السبت، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٧

هانى بشر، والموهوبون

وعد بلفور..
ذلك الوعد الذى تعرفنا عليه فى مدارسنا بأنه "إعطاءٌ ممن لا يملك لمن لا يستحق"..
ذلك الوعد الذى قدمت قناة الجزيرة عنه "فيلماً" وثائقياً فى الذكرى التسعين لصدوره.
قرأت الإعلان عن "الفيلم" فى موقع "الجزيرة.نت"، وذُكر فى الإعلان أن المُعد هو "هانى بشر"..
تشككت حينها بأن يكون "هانى بشر" هذا هو ابن الدكتور المهندس/ محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد والمحال حالياً للمحاكمة العسكرية.
كنت حريصاً على مشاهدة "الفيلم"؛ إلا أن نصفه قد فاتنى؛ ولكنى تأكدت بعد المشاهدة أن المُعد والمُخرج والمُنتج وأحد المشاركين فى التعليق هو "هانى بشر" ابن الدكتور "محمد على بشر".
كنت سعيداً جداً بذلك لأنى رأيت "هانى بشر" سابقاً فى قناة الحوار بعد تحويل والده للمحاكمة العسكرية، وأعجبت به جداً لثقافته الغزيرة، ولغته السليمة، وثقته بنفسه، وقدرته الإعلامية المبهرة.
رغم سعادتى؛ إلا أن شجوناً قد غمرتنى، وحزنى قد عمنى على المواهب التى تدفن فى مصر دفناً فى أحيان، وتسحق سحقاً فى أحيان أخرى..
وسألت نفسى: ترى كم "هانى بشر" قد تم دفن موهبته فى مصر عموماً، وداخل الإخوان خصوصاً؟!!
ترى كم "هانى بشر" تم شغله بواجبات تنفيذية، وبعمل لا يتناسب مع موهبته؟!!
كم "هانى بشر" وأدنا موهبته فى مهدها، واتهمناه بأنه لا يسمع، ولا يطيع؟!!
كم "هانى بشر" اتهمناه بحب الظهور، وبأنه يحتاج إلى قدر من التربية أولاً حتى يعمل فى المجال الذى يبدع فيه؟!!

وعلى الجانب الآخر:
هل هناك تنمية للموهوبين أصلاً؟
وهل هناك بحث عنهم بداية؟
وهل هناك برامج لإعدادهم، والاستفادة منهم، ووضعهم فى محاضن خاصة ترعاهم، وتوفر لهم المسارات التى تحتويهم، وتدربهم وتنميهم؟
تذكرت ما قاله د/ عبد المنعم أبو الفتوح ذات مرة بأن الإخوان كانوا يبحثون عن تخصص دقيق؛ ولم يأتهم ردٌ بتوفر هذا التخصص داخل الإخوان، وفوجىء بعدها بستة أشهر حين لقائه ببعض الإخوان أن من بينهم من هو باحث فى هذا التخصص الدقيق الذى كانوا يبحثون عنه؛ غير أن أحداً لم يطلب من هذا الباحث شيئاً يخص عمله الذى تخصص فيه.
ما ذكره د/ عبد المنعم هو باختصار: تعبير بسيط عن ضعف الاهتمام الذى يلقاه المتخصصون، والموهوبون داخل المجتمع المصرى عموماً، والإخوان – بطبيعة الحال – جزء من هذا المجتمع.

أعرف أيضاً من يصر على أن يـُشَغـِّل موهوبين فى مجال "الجرافيكس"، و"الميديا" فى مجال الأشبال مثلاً، أو مجال "الطلبة"، أو "البر"، ويرى أن ذلك هو السبيل الوحيد لتربيتهم، ولممارستهم الدعوة.

أنا لا أطرح هذا الأمر للنقد الذاتى، ولا أريد أن أستطرد فى ذكر الأمثلة، والردود عليها؛ لكن ما أريده هو أن نبدأ حواراً بناءً، وإيجابياً حول التعامل مع هذه المواهب، واكتشافها، واستثمارها..
ما أريده هو أن نقدم حلولاً عملية لاستثمار المواهب فى مجتمعنا العام، والخاص.. فى مجتمعنا الكبير، والصغير..
ولنجعل من ذلك فرصة لجعل مدوناتنا أكثر إيجابية، والانتقال من مرحلة "النقد الذاتى" إلى مرحلة "البناء الذاتى".

لا أريد دفاعاً، ولا أريد هجوماً؛ بل أريد نقاشاً يبحث فى:
- تعريف الموهوبين.
- كيفية اكتشافهم.
- المعوقات التى تمنع من استثمار مواهبهم.
- كيفية دعمهم.
- استثمار مواهبهم وتوظيفها التوظيف الصحيح.

كما أريد أن أؤكد أن هذه النقطة قد طرحها شيخنا العلامة القرضاوى قبل ذلك فى مذكراته حين قال: "لقد التقطني الإخوان، فوجهوني في نشر الدعوة هنا وهناك، واعتصروني اعتصاراً، دون أن يكون لهم أدنى اهتمام لتوجيه مثلي إلى ما يجب أن يقرأه وأن يعده للقاءاته ومحاضراته في البلدان المختلفة. فكنت أنا الذي أختار الموضوع، وأحدد عناصره، وأملأ فراغه بما يتراءى لي، وأقرأ له في إطار ما لدي من كتب وهي محدودة جدا في ذلك الوقت.
صحيح أنه كان عندي من الوسائل والإمكانات الشخصية ما يشد الناس إلي، ولكن كان يمكن أن يكون أدائي أفضل، وإنتاجي أغزر، وموضوعاتي أخصب، لو كان معها التوجيه والتنظيم والإعداد العلمي. ثم التقويم والمراجعة للدعاة وأدائهم وأثرهم في كل مدة من الزمن، كل ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو سنة."

كلام شيخنا "القرضاوى" كان عن استثمار موهبته، وعدم تنميتها؛ فما بالنا بإغفال الموهبة من الأساس، بل وعدم الاعتراف بها، وبالتالى استثمارها.
لذا فطرح الأمر ليس جديداً، وليس خاصاً بهذه الفترة الزمنية التى نعيش فيها، وليس شأنا خاصاً يناقش فقط داخل الغرف المغلقة؛ بل هو شأن عام للمجتمع كله.

إخوانى.. أخواتى
أدعوكم للمشاركة فى هذا الحوار على مدونتى، أو على مدوناتكم؛ وليكن الأمل فى المستقبل، والنظرة الإيجابية البناءة هى دافعنا فى النقاش، والتحاور.

الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧

شاهد على لقاء د. مرسى مع المدونين

"السلام عليكم و رحمة الله ازيكم يا اخواننا يارب كلكم تكونوا بخير
---------
ان شاء الله فيه بكره السبت معاد مع الدكتور محمد مرسي هو طلب اللقاء بالمدونين و طبعا حضراتكم من أكتر المدونين المؤثرين في وسط مدوني الاخوان
اخواننا او اخواتنا اللي هتوصل لهم الرسالة دي .. فهم مدعوين للقاء الدكتور مرسي"

كان هذا هو نص الدعوة التى تلقيتها على بريدى الشخصى لحضور لقاء د. مرسى مع المدونين..
كنت مشغولاً فى هذا اليوم، وترددت كثيرا فى الحضور، وفكرت فعلاً فى مدى جدوى اللقاء، وهل هناك من حاجة لإجراء مثل هذا الحوار بين أحد قياديى الجماعة، وبين رافد جديد من روافدها – إن صح التعبير – وهم المدونون؟
ترددى لم يكن بسب عدم جدوى اللقاء؛ ولكن بسبب خوفى من ضياع فرصة كهذه فى مهاترات من جهة بعض المدونين، وفى تقليدية ترفض لغة الشباب الجديدة وجرأتها من قبل أحد قيادى الجماعة.
استشرت أحد من أثق بهم فى الأمر؛ وشجعنى على الحضور؛ وأكد على أهمية حضورى.
وعزمت على الذهاب وفى ذهنى أكثر من نية:
أولها: الحوار ذاته حول الجماعة، وأدائها فى الفترة الأخيرة، والذى أراه ضعيفاً على محاور كثيرة – داخلية وخارجية.
ثانيها: معرفة عدد من المدونين الذين التقيت بكتاباتهم، ولم ألتق بهم مباشرة، وهى فرصة قد لا تتكرر.
ثالثها: محاولة أن أكون طرفاً وسطاً فى حوار توقعته مشتعلاً بين جيلين، وفكرين مختلفين.

توكلت على الله، وذهبت رغم ضيقى من قيام أحد شباب الإخوان الصحفيين بالتعامل مع الأمر على أنه سبق صحفى لا بد من اغتنامه؛ فأشار إلى الأمر فى جريدة الدستور، ووضع بعض البهارات حول الخبر؛ وذلك من نوعية "محاولة الاحتواء"، و"التمرد"، و"التيار السلفى الجديد داخل الجماعة"، وهكذا..


وصلت إلى مكان اللقاء فى تمام الساعة الخامسة، وكنت أول الحاضرين، ثم ازداد العدد تدريجياً حتى وصل على ما أظن إلى ما يقرب من 20 – 25 مدوناً ومدونة من مدونى شباب الإخوان.
وصل د. مرسى فى حوالى الساعة الخامسة والنصف، وسلم على الجميع، واصطففنا بعد انتظار قليل خلفه لصلاة المغرب.. بعدها صلى د. مرسى والمغتربون من الحاضرين صلاة العشاء قصراً مع الجمع.


فى خلال هذه الفترة تحدثت مع بعض الشباب الذين أبدوا امتعاضاً شديداً من شيئين:
الأول: الخبر الذى نشر فى "الدستور"، وخصوصاً بهذا الشكل الغريب.
الثانى: عدم حضور من قادوا حملة النقد الذاتى العلنى لتصرفات الجماعة رغم محاولات بعض المدونين التأثير عليهم، وإقناعهم بالحضور.


كان من ملاحظاتى أيضاً أن الحضور جميعاً من الشباب، والشابات لم ينتهوا من دراستهم الجامعية بعد، ما عدا كاتب هذه السطور، وصاحب مدونة "شباب الإخوان"، وهو شىء قد أسعدنى كثيراً، وإن كان قد أذهلنى أكثر.
انتقلنا بعد الصلاة إلى صالة أوسع، وبدأ الدكتور/ محمد فى التعرف علينا فرداً فرداً، ومعرفة أسماء المدونات فى جو بسيط، وغير متكلف، وأبدى تعجبه من أسماء بعض المدونات، وبدا من الأمر أن متابعات الدكتور/ مرسى للمدونات تكاد تكون منعدمة.
بدأ الدكتور/ مرسى حديثه بمقدمة طويلة جداً أصابت معظم الحضور بالقلق من نوعية اللقاء، وهل هى محاضرة؟ أم توجيه؟ أم كما قال صاحبنا "الدستورى" أنها محاولة احتواء؟!!
كانت المقدمة تتحدث عن نقطتين رئيستين:

الأولى: أن المعرفة هى الركن الأساس فى التعامل مع أى قضية سواء كانت مشكلة تحتاج لمن يتصدى لحلها، أو إصلاحها، أو كانت مقترحاً لتطوير، أو تحسين.
الثانية: الواقعية فى الطرح، والاتجاه دائماً نحو الحلول العملية لا النظرية هو أقرب الطرق للإصلاح، وضرب مثلاً على ذلك بمقولة كمال الشاذلى لنواب الإخوان - فى إحدى المرات داخل مجلس الشعب – ما أسهل أن تعارضوا، أو أن تقولوا أن هذا خطأ، أو أن هذا فاسد؛ لكن نحن نريد منكم أن تقدموا حلولاً لا كلاماً؛ ورغم أن هذا الكلام لم يقصد به كمال "بيه" حلولاً، ولا إصلاحاً؛ ولكنها فى النهاية كلمة حق أريد بها باطل – وهذا التعليق من عندى، وليس من عند الدكتور/ محمد.
كانت هاتان النقطتان محور كلام الدكتور/ مرسى، ودندن حولهما بضرب لأمثلة لحال البلد، والفساد الذى يعتريها، وأنها وصلت إلى مرحلة من الفساد غير متخيلة أبداً، وكان من أمثلة ذلك الصرف الصناعى الذى يصرف فى النيل، ويستخدم بالتالى كماء لرى المحاصيل، رغم احتوائه على مواد صلبة مضرة جداً على صحة الإنسان، والتى تؤدى بالتالى إلى أمراض السرطان والكبد وغيرها.

بعد المقدمة الطويلة، والتى اعتذر الدكتور عن طولها.. بدأ حوار مفتوح مع شباب المدونين؛ وكان بالطبع السؤال الأول حول اللقاء، وما الهدف منه؟ وكيف تصنف قيادة الجماعة شباب المدونين؟ وهل تراهم متمردين؟
كانت إجابة د/ مرسى مفاجأة للجميع؛ فقد نفى أنه من دعى للحوار، أو أنه تعمد دعوة المدونين للحوار، بل كل ما فى الأمر أنه قد بلغه أن مجموعة من شباب المدونين يودون لقاء أحد قيادات الجماعة؛ فرحب بذلك وتم ترتيب اللقاء.
أما بالنسبة لموضوع تصنيف هؤلاء الشباب؛ فكانت المفاجأة الأكبر ألا تصنيف لهم، وأن ما يكتبونه هو شىء صحى جداً؛ بل إنه اعترض على من طلب أن يكون التدوين موجهاً لخارج الإخوان، أما الحديث عن الداخل فمكانه الإخوان فقط..
وقال فى ذلك: ما المانع أن يطرح كل منكم رأيه على مدونته فى كل الأمور العامة التى تخص الإخوان، وغير الإخوان، وضرب مثالاً لذلك بالحزب، والنقاش المفتوح حوله، وشجع على نقده علناً على المدونات..
وضح من إجابة الدكتور/ محمد أن موضوع النقد الذاتى، وما طرح فيه علناً لم يكن على علم بتفاصيله؛ ولكنه قال – معنى لا نصاً: إن الإنسان دائماً فى حاجة لأن يتعلم، ويعرف، ويخطأ؛ ولا داعى للقلق من لفظ زائد هنا أو هناك، والشاب بطبيعته مندفع، ومتحمس - وحماسته تلك مطلوبة.. والشيخ بطبيعته حذر وهادئ – وهدوءه كذلك مطلوب..
وكما أن الشباب مطلوب منهم أن يتقبلوا هدوء الشيوخ، فكذلك الشيوخ مطلوب منهم أن يتقبلوا طبيعة الشباب.

وسار الحوار على هذا المنوال؛ فلم يتبرم د. مرسى من نقد، أو اختلاف فى وجهات النظر؛ كما لم يخرج الشباب عن آداب الحوار التى كنت أخشى أن تفقد فى مثل هذا اللقاء.
استأذن البنات فى الانصراف مبكراً حتى لا يتأخرن، وفاتحن الدكتور قبلها فيما يتعلق بالعمل النسائى، وضعفه داخل الجماعة، وعدم الاهتمام الكافى بهن، وكذلك شكون من ضعف تكوين الأخوات من الناحية الثقافية والسياسية، وضربن أمثلة على ذلك فى أعمال الجامعة، وكيف أن الأخوات يهتممن بالحشد، لا بالكيف، وبالعدد لا بالعدة.
ولم ينكر كلامهن الدكتور/ مرسى؛ ولكنه طلب منهن أن يحددن لقاء خاصاً يتحدثن فيه عن هذه الأمور بالتفصيل، ورؤيتهن للحل.

انصرف البنات إذن قبل الحديث بتفصيل جزئى عن الحزب، وعن الاعتراضات القائمة عليه، وعن عدم توزيعه على قواعد الجماعة حتى يستطيع شباب الإخوان أن يتحدثوا مع المجتمع فى تفصيلاته دون حرج عدم المعرفة.
وأجاب الدكتور بأن مكتب الإرشاد ترك للمكاتب الإدارية تحديد مستوى النقاش، والطرح؛ فمنها من وزعه بصورة أوسع على القواعد، ومنها من قصره على أعضاء المكتب فقط، ورغم ذلك تأخر استلام التعليقات على الحزب من المكاتب الإدارية بتأخير وصل إلى ثلاثة أشهر بعد أن كان الاتفاق على أسبوعين فقط.

دار الحوار، واختلفت فيه أنا وبعض الزملاء مع الدكتور فى قضية رئاسة المرأة، وغير المسلم، وقلنا له أن الولاية العامة غير متحققة فى الدساتير حتى على المستوى القطرى؛ لأن الرئيس ما هو إلا فرد تحكمه مؤسسات، وسلطات متعددة؛ وبالتالى فلم تعد له تلك السلطة السابقة التى يمنع فيها غير المسلم من ولايتها.
وكانت المفاجأة بالنسبة لى أن الدكتور/ محمد موافق على هذا الكلام، وأن اجتهاد الدكتور العوا وغيره حول الرئيس القطرى فى الدولة الحديثة صحيح على المستوى النظرى؛ ولكن الخلاف حول أن دستورنا الحالى سلطات الرئيس فيه مطلقة، وهى دون جدال ولاية عامة دون ريب؛ لذا فإن تولى غير المسلم لهذه الولاية العامة مرفوض شرعاً؛ أما إذا تحققت دولة المؤسسات تلك فالأمر حينها يختلف، ويحتاج إلى اجتهاد جديد.
ورغم اختلافى مع هذا الرأى؛ لأن البرنامج فى النهاية يطرح رؤية مستقبلية، وليست آنية؛ إلا أن الرد فاجئنى، وأن النقاش داخل مكتب الإرشاد كان أعمق مما تصورت، وأن الرأى الغالب كان بسبب هذه الرؤية للولاية العامة الحالية.
وعندما أثار البعض أن السكوت عن هاتين النقطتين كان أفضل، أجاب الدكتور بأن هذه النقطة طرحت وتم التصويت عليها وكانت الغالبية مع الوضوح والصراحة فى طرح الرأى الذى تم الاتفاق عليه بأغلبية الأصوات.

اتفقت مع هذا الرأى الأخير رغم اختلافى مع النقاط الشكلية التى طرحها الحزب، وأثارت زوبعة من لا زوبعة فى دولة كانت مسلمة، وستظل مسلمة – شاء من شاء، أو أبى من أبى.

إخوانى.. أخواتى

كانت هذه محاولة من الذاكرة لطرح ما دار فى هذا الحوار الجميل، والراقى بين رجل تعدى الخمسين عاماً، وحاصل على درجة الدكتوراة فى الهندسة من الولايات المتحدة الأمريكية.. رجل ذى عزيمة قوية كما كنت أسمع عنها من بعض زملائى الشرقاويين، وكيف أنه كان محاضراً للطلاب فى كلية الهندسة بجامعة الزقازيق فى صباح اليوم التالى مباشرة لمهزلة تزوير انتخابات دائرة الزقازيق رغم إعلان النتيجة فجراً بعد يوم عصيب..
حوار بين هذا الرجل العظيم، وبين مجموعة من الشباب الصغير الذى يحق لجماعة الإخوان أن تفاخر بهم أمتها، ومنافسيها بأن لديها هذا الشباب الناضج الثائر المتحمس، الذى يريد لأمته أن تنهض دون أن يقيد نفسه فقط فى إطار الجماعة وقيودها الطبيعية، بل خرج إلى أهله، ووطنه الذى هو منهم، وهم منه.

وخرجت أنا من هذا الحوار، وأنا سعيد بهذه الروح الجميلة التى كسرت قيد التنظيم، وضوابطه بدعوة جاءتنى على بريدى الإليكترونى لألتقى فيها بقيادى من قيادات الجماعة.
يتبقى فى النهاية أن تتواصل مثل هذه اللقاءات، وأن تتحسن آلية التواصل بين أفراد الجماعة وقيادتها.

ملحوظة أخيرة: ما ذكر فى جريدة الدستور حول طلب شباب الإخوان من د. مرسى أن يقلدوا الحزب الوطنى فيما يسمى بالانتخابات القاعدية وهم جرى فى خيال كاتـِبَيه، وأكتفى بما ذكره أحمد عبد الفتاح فى مدونته.

والسلام