الأحد، ١٠ مايو ٢٠٠٩
رسالة أوباما للعالم الإسلامى فى الذكرى الثانية والأربعين لهزيمة الخامس من يونيو
أحدثكم هذه الليلة بعد مرور اثنين وأربعين عاماً على يوم فاصل فى تاريخ حضارتنا البشرية العظيمة.. يوم الخامس من يونيو الذى فرض فيها أبناء هذه الحضارة - الذين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها - السلام على
جئت إليكم وفى يمناى سيف ذاق بأسها مئات الآلاف - بل والملايين - فى العراق وأفغانستان وفلسطين.. وفى يسراى بضعة ملايين من الدولارات اقتطعتها من عوائد آبار نفط الخليج حتى ينعم بها خدمنا وعبيدنا فى منطقتكم..
إننى قد جئتكم وأنا أحمل بين يدىّ غصن الزيتون الذى قطعناه فى حيفا
الثلاثاء، ٥ مايو ٢٠٠٩
حاجتنا إلى رجال
شاءت الأقدار أن يفارقنا علمان كبيران من أعلام الدعوة الإسلامية فى العصر الحديث؛ ففارقنا بداية العالم والمجاهد د. توفيق الشاوى، ثم رحل عنا الطبيب الداعية الإنسان د. حسان حتحوت.
وقد عمدت إلى قراءة ما استطعت الحصول عليه من إنتاج هذين الرجلين؛ لأتعلم منهما، وأعرف قدر جهادهما.
وقد أدهشنى فعلاً ما قرأت منهما، أو عنهما، من جهاد وتضحية، ونبل وكرامة، وأخلاق ودعوة.
قرأت – وما زلت أقرأ – سفر د. توفيق الشاوي “مذكرات نصف قرن من العمل الإسلامي”، كما قرأت ما كتبه الشيخ القرضاوى عن “أمة فى رجل”.
وقد هالنى أن يرحل أمثال هؤلاء فى صمت دون التفات، ولا انتباه.
ولكن أكثر ما شد انتباهى، وأثار شجونى سؤال ألح على خاطرى كثيراً: هل بين أبناء الدعوة الإسلامية حالياً أشباه لهؤلاء؟
إن كان حسن البنا قد ترك فى هذه الأمة – بشكل مباشر - رجالاً فى حجم محمد الغزالى، وسيد سابق، ويوسف القرضاوي، وعبد القادرة عودة، وتوفيق الشاوي، وحسان حتحوت، ويوسف ندا، وغيرهم الكثير ممن نشروا الإسلام – فكراً وعملاً – فى ربوع العالم كله شرقه وغربه، عربه وعجمه.
وإن كان حسن البنا قد قدم هؤلاء، وغيرهم، فماذا قدم الإخوان – تحديداً – للأمة فى هذه الأيام العصيبة التى تمر بها.
حاولت ان أستذكر اسم عالم، أو شيخ، أو اقتصادي، أو مفكر، أو حتى كاتب يشار إليه بالبنان فقلما وجدت.
فهل عقمت الدعوة أن تأتى بأمثال هؤلاء مرة أخرى؟
أم غابت الرؤى والمناهج التى تنتج قادة وعلماء جدد فى ميادين الحياة المختلفة؟
أم أن الحركة استنفذت الجهد والوقت؛ فلم تترك مجالاً للإبداع والابتكار؟
نظرة واحدة على أسماء قيادات الإخوان الحاليين، والتى تخلو من أى مفكر أو كاتب، أو عالم له وزنه واعتباره بين الأمة تشخص لنا حجم المأساة، ومدى عمقها، كما تقدم لنا مبرراً منطقياً لحالة الرمادية الشديدة التى تعيشها الجماعة.
إن الإخوان – بالفعل – هم الجهة الوحيدة المؤهلة – بعون الله – على إحداث تغيير جذرى فى هذه الأمة؛ لما يتمتعون به من قدرات عددية، وتنظيمية كبيرة لا ينافسهم فيها أحد فى مصر أو على امتداد الأمة بأسرها.
فالأمة فى حاجة فعلية إلى أطباء نابهين، وعلماء أفذاذ، ومجتهدين مخلصين، ومفكرين مبصرين كما هى حاجتها إلى دعاة ينيرون الدرب، وحركيين يجيدون التنفيذ.
أسمع عن رجال كانت تؤهلهم إمكاناتهم، ومؤهلاتهم لأن يكونوا على درب النوابغ السابقين، ولكنهم أُسروا فى قيد العمل التنظيمى، فخسرناهم مرتين..
أعرف أديباً تؤهله بلاغته وفصاحته أن يسبق فى مجاله، ولكن قيدَه خـَوَّفـَه من ترك الأَولى – الذى حدده له ضيقوا الأفق.
وأستاذاً فى الطب كان التلميذ النابه للدكتور/ أحمد شفيق – كما حُكى لى، فصار جراحاً عادياً؛ لاستهلاكه فى المسئوليات التنظيمية.
وأستاذاً فى الهندسة تأخر زمنياً فى تحصيل علم أحبه؛ لأن أستاذه أبلغه أن الدعوة – بمفهومها الضيق – أولى من تحصيل العلم والنبوغ فيه.
وهناك الكثير والكثير من الطاقات المعطلة، والنفائس المخزنة فى قيد غير محدد المعالم، أو الوجهة.
إن الإخوان يحتاجون إلى رؤى ومناهج جديدة تقدم للأمة ولا تخصم منها، يحتاجون إلى رجال يقودون الأمة ولا يتركونها فريسة يعبث بها كل لاه أو صاحب مصلحة.
كما أن الأمة أيضاً بحاجة إلى رجال يعملون فى نسق بديع، فيضحون بأوقاتهم، وعلمهم، بتجرد وإخلاص دون انتظار لمغنم، أو تحيز لعدو، ولن يتأتى ذلك بغير عمل منظم وموجَّه.
أدعو الله أن يرشد الأمة للصواب، وأن يستنقذها من براثن الجهل والتخلف والجور الذى تعيش فيه، وأن يقيض لها رجالاً يصدقون ما عاهدوا الله عليه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)