الأحد، ٦ سبتمبر ٢٠٠٩

رسائل إلى الدعاة

message لم تكن الدعوة إلى الله يوماً حكراً على مجموعة من المسلمين دون غيرهم؛ ولكن أرادها الله لعموم المسلمين – كل على قدر استطاعته وعلمه.

كما أن الدعوة لم تكن يوماً منحصرة فى كلمات تقال على منبر، أو سطور تكتب فى صحيفة؛ ولكنها كانت بالكلمة تارة، وبالعمل مرات، وبالخطابة مرة، وبالسلوك مرات، وبالحجة مرة، وبالقدرة مرات..

ولم يشهد عصر سابق ما يعيشه عصرنا من كثرة منابر دعوة الكلمات: فمن منبر الجمعة، إلى دروس العلم، ومن شريط “الكاسيت” إلى أقراص “الفيديو”، ومن مسامع الإذاعة، إلى مشاهد “التليفزيون”.

ورغم ذلك يجمع الناس أن الأخلاق ازداد انهيارها - وإن كثر رواد المساجد، وأن الذمم استشرى فسادها – وإن علت بالدعاء الحناجر، وأن الأواصر تقطعت – وإن بانت من الإسلام المظاهر..

ولم أر سبباً لمثل هذا التناقض كغياب القدوة..

القدوة المتجسدة فى بشر نراهم، ونعايشهم.. يعملون، فنتأسى بفعالهم، ويعفون، فنزهد، ويسمون، فنرتقى، ويتواضعون، فنرق، ويتجردون، فنتحرى..

ولقد سلَّم دعاة الكلمات بهذا الغياب؛ فصاروا يستدعون القدوات من سالف الأزمان؛ وجميل الأفعال من صفحات التاريخ..

ولسان حالهم فى ذلك يقول: زمانكم زمان المعصية، وما عاد بينكم من به تقتدون، ومن بسيرته تقتفون، ونحن مثلكم، ولكنا نقرأ، وأنتم لا تقرؤون..

وتواطأ على ذلك جل الدعاة؛ لعجز فى أفهامهم، والمدعوين؛ لرغبة فى نفوسهم إلا من رحم ربك..

وقديماً قالوا: “فعل رجل فى ألف رجل خير من كلام ألف رجل فى رجل”..

فأين نحن من كلامنا؟ وأين أمتنا من فعالنا؟

وسأحاول فى هذه السلسة البسيطة أن أوجه رسائل للدعاة إلى الله، استخلصتها من مواقف عايشتها؛ وأثرت فىّ.. منها الإيجابى، ومنها السلبى..

ولتكن هذه الرسائل لنفسى، ولغيرى من باب “وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.

أتوجه بها إلى صاحب العمل، كما إلى الموظف.. وإلى الزوج، كما إلى الزوجة.. وإلى الشاب، كما إلى الكبير..

والله هو الموفق، وهو الهادى إلى سواء السبيل..

هناك تعليقان (٢):

  1. غير معرف٦/٩/٠٩ ٤:٠٩ م

    منتظرين ابداعاتك أخي العزيز بفارغ الصبر


    شيماء المهندس

    ردحذف
  2. غير معرف٧/٩/٠٩ ٢:٥٥ م

    فكرة طيبة , وفي انتظار التجارب للاستفادة
    وجزيتم خيرا

    ردحذف