الثلاثاء، ٢٨ أبريل ٢٠٠٩

فى عشة الدجاج

لم أجد تعليقاً، أو تحليلاً لما تمر به أمتنا من مآس خيراً من هذه القصيدة للرائع المرحوم – بإذن الله – الدكتور/ حسان حتحوت:

فى عشة الدجاج

Chicken House

فـى عشـة شرقيـة عاليـة السيـاج

وخلف باب مغلـق مستحكـم الرتـاج

كانت تعيش فى نعيـم أمـةُ الدجـاج

فى فيض رزق غدق وظل أمن سـاج

سمينـة معجبـة بشحمهـا الرجـراج

لاهيـة إلا عـن الطعـام والــزواج

والبيض والفقس والانبسـاط والمـزاج

شعب يقضى العمر فى أنس وفى ابتهاج

خلف زعامـات لـه منفوخـة الأوداج

من كل ديك عرفه يـُزرى بألـف تـاج

يصيح فيهـم بمثـل خـُطبـة الحجَّـاج

وينطق الزور بلا خـوف ولا إحـراج

فتثب الأمة بالتصفيق والهياج

فتزدهى الديوك فـى عاليـة الأبـراج

كأنها من زهوها الكباش فـى النعـاج

 

وداهمتها عرسـة فـى ذات ليـل داج

جلابة للموت كالفانتوم والميراج

مطفئة منهن نـار جوعهـا المُهتـاج

ما خطفـَتْ واحدةً فالقوم فـى انزعـاج

راثين صدَّاحين بالأشعـار والأهـزاج

باكين صيَّاحين بالشكوى والاحتجـاج

وركزوا اهتمامهـم بالقفـل والمـزلاج

وعادت العرسة من صدع على الزجـاج

 

وقام منها واحد فى مثـل لـون العـاج

يقـول إن داءنـا ليـس بـلا عـلاج

إن الصُّراخ والبـُكا جهد بـلا إنتـاج

لـدى رأىُ أنـا فيـه للخـلاص راج

فإن أطعتموه فالأزمة لانفراج

إن عادت العرسة تـُجبى باقىَ الخـراج

ثـُرنا جميعـا ثـورةً كهـادر الأمـواج

نوسعها نقرا كزخِّ المطـر الثجـاج

ونقذف العينيـن بالتـراب والعجـاج

فألف منقار على رأس ولو من صـاج

كفيلـة تـُرديـه بالنـزف والارتجـاج

 

صاحت به ديوكها من سائـر الفجـاج

ما هذه الطلاسم السـوداء والأحاجـى

أنت العميل الخائـن المولـع باللجـاج

لسنا الى رأيـك يـا دخيل باحتيـاج

لو كنت منا ما جهلت شيمـة الدجـاج

 

ليس الشجاع عادة مـن أهله بـِنـاج

وقد يكون الصـدق سلعـة بـلا رواج

جزاؤه وقع العصـا ولسعـة الكربـاج

والعمر فى غياهب السجن بلا إخـراج

الموت للمخلـص والإطفـاء للسـراج

تكررت بين الدجـاج قصـة الحـلاج