الثلاثاء، ٣ يوليو ٢٠٠٧

فاصل

كثيراً ما يبحث الإنسان عن فترة راحة يستريح فيها من همومه، وأعبائه..
يبحث فيها عن الهدوء، والمراجعة..
يبحث فيها عن وقفة يقيم فيها نفسه، وحياته..
يقيم فيها مواقفه، وتعاملاته..

وغالباً ما يفتقد الإنسان هذه الفرصة؛ إما بسبب كثرة انشغالاته، ومسئولياته، أو بسبب عجزه عن التفكير وقت التنفيذ، والمسئوليات.

هكذا هى الدنيا.. يدور الإنسان فيها كما يدور الطحين تحت الرحى - إلا من رحم ربك.
ينتقل الإنسان فيها من مرحلة إلى أخرى؛ فتحركه الأحداث، وتمور به الخطوب، وهو لا يستطيع الفكاك، ولا فرصة لديه لالتقاط الأنفاس..

أما أنا فقد جاءتنى هذه الفرصة سانحة.. جاءتنى فرصة السفر خارج مصر فترة وجيزة من الزمن؛ لعمل مؤقت..
وأظن أن هذه فرصة عمرى؛ لألتقط الأنفاس، وأتأمل فى حالى، ومآلى.. وأتدبر ما حولى دون ضغط، ولا عجلة..
قد تكون فرصة أبتعد فيها عن الأحداث؛ حتى أستطيع أن أكون من المؤثرين فيها، لا المؤثرة فيهم.

لذا فأنا أدعو الله عز وجل:

1- أن أعيد النظر فى علاقتى بخالقى - جل فى علاه - الذى يصبر علىّ كثيراً، وأنا ....

* فرصة جاءت إلىّ على طبق من ذهب أتخفف فيها من بعض المسئوليات حتى أتقرب إليه أكثر، وحتى أتذلل إليه أكثر، وحتى أدعوه أكثر وأكثر..

* فرصة أزيد فيها من عباداتى، ونوافلى، وطاعاتى حتى أعود إلى ما يحبه ربى، ويرضاه..

* فرصة كى أرتبط بكتاب الله تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً بعد فترة من الجفاء منى.

2- وأن أعود للقراءة التى أحبها بعيداً عن قراءة الصحف السيّارة التى تـُضيِّع منى حبى للقراءة العميقة، والمتأنية.

3- وأن أُقيِّم الفترة السابقة من حياتى.. كيف كانت؟ ثم كيف أصبحت؟ وأسأل نفسى عمن أحبهم: هل قصرت فى حقهم؟ أم قصروا فى حقى؟ وأحاسب نفسى عما ارتكبته من أخطاء، وكيف أصلح هذه الأخطاء.

4- وأن أطوِّر نفسى فى مهنتى، وأن أعيش تحدياً مهنياً أثبت فيه ذاتى، وأستعيد فيه ثقتى بنفسى.

5- وأن أعايش أفراداً مختلفين، وأن أرى بيئة مختلفة، فأزداد خبرة، وأزداد معرفة.

6- وأن أعيش فى بيئة مغلقة؛ فأقدر نعمة البيئة التى أعيش فيها، فأشكر الله على نعمائه، وتقل انتقاداتى لواقعى الذى أعيش فيه، وظروفى التى تحيط بى.

7- وأن أفكر فى المستقبل الشخصى، والعام، وكيف أستطيع أن أخطط له، وأن أطوره بعيداً عن واقع العمل الذى يجعلك منقاداً للتنفيذ لا التخطيط.

8- وأن أدعو لأمى التى ستجرى عملية جراحية وأنا بعيد عنها؛ فقد يتقبل الله دعائى وأنا مسافر؛ ولكى أدرك قيمتها التى ما من شىء يظنه الناس فىً حسناً إلا كان منها، ومن تربيتها.

9- وأن أترك قليلاً أولادى، وزوجتى الحبيبة، التى سأفتقد رأيها، وقلقها علىّ؛ كى لا يصبح ما تفعله مألوفاً؛ فأنسى شكر ربى عليه، وأنسى تقديرى لها.

هذا ما آمله، وهذا ما أرغب فيه، فهل سأناله؟ أم أنها الأمانىّ؟

بإذن الله لن تكون أمانى، بل ستكون واقعاً أحاول أن أكوّنه بحول الله وقوته.

إخوانى.. أخواتى
لا تنسونى من دعائكم، وسامحونى على كل ذنب اقترفته فى حق أحد منكم؛ فأنا فى حاجة شديدة لهذا الدعاء.

هناك ٨ تعليقات:

  1. غير معرف٣/٧/٠٧ ٢:٢٥ م

    السلام عليكم
    تروح بالأماني وترجع بالأعمال الصالحات

    بس الله يكرمك خليني في الذاكرة ... اوعي تنساني من دعائك .. انت عارف أخوك محتاج قد ايه للدعاء

    .... تيجي بالسلامة يا ريس


    أبو يحيي وريم

    ردحذف
  2. الفاضل محمد المهندس صاحب مقال فاصل لكم هى سعادتى وغضبى فى نفس الوقت اثناء زيارتى مدونتك
    اما السعادة لانى اقرأ ما كتب انسان بمعنى الكلمة عن جوانب افتقدناها فى معركة الحياة وهى محاسبة النفس وتقييمها وما الى ذلك من بديهيات الانسانية والدينية
    اما غضبى فيرجع الى عدم زيارتى مدونتك الرائعة من قبل
    تامر المهدى

    ردحذف
  3. بارك الله فيك وأعانك على تحقيق أمانيك

    ردحذف
  4. إن شاء الله تكون بداية جديدة و موفقة يا أستاذ محمد
    تفكير طيب بإذن الله في إعادة تقييم النفس و تقويمها
    و ربنا يعينك على تحقيق أهدافك من هذا السفر و هذه الفرصة

    و ربنا يتم لوالدتك الشفاء بإذن الله

    ردحذف
  5. سنتوحشك كثيا أستاذنا.. تعود سالما غانما بإذن الله

    ردحذف
  6. ربنا يوفقك ...وتحقق بإذنه كل اللي تتمناه

    ردحذف
  7. مستنيين رجوعك بالسلامة يا أخويا الفاضل جدا محمد :)
    و يارب يتحقق كل اللي انت بتتمناه
    لك منا أطيب سلام

    ردحذف