاد؛ فيعيش فيها الزوجان كالأجانب..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ويبقى دائماً كل طرف ناظراً لنفسه وحقوقه يحاسب رفيقه عليها، وينسى دائماً أن يحاسب نفسه على واجباته؛ فتختل المعادلة، ويغيب الميزان، وتتقطع – تدريجياً – أواصر السكن والمودة..</font></strong></p> <p><strong><font color="#004080" size="4"><em>إخواني.. أخواتي</em></font></strong></p> <p><strong><font size="4">أعلم تماماً أن هذه الأمور ما زالت أقل من نظيراتها عند غير الملتزمين؛ ولكنى أرى بوضوح شديد أنها تزداد يوماً بعد يوم، وما لم نكن نتصوره في الماضي أصبحنا نراه شاخصاً أمام أعيننا في الحاضر..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">ولذلك فإن لم نرجع لربنا، ونتقِه، وندرك حكمته في الزواج؛ فإننا ضائعون لا محالة..</font></strong></p> <p><strong><font size="4">والبيت الخرب لا يبنى عليه مجتمع، ولا تنهض به أمة..</font></strong></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-7856635790587927822010-01-02T01:41:00.001+02:002010-01-02T01:41:41.572+02:00المُقلـِّدون<p><font size="4">ما عرف التاريخ أبداً أمة، أو فكرة قامت على أكتاف المُقلدين..</font></p> <p><font size="4"></font><font size="4"><a href="http://lh5.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/Sz6IIkukOrI/AAAAAAAAAgY/xtmDlbHgmj4/s1600-h/WoodSheild5%5B4%5D.jpg"><img style="border-bottom: 0px; border-left: 0px; display: block; float: none; margin-left: auto; border-top: 0px; margin-right: auto; border-right: 0px" title="WoodSheild5" border="0" alt="WoodSheild5" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/Sz6IJVoG9kI/AAAAAAAAAgc/t2oo1tn0B4w/WoodSheild5_thumb%5B2%5D.jpg?imgmax=800" width="153" height="195" /></a> </font><font size="4">فالمُقلد يرى أن دوره الوحيد هو الحفاظ على أفكار أسلافه، ومعلِّميه..</font></p> <p><font size="4">يرى أن الخير – كل الخير – في الاتباع، وأن الشر – كل الشر – في الابتداع..</font></p> <p><font size="4">لا يستطيع المقلد أن يفرق بين ما ينهى الله عن الابتداع فيه من أمور العقيدة والعبادة، وبين ما اجتهد مُعلِّمُه فيه من وسائل، وأساليب، تجدد أمر الدين؛ فيضع الجميع في سلة واحدة، فلا يفارق اجتهاد معلمه – فيما يستحق الاجتهاد – قدر أنملة..</font></p> <p><font size="4">يفعل المقلد ذلك رغم أنه يعلم – يقيناً – أن أستاذه متهم بالابتداع فيما اجتهد؛ لأنه خرج عن مألوف زمانه، وتقليد علمائه..</font></p> <p><font size="4">والمُقلد لا يرى متغيرات؛ فكل تعاليم أستاذه ثوابت؛ فـ “الاسم” ثابت، و”الشعار” ثابت، و”الوسيلة” ثابت..</font></p> <p><font size="4">كما أن المقلد جندي ينتظر توجيهاً من أستاذه، وإرشاداً من قائده؛ فإن ساقته الأقدار إلى القيادة ظل مطيعاً لأستاذه – وإن غاب، وغابت ظروفه – وطلب من جنوده تقليد ما رآه، واتباع ما سمعه..</font></p> <p><font size="4">وإن اقتضت القيادة على “المقلد القائد” أن يكتب، أو يرشد، تراه يستشهد بما قال “الأستاذ”، وبما فعل “الأستاذ”..</font></p> <p><font size="4">فالمقلد ضيق الأفق.. ناظر تحت قدميه..</font></p> <p><font size="4">لا يملك من المهارات الكثير.. وإن ملك من المهارات شيئاً فهي في الحركة فقط؛ لأن روحه روح جندي وإن تولى القيادة..</font></p> <p><font size="4">لذا فالمقلد يرى في الفكر خطراً، وفي التجديد خطلاً..</font></p> <p><font size="4">ويسهل على أعداء المقلد خداعه؛ فردود أفعاله محفوظة؛ لأن قضيته ما <a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/Sz6ILZmwi4I/AAAAAAAAAgg/4od8inxXC1o/s1600-h/house_cracked_due%5B5%5D.jpg"><img style="border-bottom: 0px; border-left: 0px; display: inline; margin-left: 0px; border-top: 0px; margin-right: 0px; border-right: 0px" title="house_cracked_due" border="0" alt="house_cracked_due" align="left" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/Sz6IMfySkZI/AAAAAAAAAgk/1KXOFFFNtQg/house_cracked_due_thumb%5B3%5D.jpg?imgmax=800" width="206" height="159" /></a> زالت فيما مضى؛ فيسرف العدو في الهجوم عليه من الباب الذى يتمترس خلفه؛ فيتلقى الصدمات، والضربات، وهو ثابت لا يتزحزح.. صلب لا يلين!! وهو لا يدري – لضيق أفقه – أن عدوه يحفر أنفاقاً تحت البيت تقوض جدرانه، وتخلخل أسسه؛ ولكنه – رغم ذلك – سعيد ببقاء الباب الذي يحفظ على البيت أمنه!!</font></p> <p><font size="4">والمقلد يأنس لمن هم على شاكلته، يقدمهم على أقرانهم؛ لأنهم على دربه سائرون، وعلى عهده محافظون!!</font></p> <p><font size="4">كما يرفض أيضاً أن يشاركه في القيادة من كان له شبهة رأي، أو من أراد أن يستوقف القافلة حيناً، فيسألها: إلى أين المسير؟!</font></p> <p><font size="4">وللمقلد حجة ضعيفة، تمنعه عن الخروج من جدران بيته المقفول؛ فلا ترى له في عموم الحياة أثراً؛ فهو في داره يصعد، ويهبط، يجول ويصول، وخارج بيته ترمد عينه، ويضعف سمعه، ولا تقوى على حمله قدماه؛ فيؤثر السلامة، ويترك أمر الخروج لـ “مبتدعين” اقتضت الحاجة أن يبقوا معه في الدار التى يسكنها..</font></p> <p><strong><em><font color="#0000a0" size="4">إخواني.. أخواتي</font></em></strong></p> <p><font size="4">إذا أردتم أن تروا نور الشمس، ورحابة الدنيا..</font></p> <p><font size="4">وإذا أردتم أن تخرجوا للدنيا الكنوز التي في حوزتكم، واللآلئ التي في خزائنكم..</font></p> <p><font size="4">فاطلبوا من هؤلاء التنحي؛ فالبيت كاد أن يخر سقفه على ساكنيه..</font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-74477580883427796462009-12-22T09:03:00.001+02:002009-12-22T09:03:12.421+02:00من معالم الحق<p><font size="4">“إن التجارب التي بلوتها في الأيام الأواخر ردت إلىّ الصواب فيما يمس تقدير الناس وتقويم منازلهم واكتشاف خباياهم…</font></p> <p><font size="4">عرفت لماذا أحس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الرجال قليل، وأن نسبتهم فيمن ترى لا تكاد تبلغ الواحد في المائة؛ ولذلك قال: {الناس كإبل مائة لا تجد فيهم راحلة}.</font></p> <p><font size="4">أجل. إن الذين يُعوَّل عليهم في اقتحام الصعاب وتحطيم العقبات، وإدراك الغايات أندر – إلى حد بعيد – مما يفرضه حسن الظن وتوقع الخير.</font></p> <p><font size="4">وما أحكم قول الله عز وجل: ((<strong>وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ</strong>))…</font></p> <p><font size="4">وإلى جانب قصور الهمم ووهن المناكب وضعف الإدراك وما إلى ذلك من رذائل العجز المبعثرة بين العامة والهمل، تجد رذيلة أخرى إذا لحقت بالأقوياء شانتهم وحطمتهم، وهي سوء النية، أو بتعبير أدق، غش النية.</font></p> <p><font size="4">فإن القصد المدخول يجعل الرجل يأتي عمل الأخيار – وهو بضميره بعيد عنهم – فيخرج منه ضعيفاً لا يصل إلى هدفه، أو منحرفاً لا ينتهي إلى موضعه.</font></p> <p><font size="4">ثم إن صاحب هذا العمل محسوب على قوى الإيمان والإخلاص، في حين أنه دسيسة مقحمة فيها، أو هو في الحقيقة جرثومة تعمل ضدها وتثير داخل كيانها العلل…</font></p> <p><font size="4">ولم أعرف نفاسة قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): {إنما الأعمال بالنيات} حتى خالطتُ المئات والألوف فوجدتُ في سيرتها الأعاجيب.</font></p> <p><font size="4">طالما بحثت عن الإخلاص المحض لله ولرسوله لآنس به وأستمتع، أو لألوذ به وأستجير، فكانت سوءات الهوى المستور تفجؤني فتردني محزوناً لا ألوي على شيء…!</font></p> <p><font size="4">هناك ناس فاتهم من حظوظ الدنيا ما يكسبهم الوجاهة المنشودة، فالتحقوا بميدان الدعوة إلى الله يرجون فيه العوض الذي فقدوه، فتحول الميدان الطاهر بهم إلى مضمار يتهارش فيه فرسان الكلام وطلاب الظهور وعشاق الرياسة.</font></p> <p><font size="4">وانتقلت موازين الحياة الدنيا وتقاليدها ومؤامراتها وأساليبها تبعاً لذلك إلى ميدان الدعوة فماذا تنتظر من هذا الخلط إلا أن تقع فتنة في الأرض وفساد كبير؟</font></p> <p><font size="4">لقد خلصتُ من تجارب هذه الأيام التي مرت بي إلى أن العمل للإسلام لا يُقبل إلا ممن يعمل به. وأن الذين يفشلون في إقامة أمر الله بينهم أعجز من أن يقيموه بين الناس؛ وأن الله لا يُمكِّن لأمة باسمه إلا إذا نضجت في هذه الأمة عناصر الخير وربت منابع البر، حتى إذا ملكت نضحت على العالمين من طبيعتها العالية، فأشاعت الرحمة والعدل، وعلَّمت الطاعة والتقوى، وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر! وذلك مصداق قوله سبحانه ((<strong>الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ</strong>)).</font></p> <p><font size="4">إن الإيمان الصحيح يجعل نفس المسلم تستجيب لدواعي الخير المختلفة كلما أهابت بها. فهو في السلم والحرب، في الصحة والمرض، في الأمن والروع، في الخصب والجدب، في كل حال يقدرها الله له، يواجهها بما يفرض اليقين عليه، لا ينكص ولا يزيغ…!</font></p> <p><font size="4">يصبر في الضراء ويشكر في السراء، ويكرم عند النفقة ويقدم عند الروع، ويقيم الفرائض الموقوتة ويهجر المعاصي المحرمة، ويبغض المبطلين ويشغب على ضلالهم، ويحب المصلحين ويشد أزرهم..!</font></p> <p><font size="4">ذاك شأن المسلم. إن الخضوع لأمر الله والمبادرة إلى إنفاذه استعداد كامن دائم فيه. ((<strong>الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ</strong>)).</font></p> <p><font size="4">وقد تلت هذه الآية آيات أخرى تُفصِّل حقيقة الطاعة المطلوبة، وتبين أن مشاعر الخضوع لله، المستكنَّ في نفس المسلم، موصولة لا تنقطع، متماسكة لا تنفصم. وأن الزعم المجرد عن العمل لا قيمة له في حقيقة التقوى.</font></p> <p><font size="4">هب رجلاً أعجبه دفء الفراش ساعة الفجر وآثر لذة النوم عل غيرها من ذكر وقربى، أتحسب ذلك يقدر على جهاد خشن في ميدان غليظ؟</font></p> <p><font size="4">هب رجلاً أغراه فتون الفاحشة فتلوث بها في أيام الرخاء والسعة، أتراه يطبق مرضاة الله في الانخلاع عن الدنيا لو طُلب إليه أن يفتدي أمته بنفسه يوماً ما؟</font></p> <p><font size="4">إن الرجال الذين يسيئون في القليل لا ينبغي تصديقهم إذا أقسموا في الكثير. وهذا ما بدأت الآيات الكريمة تُفيض فيه ((<strong>وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ</strong>)).</font></p> <p><font size="4">نعم، طاعة معروفة! إن المتكاسلين في الصلاة، الباخلين بالزكاة لا يقبل منهم حلف على الفداء والتضحية.</font></p> <p><font size="4">إن الناكلين عن خدمة الحق بكلمة هادئة لا يحلفون على خدمته ببذل الدم.</font></p> <p><font size="4">طاعة معروفة.</font></p> <p><font size="4">ما أحز هذه الكلمة في جلود الخادعين المخدوعين، الذين يظنون مِحالَهم (مكرهم) منطلياً على الله…</font></p> <p><font size="4">ثم شرعت الآيات تجر أولئك إلى صراط الله الذي يزعمون أنهم أوغلوا فيه وهم لمَّا يهتدوا إلى مطالعه ((<strong>قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ</strong> …)).</font></p> <p><font size="4">والطاعة المعنية هنا قوامها تصحيح العقيدة وتطهير القلب وإدامة الصلاح ولزوم التقوى.</font></p> <p><font size="4">وتجلية هذه المعاني يجيء في إبَّانه. فإن الآيات نزلت في المدينة. والنبي الكريم يكافح قوى الشرك ويرسي قواعد الدولة التي يريد بناءها.</font></p> <p><font size="4">وفي هذه الظروف يُقبل المغامرون من طلاب الدنيا ليشاركوا في الجهاد طلباً للغنيمة. وقد يتطلعون إلى الحكم رغبة في الإمارة لا إقامة لدين الله. فتعليماً لهؤلاء اطَّردت الآيات تنذر وتبشر، وتعد بالنصر والتمكين الطائعين المخلصين وحدهم.</font></p> <p><font size="4">((<strong>وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا</strong> …)).</font></p> <p><font size="4">لكن ما شرط ذلك؟ وما مقدماته الصحيحة؟</font></p> <p><font size="4">((<strong>يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا</strong> …))</font></p> <p><font size="4">((<strong>وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ</strong>))</font></p> <p><font size="4">وعادت الآيات تكرر أوامر الخير وأسباب الفلاح ((<strong>وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ</strong>)).</font></p> <p><font size="4">وهذه مدارج الفضل والسناء. أي مجتمع تـَهِي فيه عُرى الأخلاق، وتضعف فيه مقومات النفوس الكبيرة، هيهات أن يوفق إلى تأسيس دولة مكينة أو إقامة حكم رشيد…</font></p> <p><font size="4">إن النفوس الدنيا لا يمكنها أن تقيم أحكام السماء، ولا تستطيع – وهي مُخلِدة إلى الأرض أن تستجيب لتعاليم الوحي، او تستقيم مع جوّه النقي الطهور.</font></p> <p><font size="4">أرأيت امرأً خليعاً يشرع دساتير الأدب ويطبقها، أرأيت امرأً خوَّاراَ يشرع دساتير الكفاح ويؤججها؟</font></p> <p><font size="4">إن ينابيع الخير التي أخصبت بها الحياة وازدانت.. لم تنبجس من نفوس متحجرة، بل فارت بالري العذب من نفوس مفعمة بالكمال، فياضة بالبر والسكينة والجمال.</font></p> <p><font size="4">وغيوم الشر التي لوثت الآفاق وآذت البلاد والعباد لم تنفخها أنفاس لاهثة يقطعها الإعياء والوجل، بل عصفت بها نفوس لها في الحياة فعل الأعاصير المجتاحة كانت قوتها في الخير هي السبب الأول في اندحار الشر أمامها…</font></p> <p><font size="4">والنفوس التي انحصرت في أهوائها الصغيرة لا تفقه الدين، ولو فقهت ما أصلحت به شيئاً فضلاً عن أن تصلح هي به…</font></p> <p><font size="4">إن الحقيقة الأولى في الإسلام زكاة النفوس وسناؤها، وفقدان هذه الحقيقة فقدان الأصل الذي لا يسد مسده عوض، ولا يغني مكانه صلاة ولا صيام ولا جهاد ولا قيام.. بل فقدان هذا الأصل يجعل العبادات التي يأتيها البعض نوعاً من الفساد الملفوف، فإن النيات المدخولة والقلوب الحالكة لا يصلح معها عمل أبداً.</font></p> <p><font size="4">إن الله أمر الناس أن يزكوا أنفسهم وأن يزكوا بيئتهم، ومن ثم يكون جهادهم العام في ترقية الجماعة جزءاً من جهادهم الخاص في تهذيب غرائزهم وتقويم مسالكهم..</font></p> <p><font size="4">فإذا رأيت رجلاً يشتغل بجهاد الناس وهو مذهول عن جهاد نفسه، فاعلم أنه خطاف يريد الاشتغال بالسلب والنهب تحت ستار الدين.</font></p> <p><font size="4">إن تقوى الله عز وجل لُباب الدين وسياج نُظُمه الدقيقة والجليلة، ورباط تعاليمه في المجتمع والدولة. ولو أفلحنا في إقامة هيكل كبير يمثل شرائع الله كلها، وتبرز فيه صور الإسلام المعهودة والمنشودة، ثم حفت بهذا الهيكل نفوس خلت من الله، وضمائر لا تحسن رقابته ما كنا بهذا كله قد أقمنا إسلاماً ولا خدمنا إيماناً.</font></p> <p><font size="4">ولسنا ننكر قيمة القانون في حراسة ظاهر الحياة، ولكننا ننكر أن يكون للقانون أثر يذكر في موازين الخير والأمانة والنهوض والوفاء وحسن التقدير وسلامة القصد.</font></p> <p><font size="4">بل إن القوانين أعجز من أن تحاكم الإيمان والنفاق والرياء والإخلاص.</font></p> <p><font size="4">وهذه لها ما لها في قيادة الجماعات إلى الغي أو الرشد..</font></p> <p><font size="4">في عصرنا هذا نُظم القضاء، ورُتبت محاكمه، وُوزعت أعباء الدفاع والاتهام والموازنة والتمحيص على رجاله، وهُيئت الفرص لتدارك الخطأ، واتسعت ضروب التقاضي فأمكنت محاكمة الدول والفرد جميعاً. بيد أن هذه الوسائل العديدة لتوفير العدالة وإشاعة السكينة لا تجدي شيئاً إذا التاثت النفس الإنسانية وأضلها الهوى، فإن النفوس المجرحة لا تمسك الحق إلا كما تمسك الماءَ الغرابيل.</font></p> <p><font size="4">ولذلك يقول الله لداود – وهو نبي وحاكم:</font></p> <p><font size="4">((<strong>يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ</strong>)).</font></p> <p><font size="4">وكل مُستخلَف في الأرض يكون قربه أو بعده من الله على قدر بصره بالحق وانصياعه له وأخذه نفسه والناس به.</font></p> <p><font size="4">ونحن لو تركنا الهوى يقيم حدود الله لقُطع المسروق وتُرك السارق وقُدِّم المفلوك وأُخِّر الماجد، وأعطي حيث يجب أن يُمنع وخُفض حيث يجب أن يُرفع.</font></p> <p><font size="4">أفتحسب ذلك ديناً، أم ذلك هو الفساد المبين؟</font></p> <p><font size="4">إن أولى الناس بالله من حكَّموا الله في أنفسهم، وخضعوا لدينه في طواياهم، وعاشوا له في شئونهم التي لا يراها إلا هو – جل اسمه – قبل أن يتظاهروا بالعيش له في كل زحام، والغضب له في كل خصام.</font></p> <p><font size="4">هبك فتحت المصحف فوجدت فيه قول الله تعالى: ((<strong>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا</strong>)).</font></p> <p><font size="4">وقوله تعالى أيضاً: ((<strong>يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى</strong> …)).</font></p> <p><font size="4">إنك – كأي مسلم – مطالب باحترام النداءين، وإجابة الأمرين، على أن في مقدورك هذه الساعة قبل غيرها أن تقيم العدل بين من تحب ومن تكره ولو بكلمة، أما إنفاذ القصاص الواجب فقد تقيمه غداً إن عجزت عنه اليوم فهل آمنك على هذا الإنفاذ المنشود لو رأيتك تهدر النص الأول، وتجحد كلمة حق تُقِر بها العدالة وتقوم مخلصاً لله رب العالمين!</font></p> <p><font size="4">لا يا صاحبي.. إن أولى الناس بالله من يقيم في جوانب نفسه سلطان الحق، ويهزم نوازع الهوى، فإذا أذنت له الأقدار بامتداد كان البر بعباد الله أول ما ينتظر منه، وكان الجور عن الطريق آخر ما يرمى به..</font></p> <p><font size="4">من خمسة عشر عاماً وهذا القلم يكتب للإسلام يشرح نظامه، ويبرز أحكامه، ويغري الناس بالأخذ به والدخول فيه، ومُذ حُلَّت عرى الحكم الإسلامي في عصرنا، وسقطت دولته تطلع المؤمنون إلى يوم أغر يعلو فيه لواء الدين، وتسود شريعة الله.</font></p> <p><font size="4">وأى مسلم لا يداعب نفسه هذا الأمل الحلو؟ وأي مسلم لا يعمل له وعلى لسانه قول الشاعر:</font></p> <p><font size="4">    مُنىً إن تكن حقاً تكن أعذب المنى    وإلا فقد عشنا بها زمنا رغداً</font></p> <p><font size="4">لكن من يقيم هذا الحكم المرغوب؟ وما الأدوات التي تُمكِّن له؟ إن الدولة المسلمة لن تجيء إلا ثمرة أمة مسلمة، وإذا صدقنا أن الوثنيين يقيمون حكماً للتوحيد صدقنا أن يقيم الدُّعَّار حكماً للفضيلة، وأن يقيم المهازيل نظاماً للرجولة، وأن يصنع العبيد منهاجاً للسيادة..</font></p> <p><font size="4">إن أول ما يُنتظر في جماعة تبغي الحكم بما أنزل الله أن يصحب بعضهم بعضاً على هذا الأساس، وأن يعامل بعضهم بعضاً بهذا المنطق.</font></p> <p><font size="4">لذلك جزعت عندما رأيت بعض من يتنادون بدستور السماء يعيشون في وساوس الأرض وأوحالها.</font></p> <p><font size="4">لقد كان القرآن خُلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أي أن من دعا الناس إلى اتباعه جعله صقال روحه، وملاك أمره، ومعقد شمائله، ودعامة سيرته..</font></p> <p><font size="4">كان محمد عليه الصلاة والسلام نقي السر والعلن، طهور الظاهر والباطن، لا يوجد بين حياته الخاصة وحياته العامة حجاب، فسيرته في نفسه وفي بيته كسيرته بين الناس، ودعوته التي يعرض على الناس أصولها كان أول الناس احتكاماً إليها وأخذاً بها، وقد ظل بارزاً للأصدقاء والخصوم سنين طويلة، فما عُرفت عنه ريبة، ولا وقع تناقض بين سلوكه الخاص وسلوكه العام.</font></p> <p><font size="4">إن الرسالة التي نادى بها هي الرسالة التي عاش فيها، وهي التي ضبطت أحواله كلها سواء ما اطلع عليه الناس أو ما خفي عن أعين الناس.</font></p> <p><font size="4">ومثل ذلك لا يطبقه الأدعياء من أصحاب الشهوات، ومن ذوي الرجولة المريضة والأخلاق الملتوية.</font></p> <p><font size="4">ولقد حاول خصوم رسالته أن يستدرجوه إلى المهادنة والمسلك المزدوج فأبى وهو القائل: {ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها}.</font></p> <p><font size="4">وفي ذلك يقول القرآن: ((<strong>فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ</strong>)).</font></p> <p><font size="4">والحق أن صاحب الرسالة العظمى قد زوده الله بزاد من الشرف والصراحة والثبات هي كِفاء ما حمل من أمانة وبلغ من رسالة.</font></p> <p><font size="4">ولن يصل صاحب رسالة نبيلة إلى غايته إلا إذا مشي في هذه السبيل المشرقة.</font></p> <p><font size="4">ثم إن هذا الرسول لم يفرط أدنى تفريط في صبغ النفوس بتعاليمه وضبط المجتمع بآدابه، ومحاكمة الصغير والكبير إلى معالمه.</font></p> <p><font size="4">بل إنه لم يتساهل في تطبيق ذلك على جثث الموتى، ففي معركة أحد كان يسأل – وهو يستعرض رفات الشهداء –: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فيدنيه منه في الصلاة ويقدمه على غيره في اللحد!</font></p> <p><font size="4">فانظر ماذا صنع المحسوبون على دعوة الله في زماننا هذا؟ داسوا موازين الإيمان وجاءوا برجال لا يدرون من شرع الله شيئاً ليقودوا ركب الدعاة إلى الله! فكان أن قادوهم إلى مواطن الندم..</font></p> <p><font size="4">إن المسلم الذي يفقد ضميره لإيثار شخص بمنصب كيف يرجى منه أن يحكم بما أنزل الله حين يتولى مهام الدولة ويملك أزمتها الكبرى؟</font></p> <p><font size="4">فإذا غلغلت النظر في خبء هؤلاء، وجدت تقرباً سره الزلفى، وإغماضاً سره الجبن، وفصلاً سره الحقد، ووصلاً سره الإدلال، وصداقة سرها الهوى! فأين ((<strong>مَا أَنْزَلَ اللَّهُ</strong>)) بين قوم هذه حالهم؟</font></p> <p><font size="4">إننا لن نوفق إلى الحكم بما أنزل الله حقاً إلا إذا نمت أعوادنا في مغارس الفضيلة، فكنا عدولاً مع أنفسنا قبل أن نكون عدولاً مع الناس…</font></p> <p><font size="4">وتربية الأجيال الجديدة لتكوين أخلاق عظيمة ومسالك رائعة، خطوة لا بد منها في هذه السبيل.</font></p> <p><font size="4">وقد هيمنت علىّ مرارة الإحساس بهذه الحقيقة فجعلتني أصرخ بالألم في المقالات المثبتة هنا.</font></p> <p><font size="4">إن الاضطراب الشديد داخل الجبهة الإسلامية، والغارة الشعواء على العالم الإسلامي جعلاني موزعاً بين الدفاع والهجوم.</font></p> <p><font size="4">دفاع ضد أقوياء متربصين.</font></p> <p><font size="4">وهجوم ضد أعوان بُله وانين متقاعسين!</font></p> <p><font size="4">دفاع رجل يخشى أن يصاب من ظهره لأن المنتمين إلى الإسلام ينالون منه، وكأنه عدو، وهو الصديق الودود!!</font></p> <p><font size="4">وهجوم رجل يُعيِّر بجهالات غيره، وهو يكافح فكرة (العيش بلا دين).</font></p> <p><font size="4">تلك الفكرة التي تزحف وسط أمواج دافقة من العلم المادي والحضارة المدنية.”</font></p> <p align="left"><font size="4"><strong>محمد الغزالي</strong></font></p> <p align="center"><font size="4"><em>مقدمة الطبعة الأولى</em></font></p> <p align="center"><font size="4"><em>من كتاب</em></font></p> <p align="center"><font size="4"><em>من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث</em></font></p> <p><font size="4"> </font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-2542454617996770024.post-66111216956428724962009-10-03T05:54:00.001+02:002009-10-03T17:02:44.635+02:00رسائل إلى الدعاة – فى الذوق العام<p><font size="4">ما زالت قضيتنا الأساسية فى هذه الرسائل هو حتمية تميز الدعاة عما شاع بين الناس من سلوكيات خاطئة، أو ذوقيات غائبة..</font></p> <p><font size="4">ومما شاع بين الناس من ذوقيات غائبة:</font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>أهمية الوقت</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4">كتب د. صلاح عز (الأستاذ بهندسة القاهرة) مقالاً ذكر فيه أن المجلس الأعلى لنقابة المهندسين (قبل فرض الحراسة) كان يتأخر انعقاده لتأخر الأعضاء فى الحضور، وأنه كان كثير الضيق من هذا الفعل الذى يضيع أوقاتاً نحن فى أشد الحاجة إليها؛ إلا أن هذا الضيق لم ينتقل للآخرين، وصار ذلك ديدن الاجتماع!</font></p> <p><font size="4">كما أذكر زميلاً ذهب إلى ألمانيا فى إحدى رحلات العمل، وكان مشاركاً<a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbKt4pSV-I/AAAAAAAAAfw/Xc4OJV0NJSA/s1600-h/time_bomb%5B9%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; margin: 10px 0px 5px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px" title="time_bomb" border="0" alt="time_bomb" align="left" src="http://lh6.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbKuyXYpII/AAAAAAAAAf0/rK6qDT1074w/time_bomb_thumb%5B7%5D.jpg?imgmax=800" width="178" height="202" /></a> فى دورة تدريبية، وفى نهاية أحد أيام الدورة، توتر المحاضر بعد أن نظر فجأة فى ساعته، وجمع حاجياته سريعاً، ثم أسرع فى الخروج من القاعة، وفى اليوم التالى سأل المشاركون محاضرهم عما حدث فجأة فى الليلة السابقة، فأخبرهم أنه قد واعد زوجته بالرجوع إليها فى الساعة الحادية عشرة مساء، وفجأة أدرك أن الوقت قد لا يسعفه للحاق بآخر قطار يتحرك من المدينة المقام بها الدورة التدريبية، فجرى مسرعاً كى يلحق به؛ ولما لم يلحق بالقطار، استأجر سيارة “تاكسى” ودفع له مائة يورو كى يصل فى الموعد المحدد مع زوجته!</font></p> <p><font size="4">صورتان متناقضتان تماماً تظهران أهمية الوقت، وأهمية الالتزام به، عند من تقدموا وعند من يرى أن ما فاتك اليوم ستلحقه فى الغد، وأن فى العجلة الندامة، وفى التأنى السلامة!!</font></p> <p><font size="4">والصورة الأولى صارت الآن أصلاً لكل أطياف المجتمع (وللأسف من بينهم الدعاة)؛ لذا فأن تتأخر عن موعدك ساعة أو ساعتين، أو أن تترك زميلاً “ملطوعاً” ينتظر طلعتك البهية، أو أن تتحول المقابلات الجماعية إلى مكلمة أو منصة للحديث فيما لا فائدة مرجوة منه (حتى لو لم تكن فى معصية)، أو …، كل هذا صار مألوفاً يُستهجَن فيه من يستهجنه، وينكر فيه على من يستنكره!!</font></p> <p><font size="4">رغم أن مقولات “الوقت كالسيف”، و”الوقت هو الحياة” كلها مقولات لا يفتؤ كثير من مضيعى الأوقات عن تكرارها، وترديدها، ولا حول ولا قوة إلا بالله..</font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>مشاعر الآخرين</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4">صار الآن مألوفاً أن تجلس فى مجلس لأهل الصلاح (المفترضين)؛ فتجد من يتحدث عن صولاته وجولاته فى عالم التجارة، أو عن حمامه الجديد الذى نسف به حمامه القديم، أو عن حيرته بين البورسلين والرخام فى “ريسيبشن” شقته الجديدة، أو عن مدى تقدم أولاده فى مدارسهم الأمريكية ذات المدرسات الأمريكيات رغم أن الجالسين فى هذا المجلس فيهم المدرس “الكحيان”، والموظف “الغلبان”، والمستور “الشقيان”؛ ثم لا يمنع ذلك الجلوس فى نفس المجلس من الحديث عن الزهد وأهميته، وأثره فى حياة الدعاة!!</font></p> <p><font size="4">ومن الأمور المؤسفة أيضاً استخفاف بعض الملتزمين بمشاعر غير الملتزمين، أو إغفال حقهم فى الابتسامة، أو الشد على الأيدى حين السلام، أو الحديث أمامهم بما لا يفهمونه، أو بتجاهلهم، أو تجريحهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة..</font></p> <p><font size="4">أعرف أحد هؤلاء الملتزمين الكبار (فى السن) وهو يخاطب واحداً من غير الملتزمين التزم ابنه حديثاً؛ قائلاً له منتشياً ومتشفياً: “السنارة غمزت” مما أثار حفيظة والد الشاب الملتزم، وزاد حنقه نحو كل هؤلاء الملتزمين وأولهم ابنه..</font></p> <p><font size="4">يحدث هذا رغم أن الرفق بالناس، والتودد إليهم، هو أكثر وسائل الدعوة نجاعة، وفلاحاً.</font></p> <p><font size="4">ومما هو شائع أيضاً تعلية الصوت فى المساجد فى الصلوات الجهرية، <a href="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbKvRWTRtI/AAAAAAAAAf4/mJnMDdq9I4k/s1600-h/speaker31%5B10%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; margin: 5px 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px" title="speaker31" border="0" alt="speaker31" align="left" src="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbKwM8NjVI/AAAAAAAAAf8/amZ25fu3eI0/speaker31_thumb%5B11%5D.jpg?imgmax=800" width="162" height="132" /></a> أو التراويح، أو التهجد، أو لدروس علم دون اعتبار لأحقية الناس (المرضى منهم والأصحاء) فى بيوتهم للهدوء والسكينة وراحة البال، ويتم استغلال حياء الناس من الحديث فى هذا الأمر؛ لأن الرد الجاهز “ده كلام ربنا.. اسمعه عشان تستفيد”!!!</font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>حق الطريق</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4">صار الشارع المصرى الآن من أكثر – إن لم يكن أكثر – شوارع الدنياً فوضى، وهمجية، ويكفيك نظرة على طريقة سير السيارات، أو على أرتال الزبالة، أو على الضوضاء لتدرك مدى فداحة المأساة التى نعيشها.. </font></p> <p><font size="4">وقد يكون هذا مفهوماً فى بلد صار بلا قانون، أو صار قانونه مدى النفوذ، والقرب من دوائر السلطة..<a href="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbKxRyrk1I/AAAAAAAAAgA/sczf4i_-XIk/s1600-h/Garbage%5B8%5D.jpg"><img style="border-right-width: 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; margin-left: 0px; border-left-width: 0px; margin-right: 0px" title="Garbage" border="0" alt="Garbage" align="left" src="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbKyNmpuKI/AAAAAAAAAgE/w-QRHV9a-5E/Garbage_thumb%5B6%5D.jpg?imgmax=800" width="194" height="148" /></a></font></p> <p><font size="4">أما أن ينساق ورء هذه الفوضى من يتحاكمون إلى القرآن، ويقتدون بالرسول، ومن كان لزاماً عليهم أن ينشؤوا دولة الإسلام فى قلوبهم لتقم على أرضهم فهذه هى الكارثة بعينها.. </font></p> <p><font size="4">وانظر إلى الأمثلة التالية لتعرف مدى هذا الانسياق:</font></p> <p><font size="4">- ركن السيارات صف ثان وثالث ورابع طوال فترة صلاة التراويح مما يعطل المرور، ويعطل مصالح الناس..</font></p> <p><font size="4">- رمى المناديل وأكياس الشيبس وغيرها من زجاج السيارات..</font></p> <p><font size="4">- استخدام آلة التنبيه “الكلاكس” دون داعٍ..</font></p> <p><font size="4">- الحديث فى التليفون المحمول وقت القيادة مما يعرض حياة قائد السيارة وحياة الآخرين للخطر..</font></p> <p><font size="4">كما ينتشر أيضاً فى الشارع المصرى أمر مرذول آخر وهو الكتابة على الحوائط، ولصق مطبوعات الإعلانات بما يشعرك فى النهاية أنك تسير بين جدران مستشفى الأمراض العقلية؛ فتشعر بالتوتر، ويصاب بصرك بالإجهاد، وأعصابك بالتلف..</font></p> <p><font size="4">وللأسف يشترك فى ذلك الملتزمون فى دعايتهم الانتخابية، أو كتابتهم للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية التى لا يلتفت إليها أحد وسط خضم الفوضى الإعلانية..<a href="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbK0Bws3ZI/AAAAAAAAAgI/LMUTgUp_RF0/s1600-h/Wall%5B7%5D.gif"><img style="border-right-width: 0px; margin: 5px 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px" title="Wall" border="0" alt="Wall" align="left" src="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbK05Uu3SI/AAAAAAAAAgM/MXlsr5GVLm8/Wall_thumb%5B9%5D.gif?imgmax=800" width="168" height="202" /></a></font></p> <p><font size="4">وأذكر فى سنة من سنوات دراستى الجامعية أن حدث أمر جلل استدعى أن يطبع شباب التيار الإسلامى نماذج “اسطمبات” على سور الجامعة كله، وبالطبع تم ذلك فى السادسة صباحاً، ولم تمر أكثر من ساعة حتى تم طمس كل ما تم طبعه، فأصبح سور الجامعة لسنين عدة بعد ذلك مسخاً مشوهاً، ولم ير أحد ما كان مكتوباً تحت هذا الطمس الأمنى!!</font></p> <p><font size="4">وكل هذه الأشياء رغم بساطتها تقع فى دائرة أذى الطريق الذى عد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إماطته من شعب الإيمان، بل كانت أدناها، ولا أدرى هل يستقيم أن يقوم بالأعلى من أهمل الأدنى!!</font></p> <ul> <li><font size="4"><strong>الاعتـــذار</strong></font> </li> </ul> <p><font size="4">كنا يوماً فى تجهيز ساحة ملعب الكرة لصلاة العيد، وكانت أرضية الملعب من النجيلة الطبيعية التى تم زرعها حديثاً، ودخلنا من باب الملعب بسيارة “ربع نقل” تحمل الفراشة المعدة لتغطية أرضية الملعب، ونحن منهمكون فى حمل الفراشة ووضعها على أرضية الملعب، جاء مدير <a href="http://lh4.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbK2XIMf0I/AAAAAAAAAgQ/pWsaeAr-OMU/s1600-h/sorry2%5B5%5D.gif"><img style="border-right-width: 0px; margin: 5px 0px; display: inline; border-top-width: 0px; border-bottom-width: 0px; border-left-width: 0px" title="sorry2" border="0" alt="sorry2" align="left" src="http://lh3.ggpht.com/_BqX7-39GpdM/SsbK3FywxBI/AAAAAAAAAgU/SITHa90S8bg/sorry2_thumb%5B3%5D.gif?imgmax=800" width="218" height="161" /></a> النادى والمسئول عن الملعب وأبدى استياء شديداً جداً من دخول السيارة إلى أرض الملعب، وارتفع صوته، فبادرت بالاعتذار عن خطأ لم نتعمده بل غفلنا عنه، وأبلغته أننا سنخرج السيارة حالاً، وتم ذلك بالفعل؛ إلا أن أحد من أعتز بهم لامنى فى ذلك لوماً شديداً، وبأنه ما كان لى أن أعتذر لأننا لم نخطئ، كما أن الاعتذار سيزيد فى تعنتهم معنا، واستعلائهم علينا..</font></p> <p><font size="4">وهذه ثقافة غريبة على روحنا الإسلامية، ولكنها صارت معلماً من معالم الفهلوة المصرية التى ما كان ينبغى للدعاة أن يكونوا جزءا منها..</font></p> <p><font size="4">وكذلك كان الموقف فى حادثة “طز” الشهيرة؛ فرغم أن الموضوع تم تهويله والنفخ فيه؛ إلا أن الاعتذار عنه كان كفيلاً بإكبار صاحبه فى أعين الناس حتى ولو استغل ذلك المتنطعون؛ فالاعتذار ثقافة إسلامية أصيلة تعلمناها من أسلافنا الكرام، ولنا فى بلال، وأبى ذر خير عبرة..</font></p> <p><font size="4">ولذلك صار صعباً أن يعتذر كبير لصغير، أو أن يعتذر أستاذ لتلميذ، أو أن يعتذر زوج لزوجته؛ لأن الاعتذار أصبح معرة، والزمن كفيل بالعلاج!!!</font></p> Mohamed Almohandeshttp://www.blogger.com/profile/09235594345834662295noreply@blogger.com6