الاثنين، ٢٤ مارس ٢٠٠٨

ساويرس الدحلانى

لم أكن من المتحمسين للحملة التى تم الدعوة لها على شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" لمقاطعة شركة موبينيل المملوكة للملياردير المصرى "نجيب ساويرس" بسبب هجومه على الحجاب، ووصفه له بأنه زى "وهَّابى"، وأنه لم يكن يوماً زياً من أزياء المصريين.

لم يكن عدم تحمسى وقتها تأييداً لساويرس، أو حتى تعاطفاً معه؛ بل إن تصريحه وقتها قد أصابنى بغضب شديد؛ بل وأشعرنى أن هذا الرجل ذو أجندة خاصة، وأنه يشترك فى هذه الأجندة - إن لم يكن منفذاً لها - مع جهات أخرى قد تكون مجهولة، أو معلومة؛ ولكن لا دليل مادى عليها.
كان عدم تحمسى نابعاً وقتها من خوفى من أن تكون الطائفية هى الأرضية التى تتحرك من خلالها الدعوة؛ فأنا ما زلت أرفض فكرة البيع والشراء على أرضية الطائفية، بل أشعر أن الشراء من التاجر المسيحى كما المسلم يشعره بالأمان وسط المسلمين؛ وبالتالى يزداد ارتباطه بهذا البلد، وأهله؛ وبالتالى ابتعاده عن كره المسلمين كما يريد أعداء مصرنا الحبيبة؛ كما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان حريصاً على ارتباط أهل المدينة من غير المسلمين بالمدينة؛ لذا فإنه لم يستنكف عن رهن درعه عند يهودى قبل موته.

كنت أسمع منذ زمن - ليس بالقريب - عن أسباب للتضخم المفاجئ لشركات عائلة "ساويرس"، وعن احتكارها مجالات بعينها لا يستطيع أحد أن يقترب منها..

كنت أسمع عن ارتباط هذه الشركات ببعض الجهات الأجنبية المانحة، أو الأمنية، أو العسكرية فى مشروعاتها الداخلية فى بلادنا العربية، بل والإسلامية.. وكنت أسمع عن أن هذه الأعمال تسند بالأمر المباشر لشركات "أوراسكوم" للمقاولات، أو للاتصالات، أو للمعلومات..


كانت هذه الثقة من الجهات الأجنبية أمراً يستحق التوقف؛ ولكنه – وللأسف – كان دون دليل مادى واضح!!
وكانت المفاجأة فى الأسبوع الماضى حين غضب الملياردير "نجيب ساويرس" غضباً شديداً من
مقالة نشرت فى جريدة "المصرى اليوم" للكاتب "سيد على" وصف فيها المدعو "محمد دحلان" بأنه على ارتباط بالمخابرات الأمريكية وأجندتها الخاصة فى المنطقة، وداعياً إلى عدم استقباله، وأمثاله فى مصر؛ لأن حذاء أى مسئول مصرى – على حد قول سيد على – أشرف من قامة دحلان، وأمثاله..


انفعل الملياردير "نجيب ساويرس" وبعث
بخطاب شديد اللهجة للجريدة الليبرالية - التى يعد أحد مالكيها - منتقداً فيها وصف صديقه "محمد دحلان" بهذه الأوصاف، واعتبره من المناضلين الذين تتعمد إسرائيل تشويههم، وتشويه صورتهم فى المنطقة؛ وأننا – أى العرب – نسير وراء هذه الادعاءات دون دليل، ودون اعتبار للتضحيات التى قدمها الرجل – على حد وصفه!!!
واعتمد الملياردير "ساويرس" فى التدليل على وطنية "دحلان" بصداقتهما التى بدأت منذ عشر سنوات كاملة؛ خـَبـِر فيها الرجلَ، ووطنيتـَه.
ولم ينس الملياردير "ساويرس" أن يشير إلى أن حماس عميلة لسوريا، وإيران، وأنها جوَّعت شعبها، وأضاعته على عكس المناضل الكبير "محمد دحلان"!!!

إذن لقد انكشف المستور الذى ظل الملياردير "ساويرس" مُخفياً له طوال الفترة الماضية..
لقد كشف الرجل فى لحظة غضب عن صداقته بالمدعو "محمد دحلان" رجل الجهات الأجنبية التى تسند أعمالها بالأمر المباشر إلى شركاته فى المنطقة..
"ساويرس"، و"دحلان" إذن وجهان لعملة واحدة..
الاقتصاد الاستهلاكى المُوجَّه، وضرب المقاومة اجتمعا فى بوتقة واحدة، وتصادقا على أرضية واحدة؛ بل وينفذان أجندة واحدة..
تسرع ساويرس ونزع عن نفسه جزءً من ورقة التوت التى يستتر بها؛ فشاهدناه بصفات "الدحلانيين" الوطنيين!!!


كان ساويرس – ولا يزال – رجلاً غامضاَ بأمواله، وأعماله الموجودة فى مصر، والعراق، ونيجيريا، وبنجلاديش وغيرها..
لم نسمع عنه أبداً فى أعمال خيرية فى مصر – رغم سماعنا عن تبرعاته السرية الضخمة لطائفة بعينها فى مصر.
لم نسمع عنه – رغم ملياراته العديدة – متبرعاً لأهل فلسطين، ولم نسمع عنه متبرعاً لضحايا العبارة، ولا حرقى القطارات..
لم نسمع عنه بانياً أو متبرعاً لبناء مستشفى، أو مدرسة فى مصر..


لقد اعترف دحلان فى لحظة تجلٍ مع الإعلامى "عمرو أديب" بأنه كان يتلقى راتباً شهرياً وهو فى تونس قدره "خمسة آلاف دولار" تقديراً لتضحياته، ووطنيته، وأن هذه الخمسة آلاف دولار الشهرية هى التى كونت ثروته التى لا يعلم أحد قدرها حتى الآن.
ترى هل سيعترف صديقه "ساويرس" يوماً بالكيفية التى بدأ بها أعماله، ومشروعاته..
فلنترك للتاريخ الإجابة لنا عن هذا السؤال؛ لأن "ساويرس" لن يجيب عنه أبداً فى الأمد المنظور..
وحتى ذلك الحين؛ فأنا أرفض أن أساهم فى تضخم ثروة "دحلانى" آخر فى مصر.

هناك ٩ تعليقات:

  1. اخي الكريم .. هناك بعض المجالات التي لم يسلط عليها الضوء بعد ولكن العمل بها مستمر في الخفاء حتي انني اتوقع انه في أحد الأيام سنفاجأ بصدمات لا حصر لها جراء هذه الأعمال
    ومن هذه المجالات المجال الإقتصادي الإستثماري فبعد عمليات الخصخصة المتتالية وبيع الشركات والبنوك والعقارات لأجانب لم نعرف جنسيتهم حتي الان رغم أن بعض المقولات ترمي الي انهم يهودي الجنسية وبعد التضخم الفظيع لبعض رجال الأعمال الذين لم نعرف نشأتهم وبدايتهم الحقيقة ومدي انتمائهم الحقيقي لوطنهم ... لا أستبعد أبدا اننا في يوم من الأيام سنكون بين شقي رحي بعد أن نجد أن الكيان الداخلي قد تضخم بصورة فظيعة وأصبح ورقة ضغط لإخضاع مصر لمخططات واجندات خارجية

    ردحذف
  2. عود أحمد للتدوين يا استاذنا

    فين حضرتك من زماااااان

    على اى حال حمد الله على السلامة ولا تطل علينا الغياب.

    اما بالنسبة للموضوع وساويرس ودحلان

    فالغريب أنه بالرغم من ان الحقيقة تظهر جلية للأعين الناظرة، إلا أنه يبقى هناك من يكابر ويعاند مراهنا حينا على قلة القراءة أو على سرعة النسيان.

    حقا نحن فى حاجة لان نقف ونضع خطوطا واضحة تحت مثل تلك المواضيع حتى لا تتوه وسط الأحداث

    ردحذف
  3. هل تعرفون ان امن الدولة اقام فى الشركة الوطنية للحديد (احدى شركات الدحلانى)لمدة يومين من اجل التغلب على التفرقة العنصرية فى المرتبات
    انا مش عارف ليه اخواتنا زعلانين مننا فى مصر مع اننا نكن لهم المحبة ونتمنى لهم الرضى

    ردحذف
  4. ماهذا الإبداع يا أستاذنا والله إن تلك الكلمات هي أفضل ما قرأت في هذا الموضوع حتى الآن أتمنى المزيد من الكتابة والمزيد من التقدم

    ردحذف
  5. ماهذا الإبداع يا أستاذنا والله إن تلك الكلمات هي أفضل ما قرأت في هذا الموضوع حتى الآن أتمنى المزيد من الكتابة والمزيد من التقدم

    googy

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    موضوع هام حقيقة .. ليتنا لا نأخذه بالانطباعات ليس لشكي في صحته بل انا متأكد من ان هذا الساويرس لم يصعد هكذا بلا دوافع داخلية وخارجية
    ولكني أريد ( أريد) أن نوثق (لو استطعنا) هذه الانطباعات لكي نستطيع أن نعممها ونكون واثقين من تلقي الجمهور لها بإيجابية
    وحتي يحين هذا الحين ويهيئ المولي لهذا الأمر ما يشاء ومن يشاء.. لابد من أن أؤكد علي كلام حضرتك بأنني لن أساهم ولو بقرش صاغ في زيادة ثروة هذا الدحلاني ما استطعت
    ...........................
    وحمدا لله علي سلامتك يا باشمهندس

    ردحذف
  7. اود التاكدمن مصداقية المعلومات ليس للشك فيما كتب بل لنقولة لغيرنا على يقين -واذا تاكدنا ان ساوبرس دحلانى وعلمنا ان صاحب فودافون يهودى فمع من نتعامل فى الموبايلات -اسالكم للنصيحة

    ردحذف
  8. الإخوة الأفاضل
    جزاكم الله خيراً على تعليقاتكم.
    بالنسبة للدلائل المادية على "دحلانية" ساويرس فللأسف لا أمتلكها لأننا فى دولة تحتكر فيها الأجهزة الأمنية كل المعلومات الحساسة، ولا تخرجها إلا فى الوقت المناسب للنظام فقط؛ لذا فلن نرى فى ظل هذه الظروف أية معلومات موثقة إلا إذا اختلف "الدحلانى" المصرى مع سدنة النظام فى مصر.
    لكن يبقى لنا أن نقرأ ما وراء الأحداث، وأن نستنتج ما عجزنا عن الوصول إليه كمثل هذا الاعتراف بالصداقة الحميمة بين "الدحلانيين".
    وللعلم فقد أضاف الأستاذ الكبير/ فهمى هويدى معلومة جديدة حول صداقة "دحلان" فلسطين، وساويرس "دحلان" مصر فى مقالة بجريدة الدستور، ذكر فيها أن محمد دحلان يستثمر هو ولصوص ما يسمى بالسلطة الفلسطينية ما يعادل 300 مليون دولار فى شركات ساويرس "الدحلانى".

    أيضاً انضم إلى قائمة الدحلانيين الكتاب "نصر القفاص"، و"عبد الرحيم على" وقبلهم "أحمد المسلمانى" الذين دافعوا عن الوطنى الكبير "محمد دحلان" وأشادوا بوطنيته، بل واستضافوه فى بيوتهم للسماع إلى "دولارته" الوطنية.

    وسنظل على أمل بكشف المستور؛ وذلك حين تنزاح الغمة، ونتخلص من الأنظمة التى تأوى كل الدحلانيين بإذن الله تعالى.

    ردحذف
  9. اول زيارة ومش الاخيرة باذن الله
    عميل طبعا ومقابلته الاخيرة مع عمرو اديب شاهدة
    ربنت موجود
    تحياتي

    ردحذف