الأحد، ٤ مارس ٢٠٠٧

طبائع الاستبداد، ومصارع الاستعباد


بعد أن رأيت صور أهالى وأطفال الإخوان المحالين إلى المحاكمة العسكرية، والممنوعين من التصرف فى حر أموالهم التى سهروا عليها الليالى، وتعبوا فى تكوينها دون أن يقترضوا من بنوك، ودون أن يرتشوا من مال عام، ودون أن يشاركو ابناً من أبناء الكبار فى النصب على هذا الشعب المسكين..
رأيت صورهم، وشعرت بالمرارة.. مرارة الظلم، ومرارة الانكسار.. مرارة الاستبداد، ومرارة العجز..

وكنت أسأل نفسى هل يملك هؤلاء من الأحاسيس ما يملكه البشر الذين خلقهم الله، وكرمهم على سائر مخلوقاته؟!!

هل يشعر هؤلاء بمعنى بكاء طفل حرم من أبيه؟

هل يشعرون بلوعة زوجة خطف منها زوجها أمام عينها، وروعت فى وقت السحر، وانتهكت حرمة بيتها؟

هل يشعرون بانكسار أب سُلب منه ابنه البار، وهو فى أشد الاحتياج إليه وقت هرمه؟!!

وبالطبع لم أجد إجابة تحمل معنى للإنسانية، أو تحمل معنى للرحمة..

ولكنها "طبائع الاستبداد"

هكذا تذكرتها، وهكذا تدارستها فى كتاب عبد الرحمن الكواكبى الرائع "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد".

هى هى نفس الطبائع.. هى هى نفس القسوة..

هى هى نفس الوجوه الكالحة التى تساعد الاستبداد وتشد من أزره على حساب الأمة..

رجال دين، ورجال علم وثقافة، وعائلات، وقضاة، ورجال شرطة، ورجال أعمال..

هى هى نفس طبائع الاستبداد.. هو هو نفس الإفساد..

إفساد الأخلاق، إفساد التربية..

كل هذا يتكرر عند المستبدين..

فى العصور السحيقة، والحديثة، وفى عصور الجهل، والعلم، وفى عصور الانحطاط، والرقى..

الطبائع واحدة، والأشخاص مختلفون..

وأقتبس من كتابه الرائع كلمات تصف المستبدين، وتـُعرف بهم، وبطبائعهم.. كما تعرف بطبائع شعوبهم المستعبَدة ودورهم فى هذا الاستبداد:

"المستبد يتحكم فى شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدى فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق، والتداعى لمطالبته".


"المستبد إنسان مستعد بالطبع للشر، وبالإلجاء للخير، فعلى الرعية أن تعرف ما هو الخير، وما هو الشر؛ فتلجىء حاكمها للخير رغم طبعه، وقد يكفى للإلجاء مجرد الطلب إذا علم الحاكم أن وراء القول فعلا. ومن المعلوم أن مجرد الاستعداد للفعل يكفى شر الاستبداد"


"المستبد يود أن تكون رعيته كالغنم دراً وطاعة، وكالكلاب تذبلاً وتملقاً. وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خدمت خدمت، وإن ضُربت شرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تـُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصيد كله، خلافاً للكلاب التى لا فرق عندها أُطعمت أو حتى حرمت من الطعام. نعم على الرعية أن تعرف مقامها هل خلقت خادمة لحاكمها، تطيعه إن عدل وجار، وخلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف، أم هى جاءت به ليخدمها لا ليستخدمها!. والرعية العاقلة تقيد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه فى يدها لتأمن من بطشه؛ فإن شمخ هزت به الزمام، وإن صال ربطته".


هكذا طبائع الاستبداد، وهكذا تكون مصارع الاستعباد.. كلاهما بيد الرعية لا بيد غيرها..

فالرعية النائمة، تستحق راعياً مستبداً، والرعية الواعية تستحق راعياً مسؤولا.

وليعلم الجميع أن الله عادل، لا يظلم عباده أبداً، كما أنه لا يترك أبداً ظالماً دون عقاب فى الدنيا قبل الآخرة..

وكما ذكر الكواكبى نقلاً عن الأخبار المأثورة:

"الظالم سيف الله ينتقم به، ثم ينتقم منه".

و"من أعان ظالماً على ظلمه سلطه الله عليه"


وليعلم معاونوا الظالمين (قضاة، أم جنوداً، أم صحفيين، أم كتاب) أيضاً ما ورد فى الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعان ظالما بباطل ليدحض حقا فقد برىء من ذمة الله عز وجل وذمة رسوله".

و"من أعان على خصومه بظلم، أو يعين على ظلم، لم يزل في سخط الله حتى ينزع".


وليعلم المُستعبَدون الصامتون الساكتون المتفرجون قوله تعالى:

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".

و قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا بيده، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه".

إخوانى.. أخواتى
كما تكونوا يولّ عليكم.


هناك ٣ تعليقات:

  1. يا الله
    والله هم هم
    ما اتغيروش
    هيفضلوا زي ما هم
    بنفس الاسماء
    بنفس الصفات
    بنفس الغباء
    ربنا يرحمنا منهم
    ولا يجعلنا من بينهم
    جزاكم الله خيرا أخي المهندس

    سلام

    ردحذف
  2. إوعوا الخوف..
    الصورة وضحت يا جماعة ،مصر ما فيهاش حد لسة على قيد الحياة الا الإخوان ،علشان كده المطلوب انهم يسكتوا ويبيعوا القضية زى اللى باعوا فى انتظار شوية مقاعد فى مجلس الشعب ،لاحظوا مواقف الوفد والتجمع والناصرى ،المسالة واضحة يا إخوانا ..مصر مفيهاش بيتحرك الا الاخوان ،والنظام القمعى ضد الحركة اصلا لانه نظام ميت اكلينيكيا ،على فكرة واحد علاقته مع ربنا حلوة قوى حكالى انه شاف حتة حلم معناه باختصار ان ربنا هيخلصنا قريب من الظالمين ،
    يا جماعة الناس محتاجين الاخوان قوى ،انا عارف ان الضغطة جامدة ،بس لازم نشد حيلنا ونقف ،حتى لو متنا لازم نموت كما الاشجار واقفين ،اوعوا حد فيكم يخاف او يياس او يبعد شوية لغاية ما الموجة تعدى ،لا ياسيدى الموجة اللى تاخدنى مع الاخوان لربنا احسن من السلامة بعيد عن الاخوان وعن ربنا ،ربنا بيقدر وبيختار لكل واحد فينا دور ،ربنا اخترنا علشان نكون مع الناس دى بالذات ،انا شخصيا عدت عليا اوقات خفت فيها لكن بعد القبض على غزلان ونصار والقصاص ومحى حامد المسالة مبقتش فارقة ،كبيرهم ايه يعملوه ،السجن ..مفيش مشاكل الناس الكويسة هى اللى بتتسجن الان ،والناس العادية الان اصبحت عارفة كده كويس ،ان الاخوان هما الامل وهما الرعب اللى قدام الحكومة ،لازم نكون عند حسن ظن ربنا اللى اختارنا للطريق ده ،لازم نكون عند حسن ظن الناس اللى بيبصوا للاخوان على انهم القوة الحية والنابضة فى البلد .شدوا الحيل واصبروا وتوكلوا على الله .
    على فكرة يا ريت تقروا المقال ده ليا على موقع الاخوان ..
    http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=26958&SectionID=0

    ردحذف
  3. غير معرف٦/٤/٠٧ ٣:٤٦ م

    رعاك الله وحفظك أخى الحبيب ...عسى الله أن ينتقم من هؤلاء المستبدين

    سيد يوسف

    ردحذف