الخميس، ٢٧ أغسطس ٢٠٠٩

أن تعيش وحيداً فى رمضان

من نفحات الله على عباده شهر رمضان.. شهر القرآن.. والتوبة إلى الله..

وهو الوقفة السنوية التى يحتاج إليها المسلمون (أمة وأفراداً) ليراجعوا فيها أنفسهم، وأحوالهم، ومدى قربهم من خالقهم، والتزامهم بتعاليمه، والاقتداء بنبيه فى الأقوال، والأفعال..

كما أنه شهر تجديد الإيمان، والعتق من النار..

وقد أتانى رمضان هذا العام – ولأول مرة فى حياتى – وأنا وحيد.. مفتقد لأهلى، وأحبائى.. بعيد عن أرضى، وناسى..

أتانى رمضان لهذا العام، وأنا فى غربة لم أعتدها.. غربة رفقة، وغربة مكان..

وقد يكون هذا الجو مثالياً لشهر العبادة.. شهر القرآن..

ففى مثل هذه الوحدة تتخفف من العوائق، وتتخلص من المشاكل، وتتجنب كثرة القيل، والقال، وكثرة السؤال..

وفى مثل هذه الغربة يتوفر الوقت، وتتوافر الراحة؛ ويستريح البدن؛ فيصفو القلب، وتسمو الروح، ويروق العقل..

ولمثل هذه الفرصة، تكثر من تلاوة القرآن، وتسرع الخطى إلى المساجد، وتسبق إلى الصف الأول، وتمكث إلى طلوع الشمس، وترطب لسانك بذكر الله.

حلم جميل قد يرد بخاطر كل واحد منكم أن تأتيه تلك الفرصة التى واتتنى فى هذا الشهر الكريم..

حلم جميل أن تفرغ للعبادة، وأن تقترب من الطاعة، وأن تبتعد عن المعاصى..

ولكن..

يرد الخاطر، وتـُستدعى الأحداث..

  • ألمثل هذا خلقنا الله؟!

  • علام نـُحاسَب إن عشنا منفردين؟!

  • ومتى نجاهد إن صرنا منعزلين؟!

  • وهل ننجو بأنفسنا؛ ولتغرق الأمة؟!

إخوانى.. أخواتى

يا من تكابدون، وتصبرون على أذى الناس؛ فتأسى على الأذى نفوسكم..

ويا من تكدون فى أعمالكم، وتسعون على أرزاقكم؛ فتعودون منهكين متعبين..

ويا من تصلون أهلكم وإن قاطعوكم؛ فتتألم لذلك قلوبكم..

ويا من تسهرون لمصالح الناس؛ فلا تـُشكرون..

ويا من تربون أبناءكم؛ وتقومونهم، فتنجحون تارة، وتخفقون أخرى..

ويا من تعايشون أزواجكم؛ فتفرحون، وتغضبون..

ويا من ...........

إلى كل هؤلاء:

هنيئاً لكم، وإن قـَلـَّت عباداتكم الظاهرة..

بشراكم؛ فهذه هى الحياة التى أرادها الله لنا..

أغبطكم.. وأدعو الله أن تعود إلىّ الحياة مرة أخرى..

هناك تعليق واحد:

  1. رمضان كريم
    انا اعتقد ان غربتنا نحن نصنعها بانغلاقنا على انفسنا ورفضنا الاندماج في محيطنا الجديد

    ردحذف