الخميس، ١٧ أبريل ٢٠٠٨

المحكمة العسكرية

عاجز حتى الآن عن وصف شعورى نحو أحكام المحاكمة الهزلية – والمسماة زوراً بالعسكرية..
فلا أدرى هل أنا فى حاجة لأكون أكثر غضباً؟ أم أكثر هدوءاً؟


هل تغييب رجل بحجم م. خيرت الشاطر – علماً ومكانة - عن الواقع المصرى، وحبسه خلف القضبان كل هذا السنين حدث عابر يتساوى مع كل أحداث الساحة الفوضوية المصرية؟


هل سجن عالم، وعبقرى فذ مثل د. محمد بشر حدث يتساوى مع رؤية رعاع الأمة، وناهبيها فى موقع المسئولية منها؟ وبالتالى فالأمر لا يحتاج إلى مزيد من الغضب.


هل اختفاء عالم كريم حنون، وداعٍ لطيف، وأب رؤوف مثل د. صلاح الدسوقى عن حياتى الشخصية، وعن حياة زوجه، وابنه، وتلامذته ما هو إلا منغص جديد من ضمن منغصات واقعنا المرير؟ فلا جديد إذن يستحق مزيداً من الغضب.


هل دموع زوج أ. حسن مالك أمام المحكمة على زوج مخطوف، ومال منهوب، وعمر مسلوب تستحق مزيداً من الغضب؟


مائة استفهام، واستفهام تدور فى ذهنى، وتلح على خاطرى، وتدعونى إلى حيادٍ عجيب فى المشاعر..
أشعر بهذا الحياد أن عمرى قد ازداد عشرين سنة أو يزيد؛ فأفتقد غضبة الشباب، وأبحث عن حكمة الشيوخ التى صقلتها السنون، والتجارب والخبرات، وتكرار مواقف الظلم.
كثيراً ما كنت أنصح من هم دون العشرين عمراً بألا يفقدوا حماسة الشباب، وفورته؛ فهما عنوان مرحلتهم العمرية، ودليل حيوية جماعتهم الدعوية.
وكنت على الجانب الآخر أطلب منهم تفهم مواقف الشيوخ؛ لأنها طبيعة الشيوخ، ودليل حكمة السنين، والتجارب والخبرات.
وكنت أؤكد لهم على أن تلاقى الحماسة مع الحكمة هو المُحرك الواعى لحركة الجماعة داخل المجتمع؛ فإن انتصرت الحماسة وحدها توقفت المسيرة، وإن انتصرت الحكمة وحدها ماتت الجماعة.
والآن أسأل نفسى: أين أنا من الحماسة، والحكمة؟


وفى نفس يوم الأحكام الجائرة، والحنق يملأ الصدور، وإحساس الظلم يهز الوجدان كنت مدعواً إلى حفل يقيمه طلاب الإخوان المسلمين لزملائهم من الفرقة الرابعة قبل تخرجهم من كليتى التى تخرجت منها منذ عشر سنين، وكان الحفل فى أحد النوادى المهنية على النيل فى قاهرة المعز.
كنت أعلم أن الحفل فرح، وأن الفرح هو واجب الوقت لهؤلاء؛ ولكنى سائلت نفسى قليلاً: هل هذا وقت فرح؟ أأفرح، وألهو، وأضحك وأمهات، وزوجات، وأبناء المظلومين يبكون غياب أحبابهم خلف قضبان الجلادين، والمتجبرين؟
أهذا وقت سرور، واحتفال وعلماء الأمة، وأنقياؤها يسجنون، ويحبسون؟
وكعادتى غلبتنى الحكمة، وقالت لى نفسى: بل هذا هو أبلغ رد على الأحكام؛ فحياتنا تسير، ودعوتنا تسير، ولن يوقفها بطش باطش، أو ظلم متكبر متجبر.
وحضرت الحفل، وتفاعلت معه بالضحك، والسرور، والسعادة لرؤية هؤلاء الشباب الغض النقى وهو يستعد لطرق أبواب الحياة من بابها الرئيس، ويمتلكون فى الوقت ذاته التفاؤل، والحماسة، والإقبال على الحياة.

إخوانى.. أخواتى
هل نحن فى حاجة لمزيد من الغضب؟
أم فى حاجة لمزيد من الحكمة؟

هناك ٤ تعليقات:

  1. مزيد من الحكمة

    ردحذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    أولا أعرف نفسى :
    أخوكم :أبوبكر حمدى كمال
    المنصوره دقهليه
    ثانيه تخطيط عمرانى القاهره
    جزاكم الله خيرا على المتابعه وربنا ينتقم من الظالمين وانشاء الله دولة الظلم ساعه ودولة الحق الى قيام الساعه.
    الله أكبر ...ولله الحمد

    ردحذف
  3. نريد المزيد من كل شيء يا اخي

    نريد فكرا


    ولكن صبرا

    هذه هي التضحيات

    التي قال قال عنها البنا

    ولو نفجأ

    ولكن ابشر

    قريبا جدا

    سنحصد ما نضحي به

    وسيحصد اولئك الظالمين ما يجنون

    ردحذف
  4. لم أعد أعرف
    نحن نملك كل ما ذكرت
    ولكننا لا نفعل شئ
    ربما نحن بحاجه لكسر قيودنا
    نحن بحاجه ان نجنى بعض الثمر

    أنفاس الصباح

    ردحذف