الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

ناصر وناصر




ناصر عبد الله، وناصر جاد الله..

سباك، ونجار..

مسلم، وقبطى..

شابان مصريان جمعهما الاسم، والعمل اليدوى، وطريقة الموت..

شاء الله لهما أن يجسدا الوحدة الوطنية المصرية الحقيقية بين مسلميها، ومسيحييها، دون شعارات، ولا هتافات من نوعية "تحيا الهلال مع الصليب"، ولا من نوعية قـُبلات "شنودة" و"طنطاوى"..

مَثـَّل هذان الشابان صورة المشاركة الحقيقية التى يلتقى عليها كل أفراد الأمة المصرية المغلوبة على أمرها..

لم يكن مصرعهما فى مظاهرة همجية تستدعى "شارون" لحماية الأقباط، ولا فى تصرفات عبثية تحرق بيوتاً لمنع بناء كنيسة..

قـُتل الشابان على يد الزبانية.. زبانية الدنيا.. الذين يسومون المصريين كافة أنواع العذاب الدنيوى..

اشترك الشابان فى رفضهما إتاوة دَرَك النظام الفاسد، واشتركا فى رفض تهديدات ووعيد المجرمين.. مجرمى الفزع المصرى..

نال أحدهما شرف القتل برميه من شباك شقته المتواضعة فى العمرانية، ونال الثانى هذا الشرف فى أحد سلخانات حبيب العادلى فى المنصورة بعد سحله على أرض قريته تلبانة..

ترى ما هى الوحدة الوطنية إن لم تكن ما مثله ناصر عبد الله، وناصر جاد الله؟!!

أليست وحدة المصير خير مثال للوطنية، وخير معبر عن وحدة الوطن الواحد؟!!

الغريب أنى لم أسمع صوتاً لمطنطنى الوحدة الوطنية، ووحدة "الهلال والصليب"، ووحدة عنصرى الأمة..

اختفوا كما يختفى السراب..

اختفى "مايكل منير"، و"كرم جبر"، كما اختفى "نجيب جبرائيل"، و"عبد الله كمال".

ومن قبل هؤلاء اختفى "شنودة"، و"طنطاوى"..

إخوانى.. أخواتى

فليكن شعار وحدتنا الوطنية "ناصر، وناصر"..
ولنعلم أن مهمتنا الواجبة هى التصدى لهؤلاء القتلة المجرمين..

السبت، ١٨ أغسطس ٢٠٠٧

لكِ الله يا مصر


هذه العصابة التى تحكم مصر لم يكفها بلداً مخرباً، وأرضاً قاحلة، وفوضى عارمة، وشباباً هرِماً، ونفوساً يائسة، و....
لم يكفها مالاً منهوباً، وأراضٍ مغتصبة، و....
لم يكفها حرقى قطارات متهالكة، وغرقى عبارات مخالفة، وقتلى طائرات ساقطة، و....
لم يكفها مياهاً ملوثة، وأطعمة مسرطنة، و....
لم يكفها ملايين الموتى من مرضى السرطان، والتليف الكبدى، والفشل الكلوى، و....
لم يكفها تقزيم مصر أمام رعاة البقر، وقتلة الأنبياء، و....

لم يكفِ هذه العصابة كل ذلك الفساد، والنهب، والقتل، والتدمير..
لم يرضهم كل ذلك، وبقى الأرق يقض مضاجهم، والسهاد يمنع النوم عن أعينهم؛ فقد بقى من يقول لا، وظل من لم يفقد الأمل صامداً شامخاً..

ظل من يرفض الخنوع لبيع مصر، وخراب مصر..

ظل عصام العريان، وخيرت الشاطر وإخوانهما يجابهون - بالفعل لا بالكلام - طغمة فاسدة، ومخططات مدمرة..

ظلوا رافعين للراية.. راية الصمود، والتحدى..
ظلوا رافعين لراية "لن نستسلم، ولن نلين"..

ظلوا - بالفعل لا بالكلام - فى الساحة يُربّون الشباب، ويبثون الأمل فى النفوس، ويتحدون تزوير الانتخابات، ويتحدون دسترة الطوارئ..

ظلوا يبثون الأمل فى نفوس هذا الشعب المسكين، الذى تريد له العصابة الحاكمة أن يستسلم، وأن يرضخ لوهم صنعته هذه العصابة بأنهم أصحاب الأرزاق يهبونها من يشاءون، ويمنعونها عمّن ينبذون!! وأن النفوس بأيدى جلاديهم يبقون منها حياً من يشاءون، ويقتلون منها من يريدون!!

بقيت إذن معركة لم ينتصر فيها هؤلاء الطغاة.. معركة الإرادة التى ما زالت فى صدور الشرفاء الذين ما زالوا يبثون الأمل فى صدور باقى المصريين..

"أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"
هذا هو الحل، هذا هو الطريق..

فليخرج إذن خيرت الشاطر، وعصام حشيش، وصلاح الدسوقى، وإخوانهم..
وليخرج عصام العريان، ومحيى الزايط، وحمدى إبراهيم، وإخوانهم..

فليخرجوا لأنهم أناس يتطهرون؛ بل ويريدون أن ينقلوا هذه العدوى لعبيدنا الذين نحكمهم، وننهبهم، ونقتلهم..

فليخرجوا إذن؛ لتبق لنا الساحة خالية، ولكى يكتمل مخطط قتل النفوس، وقتل الإرادة..
فليخرجوا إذن؛ ليكتمل بيع مصر لملاكها الجدد منا، ومن أحبابنا من الصهاينة، والأمريكان..
فليخرجوا إذن؛ ليرضى عنا أسيادنا فى البيت الأبيض، ولكى يحفظوا لنا مقاعدنا من ثورة شعب بئيس فقير..

إخوانى.. أخواتى
لن نستسلم..
لن نلين..

ولكِ الله يا مصر..